"الإفتاء": الرسول أمرنا بالضرب على يد المفسدين لمنعهم من تخريب الوطن
طالبت دار الإفتاء المصريين بدعم الوطن والوقوف خلفه صفًّا واحدًا فيما يواجهه من أخطار وتحديات كبيرة، مؤكدة أنه لا يوجد خطر أشد على الأمم من الفرقة والاختلاف في وقت ينبغي فيه أن نجابه عدونَا صفًا واحدًا مصداقا لقول الله تعالى: {واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا}.
وأضافت دار الإفتاء في بيان لها اليوم الثلاثاء أن الله سبحانه وتعالى أمرنا بالاتحاد والاتفاق ولم الشمل، والوقوف صفًّا واحدًا في وجه الأعداء، قال تعالى: {وأن هذا صراطي مستقيمًا فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله}، كما حذر النبي صلى الله عليه وآله وسلم من الفرقة فقال: "الشيطان مع الواحد، وهو من الاثنين أبعد، ولا يقرب الثلاثة"، وقوله صلى الله عليه وسلم: "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى".
وأوضحت دار الإفتاء أن الله ورسوله أمرنا أن نضرب على يد المفسدين لمنعهم من تخريب الوطن وإسقاطه، وضرب لنا مثلًا بأصحاب السفينة الذين إن تركوا المفسدين هلكوا جميعًا، وإن أخذوا على أيديهم نجوا جميعًا، حيث قال صلى الله عليه وسلم: "مثل القائم على حدود الله والواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينة، فأصاب بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها، فكان الذين في أسفلها إذا استقَوا من الماء مروا على من فوقهم، فقالوا: لو أنّا خرقنا في نصيبنا خرقًا، ولم نؤذ من فوقنا. فإن يتركوهم وما أرادوا هلكوا جميعًا، وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعًا".
وحذرت دار الإفتاء من الانشغال بالخلافات والشقاق وسفاسف الأمور، وإهمال الأمور الجسام والتحديات الكبيرة التي يواجهها الوطن، والتي تحتاج إلى أن يتفانى كل مصري في عمله، وأن يكون الشعب جميعًا يدًا واحدة تبني الوطن وتعلي من شأنه.
وأكدت في بيانها على أن أوقات الأزمات والصراعات والمحن لا ينبغي إهدار الجهد في الخلافات التي لا طائل من ورائها، بل يتحتم على أبناء الأمة التوحد ونبذ الفرقة، وتقديم مصلحة الأمة على ما سواها، وتقوية روابط الاتحاد بينها؛ إذ ما جلب التنازع والفرقة إلا الضعفُ والهوانُ والشرور قال تعالى: {وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ}؛ ولعلنا فيما نواجهه اليوم من استشراء داء عضال في جسد الأمة- وهو هذا الإرهاب الأسود- أحوج ما نكون إلى تلك الوحدة، لدرء هذا الخطر عن الأمة والقضاء عليه بكل طريقة حتى لا يصل أذاه إلى باقي أجزاء الجسد.