رئيس التحرير
عصام كامل

مسخوط الحزب الوطني


البعيد محروم من نعمة الإحساس بالمصيبة، وإدراك الكارثة، وفهم غضب الغير، ومجبول على نطاعة وتلكؤ، يليقان بالجماد، والبعيد محروم من نعمة الإحساس بأن أحدا لا يطيقه، ولا يطيق الأرض التي انحرث بأحشائها، فأخرجت لنا وعلينا مخلوقا من المكر والبلادة، له جلد غليظ، أشبه بالجلد الذي وصفه المعزول مرسي في أحد البرامج، قبيل عزله بثورة طاهرة في الثلاثين من يونيو، يومها قال مرسي "جلدنا سميك".


والظاهر المقطوع به أن كل متطرف في الفساد، وفي التزمت والتعصب والإرهاب، هو من مواطني الإخوان، أو من ربطية الحزب الوطني، لا أقول كل أعضاء الحزب، ففيهم أشراف ومحترمون، وفيهم أمثال هذا البعيد الذي يقف بصلابة وراء المصيبة الوطنية التي أحاطت ولاتزال تحيط بمصر والمصريين !

ينبغي على شلة عديمي الإحساس، خريجي السجون، من أعضاء الوطني، أن يعودوا إلى رشدهم، وأن يعرفوا، ويفهموا ويحسوا أن الناس لا تطيق رؤية وجوههم، فما بالكم بنجاح الطبال الأرعن، وعودته إلى صفوف مجلس النواب، يبرز لسانه، ويغيظ الأمة، ويقلب الدنيا رأسا على عقب، كما قلبها التزوير من قبل، وهو ضالع فيه !

على الإخوان الإرهابيين وأطيافهم، اليقظة منها والنائمة، ومساخيط الحزب الوطني، أن يخرجوا من الحلبة السياسية، وأن يخلدوا إلى قبور مؤقتة أو دائمة، فالوطن في حرب والوطن في محنة، حتى تسكن الجراح، وأشك أن يحدث ذلك في القريب.

حين يصمم الماكر القصير، وبحماقة، على اللعب بمصير الوطن مرة أخرى، فهو إذن، قد عقد العزم على أحد أمرين أو كليهما معا: الأول أن تشتعل الأوضاع ضد النظام والدولة من جديد، والثاني أن يغور أو يغار به إلى داهية، بالقانون، ليغيب في غياهب النسيان، جزاء طمعه وجشعه وحقده، وبلادة إدراكه أنه سر البلاوي التي أحاقت وأحاطت وأحرقت كل شيء، ولم ينله منها سوى الحبس ثم الإفراج ولو المؤقت !
هز وسطك بعيدا عنا يا عز !
الجريدة الرسمية