محاكمة فاطمة ناعوت
حيث جاء في الشكوى أنها قالت تحت عنوان (كل مذبحة وأنتم بخير)، (بعد برهة.. تُساق ملايين الكائنات البريئة لأهول مذبحة يرتكبها الإنسان منذ عشرة قرون ونصف، ويكررها كل عام وهو يبتسم. مذبحة سنوية تتكرر بسبب كابوس باغت أحد الصالحين بشأن ولده الصالح، ورغم أن الكابوس مرَّ بسلام على الرجل الصالح وولده وآله، إلا أن كائنات لا حول لها ولا قوة تدفع كل عام أرواحها وتُنحر أعناقها وتُهرق دماؤها دون جريرة ولا ذنب ثمنًا لهذا الكابوس القدسي، رغم أن اسمها وفصيلها في شجرة الكائنات لم يُحدد على نحو التخصيص في النص، فعبارة ذبح عظيم لا تعني بالضرورة خروفًا ولا نعجة ولا جديًا ولا عنزة" هي شهوة النحر والسلخ والشي ورائحة الضأن بشحمه ودهنه جعلت الإنسان يُلبس الشهيةَ ثوب القداسة وقدسية النص الذي لم يَقُل.. اهنأوا بذبائحكم أيها الجسورون الذين لا يزعجكم مرأى الدم، ولا تنتظروني على مقاصلكم، انعموا بشوائكم وثريدكم وسأكتفي أنا بصحن من سلاطة قيصر بقطع الخبز المقدد بزيت زيتون وأدس حفنة من المال لمن يود أن يُطعم أطفاله لحم الضأن الشهي، وكل مذبحة وأنتم طيبون وسكاكينكم مصقولة وحادة )
وإلى هنا ينتهى كلام السيدة فاطمة حسب ما ورد في كلام مقدم البلاغ، ولأن هذا الموضوع شد انتباهى في عدة أمور أولها هي أن البلاغ قد تم التحقيق فيه، ثم أحالت النيابة السيدة فاطمة للمحاكمة في خلال أيام، رغم أنى تقدمت شخصيًا ببلاغ منذ شهرين ونصف للنيابة العامة برقم 4237 لسنة 2014 عوارض محامى عام أول الإسكندرية ضد خالد الجندى صاحب قناة أزهرى لسبه لى وتكفيرى وإهدار دمى على الهواء، مرفق بالمستندات وسيديه الحلقة، ولم يتم التحقيق معه حتى الآن، لذا وجدت أن الأمر يستحق التوقف لنرى وننتبه لما يحدث ، لكن بعيدًا عن موضوعى الخاص الذي فرض نفسه، وكنت لا أرغب في ذكره في هذا الموضوع، وحتى لا نطيل، نعود للموضوع الأساسى الخاص بقضية السيدة فاطمة.
ولأنى عشت حياتى 55 عامًا دارسًا في المعاهد والكليات الأزهرية ثم مدرسًا للمواد الفقهية والشرعية، ووضعت 23 كتابا فأصبحت متخصصًا وخبيرًا في علوم الدين والتفسير والفتوى، ولنا موقع يرتاده مليون زائر يوميًا ونرد بالرأى والفتوى على مئات الأسئلة يوميًا، وأصبح يقال عنا عالم أزهرى أو إسلامى، ومع ذلك أنا لا أفهم حتى الآن على أي أساس فَهِمَ مقدم الشكوى أن ما قالته السيدة فاطمة هو ازدراء للأديان.
والحقيقة أن السيدة فاطمة لم تتعرض لأى نص دينى من قريب أو بعيد ولم تذكر الآيات 102 حتى 107 من سورة الصافات بالشرح أو التفسير أو الرأى وعندما ذكرت عبارة ذبح عظيم وصفتها وصف صحيح، لكنها كانت تتكلم في المجمل عن موضوع بعيد تمامًا عن النصوص الدينية، ولم تذكر اسم سيدنا إبراهيم أو ولده، ولكن تكلمت عن أفعال بعض المسلمين الهمجية الوحشية التي لم تلتزم أصول وأماكن وآداب الذبح الشرعية، وقامت بصورة وحشية بفعل الذبح بالشوارع العامة وأمام الأطفال بعد تعذيب الحيوان المذبوح، لاستعمالهم أسلحة غير مسنونة ومصقولة، وهو ما تتناقله وسائل الإعلام العالمية لتتصيد وتُدلل على كيفية تعليمنا للأطفال للعنف والقتل، وهو ما أصاب ضمير وحس السيدة فاطمة وعليه قررت أن تدافع عن دينها وتطبق الشرع بمفهوم المؤمن الواعى القوى بإخراج الزكاة، بدلًا من قيامها بالذبح وتقديم اللحوم بالشكل الذي يسىء للشرع ولصورة الإسلام الحنيف.
كما أنه لم يقرأ هذا الكلام على صفحتها سوى بضع مئات وربما آلاف من الناس، لكن ما فعله مقدم البلاغ جعلَ الملايين تطلع على هذا الكلام، ولو كان هناك بالفعل ازدراء للدين، لكان مقدم البلاغ هو الذي يطعن في الإسلام مخالفا قول الرسول (ع) فيما معناه إذا بليتم فاستتروا في الحديث الذي ورد في موطأ مالك - كتاب الحدود برقم 1508، وقد رواه البيهقى والحاكم عن ابن عمر وصححه الشيخ الألبانى.
لذا نحن نطلب من الله الغفران للسيد مقدم البلاغ لأن إثمه أكبر لما فعله بدون وعى في حق الإسلام، لأن ما فعله يعطى صورة سيئة للإسلام أمام العالم فيقول المتربصون إن الإسلام يخشى من حرية التعبير والرأى بكل أسف، ونقول للسيدة فاطمة إن الله الذي أعطاكِ الضمير النقى والقلب الطيب والحس المرهف، لتكونى صورة جميلة للمسلم والإسلام هو من يُدافع عنكِ ويرد الأذى على من أرادَ بكِ الأذى، وفى النهاية هذا هو رأينا الشرعى حيث إن الشرع لا يخشى من مجرد رأى لأن الشرع يحميه رب الشرع القوى العظيم وليست الأحكام، والأمر مفوض للمحكمة.
هذا وعلى الله قصدُ السبيل وإبتغاءِ رِضَاه
E - rashed_orbit@yahoo.com
http:||www.ahewar.org|m.asp?i=3699