رئيس التحرير
عصام كامل

القبض على عادل حمودة !



فجأة وبغير سابق نشاط أو أي إطلالة من أي نوع..وعلي شبكة التواصل الاجتماعي "فيس بوك" يطل على الناس الكاتب الكبير عادل حمودة بمجموعة خاصة به تحمل اسمه وتثير جدلا واسعا تتخصص في نشر لقطات وأوراق مصرية قديمة تتناول حياة وأحوال المصريين في المائة عام الأخيرة ويتحدد اهتمامها الأساسي عن الفترة الممتدة في النصف الأول من القرن العشرين..


المدهش أن مجمل ما يعرضه حمودة يتعارض ويصطدم مع انحيازاته السابقة التي عرفها الناس عنه وعرفوه بها..فمن الغريب ـ مثلا أن يتخصص حمودة في نشر صور الأسرة المالكة السابقة في ارستقراطية بالغة وباعتبارها رمزا للتحضر بل وللصمود أمام الاحتلال البريطاني ولقطات تبرز وفقا لتعليقات حمودة ـ وقوف السفير البريطاني مرعوبا مرتعدا مرتعشا أمام الملك فاروق! رغم أن الجميع يعرف ـ وحمودة نفسه يعرف ـ وربما كتب خلاف ذلك أن لم يكن عكسه تماما تماما..

والجميع أيضا يعرف. وحمودة يعرف أكثر ـ حادثة 4 فبراير عام 1942 الشهيرة وكيف حاصرت دبابات الاحتلال الإنجليزي قصر عابدين وأرسل له سفير بريطانيا إنذارا مهينا ومذلا يجبره فيه بإقالة الحكومة وتوليه حكومة الوفد في واقعة تاريخية ترقي إلى وصفها بالفاجعة التاريخية بكل المقاييس والتعبيرات الممكنة !

عادل حمودة ـ المجموعة ـ ينشر كل ساعة عن مصر الدائنة لبريطانيا العظمي وهو يعلم وقد نشر سابقا بشخصه أو في إصداراته المتعددة ما يفيد أنها ديون جاءت بإهانة مصر وإجبارها لتقديم العون لدول الحلفاء ولبريطانيا في الحرب العالمية الثانية على أمل تسديد مقابل هذه الخدمات فيما بعد وهو ما لم يتم في أسوأ صور الإهانة والمهانة والنصب الدولي !

صحيح وحقيقي أن "عادل حمودة" ينشر لقطات عديدة عن مصر الخمسينيات والستينيات لكن يبقي ذلك منطقيا ومنسجما مع انحيازات حمودة المعروفة بينما يظل الجدل الرئيس ـ فيما ينشره ـ حول الفكرة الأساسية التي يروج لها أو يريد أن يروج لها وبما يعتبره البعض لغزا لا يرون له حلا وأسئلة لا يعرفون إجاباتها وبما يضعنا أيضا وفورا أمام السؤال الحقيقي وراء السطور السابقه وهو: هل المجموعة الفيسبوكية المذكورة يديرها بالفعل الكاتب الصحفي الكبير الأستاذ عادل حمودة ؟ أم أن أحد هواة فيس بوك يستغل اسمه وصورته لمنح المجموعة ثقلا وثقة تجذب مزيدا من المعجبين لها ؟ وبالفعل تتزايد عضويتها كل يوم حتى بلغت مئات الألوف..

إن كان كاتبنا الكبير عادل حمودة هو فعلا من يدير المجموعة ويشرف عليها فإننا نضبطه متلبسا بالردة على مجمل قناعاته وانحيازاته السابقة بما يستحق معه القبض عليه أدبيا ومعنويا ليحاكم أمام محبيه وأمام التاريخ وأمام تاريخه هو نفسه..وإن كان أحدهم ينتحل صفة واسم الكاتب الكبير فالأمر عندئذ يستحق الدهشة على صمته وإبلاغه بما يجري إن لم يكن يعرف وهنا ننتظر منه أيضا إجراء منه للقبض على النصاب واللهو الخفي الذي يستغل اسم وصورة وتاريخ عادل حمودة الحقيقي !
الجريدة الرسمية