كلام في استبعاد أحمد عز !

إن كان استبعاد أحمد عز لعدم استكماله شروط الترشح، فنحن في الطريق الصحيح، لكن إذا كان استبعاده امتصاصًا لغضب "تيارات سياسية" معينة.. ومحاولة للمهادنة مع قوى حزبية بعينها.. فالصواب جانبنا.. ونحن لسنا على الطريق الصح.. ولن نصل إلى المحطة الصح أيضا.

قل نحن على طريق لا نعرف كيف بداياته ؟ ولا على أي أساس تبدأ.. ولا على أي شكل تنتهى ؟

لو استبعاد أحمد عز حدث بالقانون، يبقى تعظيم سلام للقانون.. لكن لو حدث، وأن هناك من أثر استغلال القانون..لاستبعاد عز من الانتخابات، بتكييف ما، وتوليفة ما.. يبقى هناك كلام يجب قوله.. وحديثا لابد من فتحه.. ليس لأن عز استبعدوه.. لكن لمناقشة الأسس التي تم استبعاده على أساسها.

بالمناسبة.. وللأهمية.. ليس هذا كلامًا عن عز كشخص.. إنما الحديث عن سين من الناس كُمرشح، صار لغط على ترشحه.. بينما لا سبب قانونى، كان يمنع دخوله الانتخابات.. ولا مانع من موانع الأهلية، كان يقف عثرة في طريقه للمنافسة في ماراثون انتخابى.. بعد ثورتين.

يعنى..ليس هذا دفاعا عن أحمد عز.. فلا يهمنا الرجل.. ولا ترشحه من عدمه، لكن يهمنا شكل الدولة الجديدة التي ينشدها ساستنا، ويتشدقون بحرياتها منذ يناير، فيتداولون شكل ديمقراطيتها، وسقف مطالبها العالى، وطموحاتهم في أن يكون المواطن هو الحكم.. وأن تمارس فيها الجماهير حريتها عن طريق الصندوق.. والتصويت الانتخابى..لا التصويت ندبا على ترشح فلان.. أو إعادة طرح ترتان نفسه من جديد على ساحة السياسة.

بالتأكيد غلطان المهندس أحمد عز من الناحية الشكلية، لمحاولة طرح اسمه من جديد الآن.. لكن الخطأ أكبر، لو أن غضب بعضهم استطاع أن يشكل ضغطا على الإدارة للبحث عن سبب لتفجير ترشيح عز.. بغير أساس.. سوى "غضب سياسي من تيارات بعينها".

مقابل الغاضبون من ترشح عز، هناك من كان يرى أن ترشح عز من عدمه.. ليس أساس المعضلة.. إنما المعضلة فيمن رفعوا عقيرتهم بالنحيب من تقديمه أوراقه "بعد ثورتين"، فرفض أغلبهم ترشحه "خوفا من فوزه".. وطالبوا باستبعاده "خوفا من عدم القدرة على منافسته".

يا أسيادنا.. إذا كان أحمد عز قد تجاوز، ومارس البجاحة السياسية بعد ثورتين.. فلماذا لا يُمهد له طريق الانتخابات..لإسقاطه بأصوات الجماهير الغاضبة ؟ إذا كان عز سببا رئيسا في دخول البلد نفقا مضطربا طوال أربع سنوات، وهذا صحيح، فلماذا لا تترك له المساحة، كى يواجه ناخبين غاضبين، يطرحونه أرضًا بالصندوق.. ويعفرون وجهه في التراب باستمارات من وراء الستارة في اللجان ؟

صحيح ترشح عز كان أزمة لدى بعضهم..لكن لا يجب أن ننكر أنه كان، في الوقت نفسه، اختبارًا بالنسبة لآخرين.اختبار سياسي لعز نفسه، واختبار أيضا للغاضبون من عز.. ومن تاريخه، ومن بلاويه.. ومن خطاياه.. وخطايا نظامه.

لو كان استبعاد عز: "لأن الناس غضبانة".. فالسؤال الوجيه والمهم هو: من الذي يمكن أن يحدد مقدار غضب الغاضبين ؟ وعلى أي أساس يتم تحديد شكل هذا الغضب ؟ من له سلطة إقرار نسبة الغاضبين ؟ ولمن السلطة في إقرار أعدادهم.. ودرجة تفاعل هذا الغضب في الدوائر الانتخابية ؟

إطلاق الأحكام عن الناس ورغبات الناس.. والناس عايزة إيه، والاختلافات حول أذواق الجماهير، من على شاشات الفضائيات.. والحديث من وسع من مقار حزب التجمع.. والوفد، كل يعلق ما يراه على شماعة الجماهير، ويدفن ما يعتقده في كفن الشعب.. كلام لا يجب تداوله سياسيًا.. وحديث لا يمكن الاعتراف به انتخابيًا.

الحديث عن رغبات الناس كل كما يراها لا يصح أن يكون كلام "ساسة " أحرارًا قلبوا الدنيا في سبيل الاحتكام لرأى الجماهير.