رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو.. أول حوار مع صاحب "حمام باب البحر": البراءة لم تغير نظرة المجتمع.. فتحي: عايشين بعين مكسورة.. الأهالي استقبلونا بالأحضان.. الضابط لم يدخل الحمام.. والإعلامية أرادت الشهرة على حساب الأبرياء


أحكام بالبراءة وفرحة عارمة هزت أرجاء المحكمة، وصرخات هزت منطقة رمسيس، بعد اتهامات بتهم مخلة بالشرف والسجن على إثرها ما يقرب من 37 يومًا، حيث تم تشويه سمعة مواطنين عاشوا أياما حزينة متهمين بارتكاب "الشذوذ الجنسي داخل حمام شعبي"، لتأتي الكارثة لعائلاتهم بانتشار صورهم شبه عرايا، وبعد أحكام البراءة خرجوا متخفين من نظرات المجتمع، فهذا يهرب من منطقة إلى أخرى، وآخر يشعل النيران في نفسه.


خراب

يختلف حال الحاج فتحي، صاحب الحمام، عن زملائه المتهمين، فالبراءة لم تعيد له زبائنه الذين فقدهم بسبب الشبهة التي لحقت به، فالمكان أصبح معروف أنه سيئ السمعة، ومن الصعب أن يعود لسابق عهده.

عين مكسورة

"البراءة ماغيرتش نظرة الناس لينا".. كلمات عبر بها الحاج فتحي عن مأساته بعد صدور حكم البراءة، والذي سرد لحظة اقتحام الحمام في لحظة جلوسة على مكتبه داخل الحمام ليفاجأ بسرب كبير من رجال المباحث، داخل كل مكان في الحمام ليصطحبوا المواطنين من داخل الحمام شبه عرايا أمام الجيران والمارة، وسط تساؤلات عن سبب دخول رجال بوليس الآداب للحمام، موضحًا أن المحضر جاء فيه وجود 19 شخصا بأوضاع مخلة داخل مغطس الحمام، وآخرون بأوضاع أخرى داخل غرفة بالحمام، موكدًا أن المغطس لا يتحمل أكثر من 6 أشخاص، والحمام لا يوجد به أي أبواب سوى باب حديدي قديم لا يصعب فتحه، عكس الذي جاء في المحضر بأنه باب مغلق.

وأشار صاحب الحمام إلى أن المقدم الذي قاد الحملة لم يدخل من باب الحمام لمعرفة ما يدور داخل الحمام، واكتفي بالوقوف بالخارج، بجانب الإعلامية التي أردت الشهرة على حساب مواطنين أبرياء، مطالبًا النيابة العامة وأجهزة القضاء بالدخول للحمام ومطابقة نص المحضر من داخل الحمام، موضحًا أن المذيعة لم تمتنع عن بث أكاذيبها عن الحمام، بل أعادت بث برامجها بعد صدور أحكام البراءة متهمة القضاء بالفساد.

استقبال الأهالي

وأضاف فتحي أن أهالي شارع باب البحر استقبلونا بالأحضان والهتافات وسط جو من السعادة لعدم وجود شك لديهم في صدور أحكام البراءة، موضحًا أن الحمام مقصد لعدد كبير من الشخصيات المرموقة على مستوي الدولة، ولو شعر أهالي الشارع بوقوع مثل هذه الفواحش داخل الحمام ما تركونا أبدا، مشيرًا إلى أنهم ينتظرون الأول من مارس للنطق في القضايا التي رفعها متهمو الحمام على المذيعة والقناة الفضائية، قائلًا: "أقل تعويض لينا ينشر لنا اعتذار من جانب القناة لمدة أسبوع يوميًا معتبرًا ذلك أبسط رد اعتبار لهم لرد سمعتهم بين الناس".

هتعاير بيها

"البراءة خلتني طاير من الفرحة من جوايا، بس تهمة هتعاير بيها أنا وولادي وولاد ولادي، حتى لو بررت ليهم قد ما بررت، حتى عيالي لما كانوا بيزورونا كانوا بيتعاملوا أسوأ معاملة في القسم، ودلوقت وقفوا حالنا، وقطعوا عيشنا، ولادي مش عارف أوكلهم، ومافيش حد هيشغلني معاه، مهما كانت البراءة، دي قضية شرف، وكفاية إننا اتاخدنا عريانين من هنا قدام الناس كلها في الشارع، الحكم على قد ما ردلي اعتبارى، مش قادر أرفع عيني في الشارع، ولا أقدر أروح بلادنا في الصعيد هقولهم إيه وأحكيلهم إيه".. كلمات بدأ بها مرعي أحد متهمي حمام باب البحر حديثة لـ"فيتو".

وأضاف مرعي أنه يعمل في الحمام منذ عام 1970، ولم يحدث له ما حدث خلال الفترة الماضية، ولو علم بوجود أعمال خارجه تتم داخل المكان ما عمل به حفاظًا على شخصيته، موضحًا أن القسم يقع تحت متابعة من مسئولي قسم الأزبكية، ولو لاحظوا وجود أعمال منافية للآداب ما تركونا، فضلًا عن أهالي شارع البحر، الذين استقبلونا بترحاب، مشيرا إلى أنهم لم يعرفوا لماذا تم ضبطهم حتى وصولهم إلى قسم الأزبكية.

كسرت نفوسنا

وتابع مرعي: "حكم البراءة على قد ما فرحني، مش قادر أرفع رأسي وسط جيراني، تهمة عيب على واحد في سني، ولو أنا استحملت عيالي مش هيستحملوا، وفي واحد شاب ولع في نفسه علشان يخلص من نظرات الناس له، ولادي مش بيقدروا يقفوا مع حد في الحارة، ولا بيقدروا يرفعوا عينهم في حد".

أبو البنات

"حاله يختلف عن الكثيرين أمثاله من متهمي حمام باب البحر فهو أب لأربع بنات لا يعلم ما سيكون مصيرهن بعد تلك التهمة التي نالت من شرفه وستلاحقه وستلاحق أبناءه، والتهمة منعته من العودة لمسقط رأسه بالصعيد، خشية من كلام أهالي قريته الذين اعترفوا بالتهمة ولا يعترفون بأحكام البراءة، ولا يعلم ماذا ستكون توابع اتهامهم بتلك التهمة".. كلمات عبر بها "فارس محمد" أحد متهمي حمام باب البحر عن مأساته بعد صدور أحكام البراءة بحقهم.

عار

وقال فارس: "37 يوما اتظلمنا فيها في الأقسام غير البهدلة والشتيمة، وأعمل إيه علشان أرد كرامة عيالي، حتى شيخ المسجد بيقولي أنتوا شغالين في المشي البطال، صورنا اتشوهت قدام الناس، والحمد لله ولادي لسه صغيرين، يمكن ربنا يغير الحال بعدين، لو كبار أكيد الحال كان هيبقي شكل تاني، بلدياتي في الأرياف صدقوا الكلام، مش عارف أرد عليهم أقولهم إيه، لو بنتي جالها عريس مش عارف الناس هتقوله عليا إيه".
الجريدة الرسمية