رئيس التحرير
عصام كامل

ننشر ملخص الكتاب الأكثر مبيعًا فى العالم عن التخسيس.. باحث بريطانى: صوموا تصحوا.. الصوم المتقطع يقلل من أعراض الشيخوخة ويحمى من السرطان ..وأعمار الأمريكيين زادت بعد الكساد الكبير

فيتو

فى كتابه "كل.. صم.. عش أطول.. فقدان الوزن والمحافظة على الصحة" يأخذنا (مايكل موسلى)، الطبيب والصحفى البريطانى فى رحلة عبر الولايات المتحدة الأمريكية للتعرف على أحدث الوسائل لكى نحافظ على صحتنا فى أفضل صورة ممكنة حيث تجرى الأبحاث على أمر يعتبر العلماء أنه سيحدث الفارق إذا ما التزمنا به كأسلوب حياة.. هذا الأمر هو الصيام.


ولم يكن غريبًا أن يحتل كتاب "فقدان الوزن والمحافظة على الصحة" مكان الصدارة للأسبوع الثانى على التوالى لقائمة أعلى نسبة مبيعات على موقع أمازون العالمى لبيع الكتب، وذلك لأمرين أساسيين أولهما شهرة مؤلف الكتاب "مايكل موسلى"، والذى يقدم برنامجه العلمى العملى الأسبوعى "هورايزن: كل وصم لتعيش أكثر" فى محطة بى بى سي، وثانيهما ما تضمنه الكتاب من معلومات عجيبة حول تحقيق الجسم لمكاسب صحية كبيرة من خلال الصوم لفترات تبدأ بالصوم لمدة صغيرة، وتمتد إلى الصوم ليوم والإفطار ليوم آخر.

وحسب ما يقوله موسلى فإن "الصوم بدا لى كثيرًا وكأنه شىء غير محبب للنفس وليس له فوائد واضحة على المدى الطويل، لذا عندما طلب منى عمل فيلم وثائقى يتضمن وثقائى لفترات دون تناول الطعام، لم أتحمس إذ كنت متأكدًا أنى لن استمتع بذلك، لكننى بعد ذلك شعرت بتحسن كبير، فى البداية لم تكن لدى إرادة قوية للدخول فى برنامج حمية غذائى على المدى الطويل، لكنى مهتم كثيرًا بمعرفة ما يجعل تناول القليل من الطعام يؤدى إلى زيادة متوسط العمر، لاسيمًا فى ظل اعتقاد علماء أنه من الممكن تحقيق فوائد دون ألم، وتبين أن تقليل السعرات الحرارية والاهتمام بالأكل لكن بنسب قليلة يزيد متوسط الأعمار، على الأقل فى الحيوانات، وفى الثلاثينيات كنا نعرف أن الفئران التى تتناول مقدارًا قليلًا من السعرات الحرارية وتتغذى جيدًا يزيد عمرها المتوقع، وكانت هناك أدلة متزايدة على أن نفس الأمر ينطبق على القردة، حيث ثبت أن خفض معدلات هرمون النمو المعروف بـ"IGF-1"، والذى تؤدى زيادة معدلاته إلى ظهور أمراض مرتبطة بتقدم السن، يمكن أن يتم من خلال الصوم، ومع انخفاض معدلات هذا الهرمون تنشط مجموعة من جينات التعافى والتى تنمو فى الجسم عندما لا نتناول الطعام لوقت طويل".

ومن بين المعلومات التى يشير إليها موسلى فى كتابه أن " من بين مجالات البحث الحالى حول النظام الغذائى ما أطلق عليه صوم يوم بالتناوب، والذى يتضمن تناول ما تريد فى أحد الأيام وبعد ذلك يتم تبنى نظام غذائى صارم (أقل من 600 سعرة حرارية)، فى اليوم التالى، ومن المفاجئ أنه لا يهم مقدار ما يتناوله المرء خلال الأيام التى لا يصوم فيها"، مشيرًا إلى أن الدكتورة كريستا فارادى، من جامعة إلينوى فى شيكاغو، أجرت تجربة على مدار ثمانية أسابيع للمقارنة بين مجموعتين يعانى أفرادهما من زيادة الوزن حال تطبيق صوم يوم بالتناوب، وتبين أنه فى حالة الالتزام بأيام الصوم، فإن الشخص لن يجد مشكلة حال تناول أطعمة مرتفعة أو منخفضة الدهون فى الأيام التى لا تصوم فيها وذلك فيما يتعلق باحتمالية إصابة بأحد أمراض القلب والشرايين، إن هذا النظام يمكن استبداله بنظام آخر أسهل من فكرة الصوم بالتناوب، وذلك من خلال تناول الطعام بصورة طبيعية لمدة خمسة أيام أسبوعيًا، وبعدها يتم تناول الطعام لمدة يومين أسبوعيًا بمقدار 500 سعر حرارى للمرأة و600 سعر حرارى للرجل".
ويضيف موسلى إن "الأبحاث العلمية المتعلقة بالغذاء، أثبتت أن المجتمعات المحلية فى اليابان والولايات المتحدة، والتى تتبع نظامًا غذائيًا صارمًا منخفض السعرات الحرارية، يبدو أنها تتمتع بمتوسط عمر أطول من المتوسط العالمى، وأن نظام الوجبات الغذائية منخفض السعرات الحرارية، بقيمة لا تزيد على 600 سعر حرارى فى اليوم، يمكن أن يكون الشىء الوحيد الذى ثبت أنه يؤدى لإطالة الحياة، لأن الشيخوخة فى نهاية المطاف هى نتاج ارتفاع معدل الأيض، وهو ما يؤدى إلى زيادة عدد الجذور الحرة التى نستهلكها، وإذا ضغطت على الجسم من خلال تقييد السعرات الحرارية أو الصوم، فإن هذا يدفع الجسم للتكيف وإبطاء عملية التمثيل الغذائى، وبالتالى فإنه ليست هناك ضرورة لأن يأكل الإنسان ثلاث وجبات فى اليوم لأن ما نعتقد أنه جوع ليس إلا مجرد عادة أساسًا، والصوم المتقطع يمكن أن يوفر المزايا ذاتها للحد من السعرات الحرارية عن طريق الحد من نمو هرمون IGF-1، وهو الهرمون الذى يعمل على صيانة وإصلاح الأنسجة، لكن فى الوقت ذاته فإن المستويات العالية منه تساهم فى الإصابة بالسرطان والشيخوخة، حتى إن معهد صحة الشيخوخة فى جامعة لندن أكد أن تناول الطعام بنسبة تقل عن 40% قد تؤدى إلى زيادة حياة الشخص حتى 20 عاماً، حيث يعمل الصوم المتقطع على تقليل خطر الإصابة بمجموعة من الأمراض منها مرض السكرى ومرض القلب والأوعية الدموية والسرطان".
ويشير الكتاب إلى أن البدء بالصوم المتقطع يمكن أن يبدأ بتناول الغذاء العادى لمدة خمسة أيام مع ملاحظة نسبة السعرات الحرارية التى يتناولها الشخص، وبعد ذلك يتم تناول ربع ما يتناوله الشخص فى يوم على أن يتبعه فى اليوم التالى تناول نفس الكمية القديمة، ويتم ذلك بالتناوب (بمعنى تناول الكمية العادية فى يوم وتناول ربعها فى اليوم التالى)، وهو ما يخفض السعرات الحرارية بالمرأة إلى 500 سعر حرارى، ويخفض السعرات الحرارية للرجل إلى 600 سعر حرارى، ويشير الكتاب إلى أن "اتباع هذا الريجيم (الصوم بالتناوب)، أدى لفقدان البعض 20 رطلاً ( أى نحو 10 كيلو جرامات)، من وزنهم فى تجارب جرت فى عام 2012".
وينقل موسلى فى كتابه عن البروفيسور فالتر لونجو، أحد أكثر الخبراء فى العالم المعنيين بدراسة الآليات المعقدة والتى تتحكم فى عملية الشيخوخة، قوله إن "هناك مجموعة من البشر يعيشون فى منطقة نائية فى الإكوادور لديهم قدرة كبيرة على العيش لفترتا طويلة دون التعرض لأمراض الشيخوخة، ولم يصب أى منهم بمرض السرطان، والسبب أنهم يقيدون السعرات الحرارية التى تدخل أجسادهم يوميًا من خلال اتباع نظام الصوم المتقطع، إنهم يعيشون حياتهم بطريقة طبيعية ولا يحرمون أنفسهم من لذة استطعام أى نوع من الغذاء أو الشراب، لكنهم يتبعون هذا النظام الغذائى (الصوم المتقطع)، ما يسمح لهم بالحياة بدون مرض تقريباً"، مشيراً إلى أن "الأمر يرجع إلى هرمون النمو IGF-1، والذى عندما يدخل الجسم بصورة عادية فإن خلايا الجسم تنقسم وسرعان ما يبدأ الجسم فى إنتاج خلايات بديلة جديدة، لكن عندما يقل تواجد هذا الهرمون، فإنما الجسم يتجه إلى نظام جديد، حيث يتوقف عن إنتاج خلايا جديدة ويتجه إلى إصلاح الخلايا الموجودة بما فى ذلك إصلاح الأحماض النووية".

ويشبه لونجو الأمر بالسيارة التى تعمل طوال الوقت مما يؤدى إلى سرعة تلفها، وذلك على النقيض من السيارة التى تعمل لفترة وتستريح لفترة أخرى، مشيراً إلى أنه عندما تعرضت الولايات المتحدة للكساد العظيم فى الفترة من عام 1929 وحتى عام 1933، كانت التوقعات تشير إلى احتمالات تراجع متوسط أعمار الشعب الأمريكى فى ظل تصاعد حدة العواصف والجفاف التى عانت منها الولايات المتحدة، لكن على النقيض من ذلك، زاد متوسط عمر الأمريكيين سبب تغير نظامهم الغذائى واعتمادهم على معدلات أقل من الطعام فى وجباتهم الغذائية، فيما قلل عدد كبير منهم من عدد وجباته بما يشبه حالة الصوم المتقطع".

وفى فصل آخر من كتابه، يحكى موسلى تجربة شخصية حيث تعرض لموقف شبيه حيث دخل فى مقارنة صحية مع جوكو رديل، وهو من بين عدد محدود على مستوى العالم الذين اتبعوا نظام تقييد السعرات الحرارية فى الجسم، مضيفاً أن "الفحوصات التى أجراها البروفيسور لويجى فونتنانا، الباحث بجامعة واشنطن، أحد فريق الباحثين الذين أجروا دراسة حول علاقة الغذاء بوظائف الأعضاء البشرية، أكدت أنه على الرغم من أننى وفونتانا فى الخمسينيات من العمر، أى أننا فى نفس العمر، إلا أن السعرات الحرارية التى تدخل جسد فونتانا تقدر بنحو 1900 سعر حرارى، بينما تبلغ السعرات الحرارية التى تدخل جسدى 2300 سعر حرارى، وهو ما جعل التقرير الطبى الخاص به يؤكد صعوبة إصابته بأمراض القلب أو الأوعية الدموية أو السرطان وهى الأمراض التى تمثل 40% من أسباب الوفيات فى بريطانيا وأمريكا، بينما تزيد معدلات إصابتى بتلك الأمراض، والسبب هو أن الارتفاع فى معدلات السعرات الحرارية الموجودة فى جسدى زادت من نسبة الدهون الموجودة به إلى 27%، وأن 30% من تلك الدهون موجودة فى بطنى، بينما لا تزيد نسبة الدهون فى جسد فونتانا على 11.5%"، مشيرًا إلى أن الصعوبة فى اتباع الريجيم الذى يتبعه فونتانا يعنى الحرمان من كل الأطعمة اللذيذة، وذلك على النقيض من النظام الغذائى الذى يتم اتباعه من خلال الصوم المتقطع، والذى يؤدى لنتائج لا تقل عن النتيجة التى حققها النظام الغذائى الذى يتبعه فونتانا، بل وتفوقه".

لكن موسلى يحذر فى الوقت ذاته من أن "اتباع ريجيم الصوم بالتناوب لا ينبغى تطبيقه على من يعانون من هزال وضعف عام فى الصحة وكذلك من يعانون من مراحل متقدمة من مرض السكر أو يعانون من مشكلات كبيرة بالمعدة تؤدى إلى إصابتهم باضطراب فى الأكل، فضلاً عن النساء الحوامل واللاوتى يجب أن يلتزمن بالحد الأدنى من السعرات الحرارية يوميًا، مع ضرورة التأكيد على استشارة طبيب قبل البدء فيه على أساس أنه يجب استشارة الطبيب قبل الشروع فى أى نظام غذائى لإنقاص الوزن".

الجريدة الرسمية