ستندمون !
انشغل الجميع بالمأساة الكبرى التي وقعت للمصريين في ليبيا وتعمد الكثيرون –عمدا أو جهلا– التركيز أكثر على موضوع عودة بطولة الدوري من جديد دون التذكير بضرورة معرفة من الجاني في واقعة مأساة الدفاع الجوي والتي راح ضحيتها 20 مشجعا زملكاويا.
فالنيابة العامة مازالت تحقق وتتحقق من كل ما لديها من وقائع في هذا الموضوع.. ووزارة الشباب قامت بتشكيل لجنة للتحقيق الإداري وكل يوم نسمع أن تقرير اللجنة سيصدر خلال ساعات.. واتحاد الكرة عامل نفسه (شاهد مشفش حاجة) ويركز كل جهوده على كيفية عودة بطولة الدوري.. ونادي الزمالك راح يعلن عن وقوفه بجوار أسر الضحايا للاستهلاك المحلي ولم يجرؤ أحد على القيام بزيارة واحدة لأسرة أي ضحية.
وأعتقد أن كل هؤلاء يراهنون على قاعدة النسيان وانشغال البلد في أمور أخرى ولكن من وجهة نظري هذا الرهان لن يفلح بالمرة وربما سيندم الجميع بالفعل إذا كانوا هكذا يفكرون.
ما حدث في الدفاع الجوي مأساة بكل المقاييس لا تقل عن مأساة بورسعيد.. فلا أحد نسي مأساة بورسعيد ولا أحد سينسى مأساة الدفاع الجوي طالما لم يتم القصاص من الفاعل والمتسبب في وقوع الضحايا.
ومن وجهة نظري المتواضعة فإن الإصرار على مجلسي الجبلاية والزمالك عقب هذه المأساة سيكون له آثار قاسية مستقبلا وربما في المستقبل القريب.. كما أن هروب وزير الشباب من المواجهة مع المجلسين وعدم القدرة على اتخاذ قرار برحيل المجلسين ربما سيجعله يندم مستقبلا.. والندم هنا مرتبط بحالة الغليان غير المعلنة وسط أسر الضحايا وذويهم والتي ربما تخرج في ردود أفعال غير متوقعة وكارثية.
كما أن تمسك مجلس الزمالك بعدم الرحيل وكأن شيئا لم يكن ستكون آثاره السلبية عنيفة خاصة وأن عددا كبيرا من أهالي أسر الضحايا ومجموعات "الوايت نايتس" يوجهون اتهامات مباشرة لهذا المجلس بأنه السبب فيما حدث.
وأتذكر أن هناك حديثا هاتفيا دار بيني وبين أحد أعضاء مجلس الزمالك عقب الواقعة بثلاثة أيام وسألني.. ما رأيك.. وماذا نفعل.. وقلت له حرفيا:"إذا لم ترحلوا طواعية لتهدئة الأجواء.. انتظروا مأساة جديدة ربما يكون ضحاياها أكبر بكثير من الذي وقع في الدفاع الجوي.. ".
الجميع تمسك بالمنصب.. الجميع يحاول تبرير موقفه الجميع يرغب في الهروب من المسئولية.. ولذلك أقول لكم جميعا.. ستندمون..!! اللهم بلغت.. اللهم فاشهد.
وللحديث بقية طالما في العمر بقية..!!