رئيس التحرير
عصام كامل

السنكسار.. رسالة إلى أخي المسلم



بحكم دراستنا عرفنا أنواعا من التراث لإخوتنا في الوطن مثل أركان الإسلام والأحاديث والسنة وكتب الفقه والتراث والتفاسير الإسلامية..وبحكم الأنظمة السابقة والتعتيم الإعلامي الممنهج لا يعرف العديد سوى بضعة كلمات لشيوخ التكفير أهمها، أننا مشركون وأننا من المغضوب علينا أو الضالين.. وبحكم النعرة الدينية لأهل الشرق يعتقد الكل أنه على حق والآخر على باطل، على الرغم من أن لا أحد ذهب وأخبرنا ماذا فعل بإيمانه...لأن الكل سيقف أمام الديان العادل يقدم أعماله وليس مخزونه الفكري !


وانطلاقا من حبنا لشركائنا في الوطن نوضح لهم أننا نؤمن بالواحد الأحد بل حتى علامة الصليب تحمل في طياتها وحدانية الله وفى توضيح باسم الله الواحد الكائن بذاته الناطق بكلمته الحى بروحه الإله الواحد آمين ولمزيد من الإيضاح عن كتبنا المقدسة وقراءتنا في الكنائس البولس والكاثوليكون والإبركسيس والسنكسار ثم الإنجيل المقدس.

"البولس" رسائل القديس بولس الرسول والكاثوليكون رسائل باقي الرسل والإبركسيس أعمال الرسل والكنيسة المعاشة للآن، والسنكسار هو تاريخ الكنيسة ويبدأ في مثل هذا اليوم شهادة القديسة دميانة أو الشهيد العظيم مارجرجس....

وكلمتى ستركز على السنكسار.. والسنكسار هو تاريخ القديسين في كنيستنا القبطية يقص قصص أبطال الإيمان وانتصاراتهم العظيمة وحروبهم الدائمة، ولربما تعتقد أن حروبهم قامت بالسيف والحربة أو لهزيمة الناس وربما تعتقد أن انتصاراتهم فى سحق أو ذبح أو حرق البشر وربما تعتقد أن حروبهم هي هجوم وسرقة وحرق ونهب لبيوت العدو أو اغتصاب للفتيات الصغيرات أو بيع فتيات وسيدات العدو في أسواق نخاسة...لا لا بالطبع هيهات، أن حروبهم وانتصاراتهم هي ضد مكايد الشيطان وانتصارهم هي الثبات في الإيمان المسيحى للنفس الأخير وحروبهم ضد أتباع الشياطين ملوكا ورؤساء وأباطرة وأحيانا كثيرة خلفاء سعوا بكل ما يملكون من سطوة وجاه للنيل من إيمانهم تارة بالإغراءات وتارة بالتعذيب وأخرى بقطع الرقاب ولأنهم أبوا ورفضوا وصمدوا وأخيرا انتصروا وقدموا حياتهم فداء لإلههم الذي وهبهم الحياة.

منذ أن وجدت على الأرض وفى كل قداس نسمع السنكسار...لن أحدثكم عن العذابات والتي مر بها القديس مارجرجس إلى أن قطعت رأسه ولن أحدثكم عن آلامات القديسة دميانة التي أخيرا قطعت رأسها مع 40 عذراء.. ولكن أحدثكم عن القديس يعقوب المقطع الذي قطع كل يوم جزء من جسده لإنكار الإيمان ورفض..

وأحدثكم عن القديس بوليكاربوس المسن الطاعن في العمر ذا الـ 86 عاما وفى أثناء تعذيبه قيل له من الجميع أنت رجل كبير أنكر إيمانك لتخلص فكانت كلماته الخالدة وشهادته الحية "86 سنة وأنا أخدم المسيح ولم يسئ إلى قط فكيف أجدف على ملكى الذي خلصنى؟ دعونى حرًا لأن الذي أعطانى القوة لملاقاة النار دون اضطراب سوف يعطينى القوة لأظل فيها دون أن أتحرك وبدون أن تشدنى المسامير".

عن إيمانهم سمعنا وبقوتهم آمنا وعن عذاباتهم صدقنا ولكننا لم نر بل سمعنا وآمنا وهل تتذكرون البارحة حينما قدم 21 قبطيا ليذبح من جماعات إرهابية اعتقدت أنها تؤمن بالله الواحد الأحد ولكن إلهها هو شيطان رجيم كيف قدم أبناء مصر وأبناء الكنيسة بفرح حياتهم فداء لإيمانهم ولبلادهم هل تتذكرون لوقا الشاب ونظراته القوية وقيل إنه أسد مرقسي قدم ذاته مع الآخرين للذبح على يد أتباع الشياطين لم يقاوم لم يبك لم يتوسل بل الـ21 شهيدا جميعا صرخوا بنفس واحدة بإيمانهم القوى وسط مجموعة مسلحة بأسلحة وسيوف رغم أنهم مقيدون كان القتلة مرعوبين متخفين تحت أسماء وأقنعة مختلفة ولكن شكرا لداعش لقد أدركنا كيف كان أجدادنا العظماء الذين قدموا ذواتهم للذبح للنحر ولم يتركوا إيمانهم.

أخى المسلم أختى المسلمة هذا هو إيماننا وإيمان أجدادنا العظماء لعلك الآن تدرك قراءات كنيستنا الوطنية وماذا قدمت لأن الله سيحاسب الجميع على أعمالهم وليس على أقوالهم...نطلب لبلادنا مصر استقرارا وسلاما ونطلب من شهدائنا أن يصلوا لأجل بلادنا أمام عرش النعمة ولنا جميعا لنكمل بقية أيام غربتنا على الأرض لنذهب للواحد الأحد الذي يدين الجميع.

وأخيرا كلمات عن كنيستى القبطية أم الشهداء لقد أعاد شبابنا الشهداء أمجاد سمعنا عنها وآمنا بها ولكن الآن عشناها ورأيناها بعيوننا وآمنا بقلوبنا..........شكرا كنيستى الغالية.
Medhat00_klada@hotmail.com
الجريدة الرسمية