سر خطاب السيسي اليوم !
اعتقادنا أنه ليس صدفة بحال أن يختار السيسي يوم ذكرى الوحدة مع سوريا ليلقي كلمته اليوم إلى شعب مصر.. فالرئيس الذي يصرخ في منتدى دافوس ويقول "هو تغيير ولا تدمير" ويكررها ثم يقول "خدوا بالكم من بلادكم" ثم يدعو قائلا: "يارب احفظ بلادنا كلها" ويكررها ونلاحظ أنه لم يقل "يارب احفظ بلدي أو يارب احفظ مصر.. وإنما قال "يارب احفظ بلادنا كلها".. نقول: رئيس هكذا يفكر وهكذا يقول لا يفوته أن اليوم هو 22 فبراير ذكرى أشهر تجربة لبناء الوحدة العربية بدأناها مع سوريا.. سوريا التي تقاوم ببسالة أسطورية مؤامرة كبرى شاء حظها وحظ شعبها أن تبدأ المؤامرة من عندها.. وشاء قدرها أن يحيط بها عدو أزلي وآخر يتطلع لأن يكون عدوًا أزليًا !
ليس بالضرورة أن يدور الخطاب كله ـ طبعًا ـ حول الوحدة وذكراها.. إنما هي الدلالة في اختيار الزمان كما كانت الدلالة في اختيار المكان عند لقاء بوتين.. حيث التقاه وكما قلنا ليلتها في برج القاهرة.. وهو البناء الذكرى الشاهد الأبدي على محاولة رشوة أمريكا للزعيم الخالد جمال عبد الناصر، حيث عرضوا عليه وصع حساب سري باسمه الشخصي بقيمة 6 ملايين جنيه أي ما يعادل بحسابات عام 55 ما يقرب من 20 مليون دولار لا تقل بحسابات اليوم عن مليار دولار !! فقبل عبد الناصر بذكاء نادر المبلغ وبعد مغادرة الوفد الأمريكي أمر على الفور ببناء صرح أو نصب كبير بالمبلغ يكون شاهدًا أبديًا على أن مصر لا تباع ولا تشترى ويشهد وأبديًا أيضًا على غباء الأمريكان وخسارة أمريكا معركتها لشراء زعيم مصر.. وقد كان !
فكرة الرمز والدلالة واردة وبقوة عند السيسي وتبقى احتمالات ومضمون الخطاب الذي يلقيه بعد أحداث مهمة عشناها الأيام الماضية تحتاج إلى وقفة منها المعركة الباردة الساخنة مع أمريكا وشائعات انقلاب الخليج على مصر والضغوط القوية للتوصل إلى مصالحة مع الإخوان ومحاولات إفشال المؤتمر الاقتصادي في مارس والحرب الإعلامية على مصر وخطوات مصر لمواجهة كل ذلك وربما يعلن الرئيس بنفسه ـ بنفسه ـ عن أخبار تخص الحرب على الإرهاب وداعش تحديدًا !
بقي أن نحيي بأنفسنا ذكرى عيد الوحدة ونوجه جميعًا التحية على صفحاتنا على مواقع التواصل الاجتماعي لجيشنا الأول في سوريا لنرفع معنوياته بعد 4 سنوات من استبسال أسطوري في مواجهة مؤامرة كبرى تستهدف المنطقة العربية بكاملها بدأت هناك وصمدت أمامها سوريا الحبيبة.. ووصلت إلينا وستحسمها وستنهيها مصر بإذن الله !