شريف صالح يدخل «شق الثعبان» بــــ«المترو»
في مجموعته القصصية الجديدة "شق الثعبان"، عن دار صفصافة للنشر والتوزيع، يواصل شريف صالح مشروعه القصصي معتمدًا على لعبة التجريب.
اختار صالح هذه المرة أن يخصص "شق الثعبان" للنصوص القصيرة جدا، حيث تحتوى المجموعة على أكثر من ستين نصا منها: معارك قديمة، زوجتي والحية، نزهة على البسكلتة، الزعيم في محطة المترو، ألم الزجاج، الأمالي لأبي علي القالي، طريقي إلى الله، الفعل المخفي، شق الثعبان، هواية تصوير الجثث، مليون نسخة، بذرة أمريكية، ملاكمة الظل، والكرسي الذي لا ينسى.
تتأرجح كل النصوص ما بين سطر واحد إلى صفحة، فيما تتباين فنياً ما بين الشروط الجمالية للقصة القصيرة جدا، والومضة الشعرية والسردية، والموتيفات الحلمية، والذكريات، والتصوف، والتقاط تفاصيل غاية في البساطة من الواقع، مع حرص الكاتب رغم الكثافة الشديدة على العصب السردي مهما بدا شفيفًا.
ولا يخفى الأثر المحفوظي خصوصًا في أعماله القصيرة مثل "أصداء السيرة الذاتية" و"أحلام فترة النقاهة".
ومن أصغر قصص المجموعة "ملح البحر"، نقرأ: "خرجت البنت تلهو مع أمها، ولمست البحر لأول مرة بكفها، ولم تعرف كم هو مالح إلا عندما طفا جسدها على الماء"، فنحن هنا أمام شخصيتين: الأم وطفلتها، في لحظة لهو تنقلب إلى مأساة تؤسس للمفارقة السردية ما بين اللهو والموت.
وبعض النصوص مثل "معارك قديمة" و"نزهة على البسكلتة" لا تخلو من الطابع الفتنازي السياسي، وتداخل الأزمنة، بينما بعضها الآخر يميل إلى التأمل الذاتي والروحي بلغة ترميزية.
وتعد "شق الثعبان" خامس مجموعة قصصية لصالح، الذي صدر له من قبل "إصبع يمشي وحده" و"مثلث العشق الحائزة على جائزة ساويرس، و"بيضة على الشاطئ" الحائزة على جائزة دبي الثقافية، وكذلك "شخص صالح للقتل".