لهذه الأسباب لا تشتموا قطر!
سأكون ضد التيار إن قلت إن شعب قطر الشقيق شعب طيب.. نقي.. محب للمصريين وعاشق لتراب مصر ولكل ما هو مصري.. يكرم أبناء مصر هناك ويحسن ضيافتهم ويحتضنهم ويعتبرهم كأهل البلد، ولم نسمع - فيما نعرف - أن شكاوى للمصريين هناك كما يحدث في دول أخرى.. وإن كانت القاعدة في دين الله العزيز الحكيم هي أنه "لا تزر وازرة وزر أخرى"، وهو قانون إلهي عادل وضعه رب العالمين.. لذا لا يصح أن نشتم قطر كما نفعل الآن..
لنا أن نهاجم الأسرة الحاكمة المتحكمة في مقدرات قطر وشعبها كما نشاء.. أن نهاجم أمير قطر وأسرته ووزراءه كما نشاء.. نهاجم الجزيرة ومن فيها كما نشاء.. وعلينا أن نفعل ذلك بكل قسوة ممكنة.. إننا في كل ذلك ندافع عن أنفسنا.. فلم نؤسس لقناة تهاجم قطر ولا نؤيد جماعة محظورة هناك، ولا ندعم إرهابا في قطر ولا حول قطر.. لم نودع أموالا لنظام هناك وسحبناها فور رحيل النظام ورئيسه في خسة وإهانة بالغتين من نظام قطر الحاكم.. ولكن لا ذنب للأبرياء العاشقين لمصر وشعبها..
كما أن السخرية الدائمة من صغر مساحة قطر يهين في طريقه البحرين وجيبوتي ولبنان، وهم في المساحة أصغر من قطر ودول عربية أخرى صغيرة تزيد قليلا في المساحة عن قطر من دون أن ننتبه إلى أن ذلك يخلق جراحا عند كل هؤلاء الأشقاء، ومنهم من يقف إلى جوارنا بكل ما يملك ولا ينبغي أن يؤخذ بذنب لم يرتكبه وبما يرتكبه غيره.. تميم اليوم يحكم قطر، وغدا لا نعرف كيف سيكون الحال، ولا ينبغي بحال أن نطالب كل لحظة بوحدة العرب ونحن ندق كل ساعة مسامير في نعش أي وحدة وأي تعاون.. وبما يترك جراحا لن تشفى سريعا وربما لن تشفى أبدا..
نقدر جدا غضب الغاضبين ونضع أمامهم الهدف الصحيح للاستهداف وليس أبرياءً لا ذنب لهم، فلم نكن نحن شعب مصر نستحق السباب وقت حكم مرسي بسبب من حكمنا في غفلة من الزمن، كما أن الثورة هناك ليست بالسهلة كما هي هنا من شعب سبق شعب قطر إلى الحياة بآلاف السنين.. فشعب الحضارة العريقة عليه أن يبتدع من وسائل الاحتجاج ما تقبله الفطرة السليمة والأخلاق القويمة، وبما يقبله تاريخه العظيم.. إن مصر لم تقطع علاقتها حتى الآن مع قطر رغم كل ما يقترفه حكامها بحق العرب جميعا، وذلك حتى لا يحسب على زعيمة العرب سابقة كتلك.. فلا تقطعوا خط الرجعة مع شعوب عربية لا ننتبه لإهانتهم كل يوم وبغير ذنب، حتى إن كان بغير قصد.. اللهم بلغت اللهم فاشهد!