"النضال ضد عبادة الماضي" أحدث إصدارات القومي للترجمة
صدر حديثًا، عن المركز القومي للترجمة كتاب "النضال ضد عبادة الماضي.. الاتجاهات الطليعية الروسية (1910 ـ 1913)" للشاعر والمترجم الكبير عبد القادر الجنابي في 508 صفحة من القطع المتوسط، والذي يقدم رؤية تحليلية إبداعية عميقة للاتجاهات الطليعية الروسية والمستقبلية الإيطالية بين عامي 1910 و1930 وأبرز ما أنجزته من تحولات عميقة في رؤية الماضي وتجليات ذلك في التجربة الشعرية والفكرية الروسية والأوربية.
يفتتح الجنابي كتابه بمقتطفات من أقوال كبار الشعراء والمفكرين والفلاسفة التي تحمل جميعها رفضا للماضي، ليبدأ بعد ذلك "شظايا على سبيل التقديم" حيث يتوقف مع بودلير مشيرا لمقالته "رسام الحياة الحديثة" التي وضع ونحت فيها لبنة مفهوم الحداثة، ثم يضعنا مع أول ظهور لكلمة "الطليعة" في دراسة لـ "اتيان باسكيه" في أواخر القرن السادس عشر ثم ظهورها في القرن التاسع عشر عند أحد أتباع حركة سان سيمون، "فانزاح المعنى المجازي إلى مجال الوعي، وعي الفنان بأنه في مقدمة زمنه وتقع عليه مسئولية القيادة في التثقيف، وهذه المقاربة وجدت صداها في النظرية الماركسية اللينينية حيث الحزب هو الطليعة الثورية للبروليتاريا، غير أن الاختلاف جوهري بين هذا الاستخدام السياسي لكلمة الطليعة والاستخدام الفني الأدبي الذي بدأ بعد ظهور بيان مارينيتي، ففي المفهوم السياسي تعني "الطليعة" أن يخضع الفن نفسه إلى مطالب وحاجات الثوريين السياسيين، بينما في المفهوم المستقبلي والحركات التي تلت، فإنها تعني الاصرار على طاقة الفن الثورية بشكل مستقل، يقول سان سيمون مثلا "في مهمة الفنانين العظيمة هذه، سيبدأ رجال المخيلة المسيرة، سيأخذون العصر الذهبي من الماضي ويمنحونه هدية إلى أجيال المستقبل"، بينما الحجر الأساس في الطليعة الأدبية والفنية في نظر مارينيتي، هو ردم تراث الماضي وعصره الذهبي".
يذكر أن الجنابي ولد عام 1944 في بغداد، وقصد لندن أواخر يناير 1970 ومكث فيها أكيثر من سنتين ثم ذهب لباريس حيث يقيم الآن كمواطن فرني، وقد أسس عدة مجلات بالعربية والفرنسية والانجليزية منها "الرغبة الاباحية" و"النقطة" و"فراديس"، كما أصدر عشرات المناشير والكراسات والدواوين وقد جمع معظمها في كتابه "ما بعد الياء"، وله ترجمات من الانجليزية والفرنسية لباول تسيلان وجويس منصور، كما صدر له "قصيدة النثر وما تتميز به عن الشعر الحر" يتضمن دراسات ونماذج من قصيدة النثر الفرنسية، و"أنطولوجيا النثر الألمانية" بالاشتراك مع صالح كاظم، و"أنطولوجيا بيانية.. دراسات وتراجم لشعراء الحداثة الغربية".