رئيس التحرير
عصام كامل

الأزهر في أسبوع.. «الطيب» يطالب الغرب بإعمار ليبيا.. يلتقي سفير إيطاليا بالقاهرة لبحث العلاقات الثنائية.. ينتقد سياسة الإعلام الغربي ويدعو العالم لدحر الإرهاب.. ويناقش إستراتيجية الأزهر لموا


شهد الأسبوع المنصرم نشاطا مكثفا للدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، استهله بلقاء وفد إعلامي يضم عددًا من القيادات الصحفية والإعلامية العالمية، ومسئولي المنظمة العالمية لمُحرِّري القراء.


الإعلام.. وإثارة التوتر
وأكد شيخ الأزهر، على حجم المعاناة التي تعيشها المجتمعات بسبب عدم ظهور الحقيقة بشكل واضح في ظل وجود بعض الوسائل الإعلامية التي تهتم بإثارة الخلافات والتوترات بعيدًا عن الحقيقة، وشدد الإمام الأكبر على أن الاهتمام بإثارة التوترات ليس شأن الإعلام الشرقي فقط بل الإعلام الغربي أيضًا.

وأوضح شيخ الأزهر أن الإعلام الغربي تناول بشكل كبير مقتل 12 شخصًا في حادث "شارلي إيبدو"، بينما صمت عن الكثير من الضحايا الذين يقتلون في الشرق، ولم يتناول بشكل كاف مقتل العائلة المسلمة في أمريكا، وفي إطار المهنية والصدق يجب أن يتحدث الإعلام عن جميع الضحايا بلا تمييز، فجميعهم ضحايا للعنف.

وأعرب الوفد الإعلامي عن سعادته بوجوده في الأزهر الشريف، موضحًا أنه يهدف إلى المساهمة في التنظيم الذاتي للإعلام وتحميل الإعلام مسئولية ما يقدمه.

لقاء إليزابيث جيجو
كما استقبل الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، رئيس مؤسسة "آنا ليند"، إليزابيث جيجو، يرافقها السفير الفرنسي بالقاهرة، وقدمت إليزابيث خالص تعازيها ومواساتها للإمام الأكبر في مقتل 21 مصريًّا على يد تنظيم داعش الإرهابي.

وأطلعت إليزابيث، الإمام الأكبر، على دور مؤسسة "آنا ليند" في العمل على التقريب بين الثقافات وتعزيز الحوار الأورومتوسطي، مؤكِّدة أنَّ المؤسسة تعمل على مواجهة الإرهاب الآثم بكافة أشكاله، وأنه يجب علينا جميعًا مكافحة هذا العدو المشترك الذي لم يسلم منه أحد.

وقالت: "نحن نعلم أن الأزهر الشريف يبذل جهدا كبيرا من أجل نشر قيم التسامح بين البشر، ويعمل على إقرار السلم العالمي، ونعلم مدى مواجهته للفكر المتشدد والمتطرف".

التصدى للإرهاب
وطالب الإمام الأكبر بضرورة تكاتف جميع القوى للتصدي للإرهاب الأسود الذي لا دين له، والذي أصبح ظاهرة عالمية، ولن يتم دحره والقضاء عليه إلا بتضافر هذه القوى، مضيفًا أن أفعال تنظيم داعش الإرهابي لا تمت إلى دين من الأديان، ولا بد من قطع الإمدادات الداعمة لهذه التنظيمات الإجرامية المسلحة، والتي تصل إليها من هذا الطرف أو ذاك.

وقال شيخ الأزهر، إنه يتعين على الغرب أن يقف مع الشعوب العربية داعمًا لها لا في مواجهتها، مشيدًا بالعلاقات المصرية الفرنسية المتعمقة في كافة المجالات منذ زمن بعيد.

لقاء سفير إيطاليا بالقاهرة
كما استقبل، شيخ الأزهر، ماوريتسيو مساري، سفير إيطاليا بالقاهرة؛ لبحث العلاقات الثنائية، وأعرب مسارى عن تضامن الشعب الإيطالي مع المصريين في مواجهة الإرهاب.

وأكَّد، أنَّ الرأي العام الإيطالي يقدر دور الأزهر بقيادة الإمام الأكبر في دعم الاستقرار والسلام العالمي، كما يقدِّر رعاية الأزهر لقيم التسامح والعدل والرحمة في مصر والعالم كله، موضحًا أن حضوره إلى مشيخة الأزهر جاء في إطار التشاور والتعرف على موقف الأزهر من الأوضاع الحالية في المنطقة العربية، وسلم السفير فضيلة الإمام الأكبر دعوة لحضور مؤتمر عن السلام بمدينة فلورانسا بإيطاليا.

إستراتيجية مواجهة الإرهاب
وأعرب الإمام الأكبر، عن تقديره لإيطاليا حكومة وشعبا لوقوفها بجانب الشعوب في محاربتها للإرهاب، مضيفًا أن إستراتيجية الأزهر في مواجهة الفكر الإرهابي تعتمد على محاور عديدة، ويقوم الأزهر بعمل حملات توعية تتواصل مع الشباب ورجل الشارع؛ لتوضيح هذا الخطر الداهم، كما أنه في القريب العاجل سيتم افتتاح قناة تحمل فكر الأزهر ومنهجه وتوصل رسالته الوسطية للعالم أجمع.

وأكد أن مواجهة الإرهاب تحتاج إلى تضافر جميع القوى العربية والدولية للقضاء على هذا الإرهاب الخبيث، الذي لا يمت إلى أي دين من الأديان ولا أي مبدأ من مبادئ الإنسانية، موضحًا أن الغرب والناتو بالذات كان عليهم إعمار ليبيا بدل الاكتفاء بتدميرها، إلا أنها تركتها لقمة سائغة في يد الميليشيات المسلحة لتهديد أمن وسلامة جيرانها.

وتمنى أن تؤدي إيطاليا دورا فعَّالا في تصحيح الأوضاع في المنطقة، وعلاج المشكلات الناجمة عن التدخلات الخارجية.

مقابلة سفيري مصر بتايلاند وتوجو
كما استقبل شيخ الأزهر الشريف، كلًّا من حازم الطاهري، سفير مصر بتايلاند، ومحمد كريم شريف، سفير مصر بتوجو، حيث قدم كل منهما تقريرًا مفصَّلًا عن أحوال المسلمين في البلدين.

وطلب السفيران من الإمام الأكبر مزيدا من دعم الأزهر الشريف في كافة المجالات العلمية والدينية والثقافية، وإرسال المزيد من مبعوثي الأزهر ووعاظه لتدريس وتعليم مناهج الأزهر التي ترتكز على الوسطية والاعتدال.

ورحَّب الإمام الأكبر بسفيري مصر في تايلاند وتوجو، متمنيًا أن يكونا ممثلين عن الأزهر الذي يمثل القوة الناعمة لمصر في العالم.
وأكد أن الأزهر لا يألو جهدًا في توفير جميع احتياجات المسلمين في العالم كله، من خلال تقديم المنح للطلاب المسلمين في مختلف دول العالم للدراسة في معاهد الأزهر وكلياته، وإرسال مبعوثيه لتوعية المسلمين بخطورة الأفكار المتطرفة والمنحرفة التي تتنافى مع صحيح الدين الإسلامي وتعاليمه السمحة.

الجريدة الرسمية