رئيس التحرير
عصام كامل

فرصة لإعادة تفعيل جامعة الدول العربية


الجماعات تتماسك كلما زاد أمامها التهديد أو زادت عليها الضغوط وبالتالى فإن الدول العربية أمامها الآن فرصة أن تعود إلى الاتحاد فوجود كل دولة وحدها كفيل بتزايد الذئاب حولها من أجل إيجاد محل قدم للمتآمرين علينا. فلو بذلت بعض الدول الجهود من أجل الإنسانية بقدر ما يبذلونه من المؤامرات لخراب المنطقة لكانت الحياة أفضل بكثير إلا أن الواقع هو الحقيقة فالمنطقة العربية هي مصدر ثروات كبيرة ستظل تتلالأ في عيون الآخرين ويبذلون من الجهود التي تنفع مصالحهم في تقسيم المنطقة وإلهاء كل دولة في جارتها التي ستصبح عدوتها.


إنهم بذلك يضمنون عدم تلاقى المصالح بل وتعارضها ومخزون الندم والانتقام كفيل بأن تصبح كل دولة أشد عداء للأخرى فالانقسام لن يحدث إلا بعد ثورات أو حروب أهلية حتى يتدخل الصديق المتآمر ويضع لمساته بأن يفرض على الدولة المستهدفة التقسيم وحينها سيرضى الطرفان أملا في حقن الدماء وهو المفهوم الواضح الذي عرفناه من زمان " فرق تسد ".

المنطقة العربية لا بد أن تفيق من غفلتها وتعيد استثمار أموالها في منطقتها وتعيد إعمارها بالمنافع المتساوية للأطراف فلا بد أن تصبح هناك قيمة كبرى للاتحاد بين الشعوب والتركيز على المصالح المتشابهة من أجل خلق قوة إقليمية كان من الممكن أن تتكون منذ زمن إلا أن الظروف الحالية كفيلة بإعادة التفكير في ذلك حفاظا على مقدرات المنطقة ومنع التهديدات المحدقة بنا.

المنطقة بها خلل في التوازن الإقليمى والعالم به أيضًا خلل في التوازن أيضا وذلك منذ وجود القطب الواحد والذي تسبب في الاضطرابات والثورات وعدم الاستقرار فالتوازن منطق استمرار الحياة وإن لم تتحد الدول العربية الآن سيكون هذا الخلل جاذبا لأطراف أخرى أن تقوم هي بخلقه في المنطقة وهو ما يمثل تهديدا أكبر لجعل المنطقة مسرح حرب عالمية إن لم نفق من غفلتنا ستكون تصفية حسابات العالم الذي قام بضبط النفس سنينا طويلة أن يقوم بردود أفعال خطيرة على العالم قبل أن تكون على المنطقة العربية فقط.

الاتحاد قوة..الاتحاد هو مصدر الحفاظ على المنطقة العربية من التدهور والانقسام..الاتحاد هو ما يقلق العدو وإلا سنبقى كذلك رهن الاضطرابات والاختلالات الهيكلية لمجتمعات تتحد في اللغة والأرض والهوية ولكنها تختلف ولن يكون للمنطقة شأن إلا إذا كان الهدف الرئيسى لمواجهة التهديدات المحتملة هو الاتحاد تحت مظلة والأدهى أنها موجودة لكن ينقصها تفعيل عملها....إنها الجامعة العربية.
الجريدة الرسمية