معاونو وزير التعليم
تجربة جديدة تعيشها مصر في ظل اختيار معاونين شباب للوزراء، تفعيلا لمبادئ الدستور بمشاركة الشباب، ويتم هذا تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، وباهتمام رئيس الوزراء إبراهيم محلب، وبعد فترة مخاض طويلة، وإجراءات لها ما لها وعليها ما عليها، اختار الدكتور محمود أبو النصر معاونيه وعقد معهم اجتماعه الأول ووزع تكليفاته عليهم.
كنت أحد الذين شاركوا في هذه التجربة التي لا تزال في مخاضها الأول في مصر لإيجاد آلية تبادل بين الكوادر الرصينة، والكوادر المتطلعة بطريقة تسمح بنقل الخبرات وتبادل الأدوار بينهما، ولي تحفظات كثيرة على طريقة التقديم والاختبارات انتهاء بالمقابلة الشخصية قبل النهائية التي شرفت فيها بلقاء الدكتور "محمود أبو النصر" عن قرب، لكنني في هذا التوقيت أدعم إنجاح التجربة، وأرغب في هذا المؤشر للتغيير أن يحقق الإنجازات والنجاحات، وأن يستطيع لم الشمل بين الكوادر الشبابية، والكوادر ذات الخبرة في الوزارات المختلفة؛ ليكون خطوة في تقارب الفئات العمرية معا.
خاصة أن نصف من تم اختيارهم أعرفهم عن قرب، وأتوسم فيهم أن يؤدوا ما نطمح، فالمبدأ الذي يجدر أن يترسخ في الشباب تجاه الوظائف القيادية مبدأ تحمل الأمانة، وبناء مصر، وليس (أنا ومن بعدي الطوفان)، وفي ظل وجود الزميل طارق على نور الدين من الصعيد، فإني آمل أن تكون قضايا الصعيد والأماكن النائية على رأس اهتماماته، وينجح في كيفية توصيلها لوزير التعليم بشكل يسهم في حلها، أما الزميل طاهر عبد الحميد العدلي، والتي شاءت الأقدار أن أتعرف عليه في اللحظات الأخيرة لإجراءات الاختيار، فإني لمست فيه الإحاطة الواعية بشئون المعلمين، وبقدرته على تقديم ما هو جديد، وأنا متأكد أن النصف الباقي من المعاونين الذي لم تتح لي فرصة التعرف عليهم، يحملون في داخلهم كل النوايا الحسنة والرغبات الجيدة التي نأمل أن نرى تطبيقاتها على الأرض.
لكن لي عندهم جميعا نصيحة، وهي أننا كلنا كمعلمين، وما زلت لا أستطيع أن أقول إن هناك رأيا عاما داعما للتعليم، فحتى الآن المهتمون بالتعليم معلمون فقط، وأسرة واحدة، من الإسكندرية إلى أسوان، من مطروح إلى حلايب شلاتين، مشاكلنا تكاد تكون واحدة، ولكننا جميعا أيضا، إلا من رحم ربي، نكرس لشيء واحد، وهو حالة الصراع بين القديم والجديد، بين الأجيال الرصينة التي يصل الأمر بها لحالة مراكز القوى في بعض الأماكن، وبين البراعم المتفتحة التي تريد أن تزهو بنفسها وتكبر للنور، وأحيانا هذه البراعم تنسى أنها نشأت في النهاية من بذور قديمة، فأتمنى أن ينتبهوا لحالة الصراع، وألا يكونوا أداة لفتح باب الصراعات سواء داخل ديوان الوزارة، أو بين المعلمين وبعضهم البعض، وأن يتذكروا جميعا أن القرارات التي سيتخذونها في الفترة القادمة مهمة جدا في تاريخ التعليم المصري، وأن نجاح تجربتهم يعني العبور بمصر للمستقبل، وفشلها يعني تكريس واقع أسوأ للتعليم، ولا يعني رغبتي، ورغبة كثيرين مثلي في أن تكون التجربة ناجحة أنه يمكن التغاضي عن الأخطاء التي قد تحدث، سندعم إنجاح تجربتهم، لكننا أيضا سننبه ونرصد ما قد يعكر صفو هذه التجربة.