رئيس التحرير
عصام كامل

بأمر سلمان وزايد.. "الزياني" يتراجع فورا وإلا..!


في صباح أمس الخميس فوجئ المصريون والعالم العربي بتصريحات نارية منسوبة إلى الفريق عبد اللطيف الزياني أمين عام مجلس التعاون الخليجي بثتها وكالة الأنباء القطرية يهاجم مصر وموقفها من قطر وفي هجومه المنسوب له يفتقد لأبسط قواعد الدبلوماسية المتعارف عليها..


يقول التصريح المنسوب للزياني عبارات حادة وعنيفة منها: " اتهامات باطلة تتجافى الحقيقة وتتجاهل الجهود المخلصة التي تبذلها قطر..." و" هذه التصريحات، يقصد التصريحات المصرية، لا تساعد على ترسيخ التضامن العربي في الوقت الذي تتعرض فيه أوطاننا العربية لتحديات كبيرة تهدد أمنها واستقرارها وسيادتها" !

كان التصريح أقرب إلى النكتة فلا الاتهامات المصرية لقطر باطلة ولا لقطر أي جهود مخلصة في محاربة أي إرهاب.. لكن كان التصريح أيضا كالقنبلة النووية يتزايد انشطارها كل لحظة..أول ردود الأفعال جاءت من الشعب العربي في الخليج من خلال حالة من الغضب العارم ضد الزياني وتصريحاته انتشرت بسرعة البرق على مواقع التواصل الاجتماعي وبعدها أكد مسئول في الخارجية المصرية أن مصر " تدرس تصريحات الزياني للرد عليها " .

بعدها بلحظات أكد أحمد الجار الله الكاتب الكويتي واسع الاتصال أن هناك " خلافا بين قطر ودول مجلس التعاون " وبعده بدقائق صرح مصدر دبلوماسي بمجلس التعاون لم يذكر اسمه بأن ما جاء على لسان الزياني ليس بالضرورة أن يعبر عن رأي دول المجلس وأضاف: إن لوائح المجلس تعطي الحق للأمين العام أن يدلي بالتصريحات التي يراها دون الرجوع للدول الأعضاء، ثم أشاد بمصر ودورها وبالتعاون المصري الخليجي..وفيما يبدو أنه طلب منه الإدلاء بالتصريح للتهدئة وإلى حين البحث عن حل للورطة التي ورط الزياني فيها دول الخليج كلها عدا قطر..

ولم يتوقف الأمر عند تصريح المصدر الدبلوماسي المجهول إنما تطور الأمر إلى ما جاء على لسان مشاري النعيم المستشار السياسي للزياني والذي أدلى به مساء الخميس إلى راديو الـ " بي بي سي " حيث قال حرفيا: "إن العلاقات الخليجية المصرية، علاقات إستراتيجية، ومركزية، ولن يطرأ عليها شىء " إلا أنه رد على سؤال للإذاعة عن سر التصريحات العلنيه للزياني فقال: " التصريحات جاءت علنية لأن الاتهامات المصرية جاءت علنية أيضا "!

ما سبق يؤكد صحة ما نسب للزياني وأن محاولات التلطيف قد فشلت تماما وخصوصا بعد الغضب الإماراتي العارم الذي أكدت فيه الإمارات اعتراضها على تصريحات الزياني جملة وتفصيلا وأن أحدا لم يستشرها فيها وأن لوائح المجلس ليست مطلقة..في حين وجه الديوان الملكي البحريني توبيخا للزياني ـ البحريني الأصل ـ والذي حاول الدفاع عن نفسه باعتبار الأمر دفاعا عن " عدوان تم على دولة عضو في مجلس التعاون "! بينما أدار المسئولون في الكويت عمليات اتصال واسعة للتوصل إلى حل هادئ للأزمة..

وفي حين احتفت وسائل الإعلام القطرية بتصريحات الزياني وروجت لها بكل أدواتها إلا أن كلا من السعودية والإمارات حسمت الموضوع كله بتوجيه الأمر المباشر والصريح للزياني بضرورة نفيه بنفسه التصريحات، وتم إبلاغه عبر الديوان الملكي السعودي "أن مستقبل المجلس على المحك وأن من تسبب في الأزمة عليه بحلها وأن هذه تعليمات الملك سلمان بعد التشاور مع قادة دول المجلس" !!

وبعدها بدقائق وفي المساء المتأخر نسبيا من الخميس خرج الزياني بنفسه هذه المرة مضطرا ليؤكد في تصريح لوكالة الأنباء البحرينية هذه المرة: " دعمه لمصر ودعم مجلس التعاون لها وأن لها الحق الكامل في الرد على أي أعمال إرهابية باعتبار ذلك حقا أصيلا لها وأن لا صحة لما نسب إليه وأنه لم يدل بأي تصريحات" وغيرها من العبارات الدبلوماسية المعروفة وكأنه تنبه فجأة أن هناك تصريحات منسوبة إليه طوال اليوم تبحث منه عن نفي لها أو تأكيد!

لينتهي اليوم بانتصار جديد لمصر وهزيمة جديدة لقطر ومزيد من التلاحم المصري الخليجي وتنتهي أسوأ وأسرع أزمة مرت بين مصر والخليج !
الجريدة الرسمية