مدير المركز القومي للترجمة: نصدر 2700 كتاب سنويًا
أكد الدكتور أنور مغيث، مدير المركز القومي للترجمة، خلال ندوة "ترجمة الآداب العالمية إلى اللغة العربية لوضع مصر على الخارطة" أن مهرجان القاهرة الأدبي الأول يعد برهانًا على ما يمكن أن يقدمه المجتمع المدني وقدرته على إنتاج فعاليات ناجحة ومؤثرة.
وأشار الدكتور أنور مغيث إلى أن الوضع الحالي للترجمة ليس هو المأمول ويعاني من فقر كبير في الإنتاج وذلك يعود لوقوع الترجمة ضحية لإشكالية الحفاظ على الهوية، مؤكدا أن تلك المشكلة أخذت أكبر من حجمها وأدت إلى الادعاء أن الترجمة تؤدي إلى التبعية ونفاذ الدخيل إلى ثقافتنا، وقد ساهم الإعلام في الترويج لتلك الادعاءات مما أثر بالسلب على عملية الترجمة.
وأضاف أنه لا يوجد مبرر للخوف من الترجمة على تغيير هوية المجتمع، فالترجمة لن تقدر على تغيير طباع شعب له جذور ضاربة في أعماق التاريخ مثل الشعب المصري.
وأوضح أننا عندما قمنا بترجمة الروايات من الغرب وانتقلنا إلى كتابتها تميزنا وترجمت رواياتنا إلى عدة لغات وحصلنا على جائزة نوبل.
وأكد "مغيث" أن القومي للترجمة يحاول النهوض بمجال الترجمة حيث وصل عدد الكتب الصادرة عنه سنويًا إلى 2700 كتاب بمعدل نحو 250 كتابا شهريًا، ورغم تلك الجهود إلا أنها تظل ضئيلة إذا ما تم مقارنتها بدول غربية، ففي ألمانيا على سبيل المثال ينتج كتاب لكل 500 مواطن بينما في مصر يكون كتاب لكل 300 ألف مواطن.
ولحل مشاكل الترجمة طالب مغيث بتنويع مصادر الترجمة وألا تقتصر على الإنجليزية والفرنسية بل يجب أن تشمل ثقافات جديدة مثل الهندية والصينية والروسية، إلى جانب وجود إعداد مكمل للمترجمين لتجهيزهم ليكونوا مترجمين متخصصين في المجالات المختلفة مثل القانون والفلسفة والعلوم.
وأضاف أنه يجب العمل على تجديد دماء المترجمين عن طريق إدخال الشباب وتدريبهم على آليات الترجمة الاحترافية، بالإضافة إلى العمل على أن تدر مهنة الترجمة دخلا كافيا للعاملين بها.
كما طالب الحضور بضرورة وجود تعاون فعال وغير تقليدي بين كلية الألسن والمؤسسات المسئولة عن الترجمة، مقترحة إيجاد آلية لنشر أبحاث تخرج طلاب الكلية في مجال الترجمة بإشراف الأساتذة بدلا من أن تظل حبيسة الأدراج.
يذكر أن ندوة "ترجمة الآداب العالمية إلى اللغة العربية لوضع مصر على الخارطة"، عقدت بكلية الألسن بجامعة عين شمس بالتعاون بين دار صفصافة للنشر وقطاع خدمة المجتمع وتنمية البيئة بالكلية ضمن فعاليات اليوم الثاني للمهرجان.