هل «الحل العسكري» الخيار الوحيد للقضاء على داعش بليبيا.. خبراء: المحادثات السياسية الأمريكية ضرورية لإنهاء الصراع.. التنسيق العربى المشترك يساعد في حل الأزمة.. وعلى المؤسسات الدولية تحمل الم
عقد "مجلس الأمن" أمس الأربعاء، جلسة طارئة حول الأوضاع في ليبيا، دعت خلالها مصر إلى تسليح الجيش الوطنى الليبى التابع للحكومة المؤقتة الليبية، التي تدير البلاد وسط الفوضى الأمنية التي تعانيها ليبيا، على خلفية اقتتال كتائب إرهابية للصراع على السلطة ومحاولات داعشية تهدف إلى توصيل رسائل ترويعية للعالم كانت أحدثها بث تسجيلا مصورا يظهر ذبح 21 مصريا في ليبيا، وهو ما رد عليه الجيش المصرى بشن غارات جوية تستهدف مناطق تمركز الجماعة الإرهابية وتبحث القوات المسلحة المصرية سبل التدخل العسكري المكثف في الفترة القادمة للأخذ بثأر ضحايا الحادث وهو ما يطرح تساؤل "هل التدخل العسكري وحده هو الحل".
المحاولات السياسية الأمريكية ضرورية
قال جلال أمين الخبير السياسي، إن العملية الإجرامية الأخيرة التي ارتكبها داعش في حق الشعب المصرى ليست أمرا سهلا، ولكن التدخل العسكري وحده دون اتفاق مسبق من جانب الأطراف المعنية لن يكون كافيا للقضاء على هذا التنظيم، مشيرا إلى أن هذه الضربات العسكرية لن تنهى الأزمة خاصة مع وجود حالة الفوضى التي تمر بها ليبيا في الوقت الحالى، مؤكدا على أهمية تغليب الحوار السياسي بين دول الجوار.
وأضاف أن الأزمة الليبية ترسل موجات صادمة إلى منطقة الساحل القاحلة وتهدد بزعزعة الأمن والاستقرار للوطن العربي ولكن المحاولات السياسية التي ترعاها الولايات المتحدة من الممكن أن تسهم في حل الأزمة.
التنسيق العربي مطلوب
وأوضح مدحت الشريف، الخبير السياسي، أنه يجب أن تعى القيادة المصرية أن بحث الأوضاع الأمنية في المنطقة بتروٍ واللجوء إلى الحل السياسي، دون السماح بوجود أي تدخل أجنبى من شأنه العمل على إنهاء تلك الأزمة، مشددّا على أن الشعب الليبى ليس هو المستهدف من تلك الضربات العسكرية ولكن يجب أن يكون هناك موقف عربى مشترك لإنشاء آلية لتوجيه ضربات لمواقع داعش.
وأضاف أن المؤسسات الدولية يجب أن تقف على مسافة واحدة من الجميع وذلك يقتضى دعوة جميع الأطراف للحوار كما أن هناك حلقة غائبة في جهود المبعوث الأممى إلى ليبيا هي في إشراك دول الجوار ببحث الأزمة الليبية، مشيرا إلى أن التدخل العسكري غير منطقى ولا يتم إلا بتوافق داخل مجلس الأمن والاتحاد الأفريقى.
تطوير الضربات العسكرية
كما أعرب سعيد صادق، أستاذ العلوم السياسية، عن أمله في سرعة إيجاد حلول ومساعدة ليبيا لتخطى أزمة الإرهاب الداعشى، وإمكانية اللجوء للاتفاق السياسي، لافتًا إلى أن الضربات العسكرية المصرية في ليبيا، أمر لابد منه للتشديد على قوة الجيش المصرى والشعب الذي أهانه ذلك التنظيم بعد تخريب الجهود السياسية والمساعدات الذي يحاول السيسي اللجوء إليها في جمع شمل الفرقاء الليبين وشدد على إمكانية تطوير الضربات العسكرية في الفترة القادمة للقضاء على جذور داعش من الأساس.