رئيس التحرير
عصام كامل

انسحاب قطر من الجامعة العربية!


هل يمكن أن تنسحب قطر من الجامعة العربية بعد أن بدت أمس وحيدة خارجة على الإجماع العربي تجاه الإرهاب في ليبيا، وتصدي مصر له حماية لأمنها القومي؟


من يطرحون هذا السؤال الإستراتيجي، يتوقعون مزيدا من التباعد القطري عن الإجماع العربي في القضايا والأمور الإستراتيجية المهمة، مع المجاهرة بتأييد الجماعات والتنظيمات التي تنتهج العنف والإرهاب سياسة لها في منطقتنا، صحيح أن وزير الخارجية القطري هو من أخرج قطر على الإجماع العربي، واصفا ذلك باختلاف في الرؤى والآراء، لكن نحن في مصر والأشقاء في الخليج أزعجهم بالتأكيد ذلك؛ لأنها المرة الأولى التي تجاهر فيها قطر هكذا بتأييد جماعات إرهابية على هذا النحو، بينما كانت قطر تقوم بذلك سرا أو بدون إعلان أو تباهي كما تفعل الآن!

لقد سعت قطر في السنوات الأخيرة، إلى فرض هيمنتها على الجامعة العربية التي كانت تاريخيا منذ تأسيسها في أربعينيات القرن الماضي، تحتفظ لمصر والسعودية بدور قيادي بارز فيها.. ووصل الأمر إلى درجة تفكير قطر في ترشيح أمين عام قطري للجامعة العربية، رغم أن هذا المنصب ظل دوما منذ تأسيسها لمصر دولة المقر.. وعندما عاد المنصب إلى أهله - مصر- وتولى نبيل العربي هذا المنصب، سعت قطر في ظل ظروف مصر إلى توجيه الأمانة العامة للجامعة في العديد من المواقف والقضايا لخدمة السياسة الأمريكية، وكأنها أرادت أن تحصل على ثمن سحب مرشحها الذي قدمته أيضا عاما للجامعة.

لكن بعد أن تماسكت مصر وأخفقت محاولات ضرب علاقتها بالسعودية ودول الخليج، وعودة التأثير المصري السعودي مجددا في الجامعة العربية، ستجد قطر - كما يعتقد البعض - صعوبة في تنفيذ ما كانت تصبو إليه داخل الجامعة العربية، وستجد نفسها معزولة منبوذة عربيا، وقد تتخد قرارا عصبيا بسحب مندوبها فيها، مثلما فعلت باستدعاء سفيرها في القاهرة.
الجريدة الرسمية