رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو والصور.. «فيتو» تخترق مافيا بيع «اللحوم الفاسدة».. 95% من منافذ البيع لا تطبق الإجراءات الصحية.. القطط والكلاب تملأ المجازر وتنقل الأمراض.. ومسئولون يطالبون بتغليظ العقوبا


تعد اللحوم أكثر الأطعمة التي يعشقها المصريون، ووفقا للإحصائيات العالمية التي كشف عنها تقرير تابع لمنظمة "الفاو"، جاءت مصر في المركز العاشر عربيًا، والـ 126 عالميًا في استهلاك اللحوم، وحصة الفرد من إجمالي استهلاك اللحوم سنويا تصل إلى 23 كيلوجراما، ورغم ذلك إلا أن هناك آلاف الأطنان منها، والتي يتم ضبطها وإعدامها سنويا، طبقا للإحصائيات التابعة للمركز القومى للسموم، يوجد أكثر من 120 حالة تسمم شهريًا في القاهرة فقط، بسبب التسمم الغذائى من اللحوم الفاسدة.


حالة مرضية

في أحد المناطق الشعبية بالجيزة، شعر خالد عمر، بإعياء شديد وقئ مستمر وارتفاع مفاجئ في درجة حرارته، دون معرفة السبب، ما أثار القلق في نفوس عائلته، التي لم تهدأ حتى ذهبوا به إلى إحدى المستشفيات الحكومية، ليطمئنوا على حالته الصحية، وبعد خضوعه للفحص الطبى، تبين أنه يعانى من حالة تسمم غذائى، نتيجة تناول وجبة دسمة من اللحوم.

إهمال الإجراءات الوقائية


وكشفت الجولة الميدانية لمحررى "فيتو"، أنه يوجد أكثر من 20 منفذا لبيع اللحوم في مناطق الوراق، العمرانية، المنيب، باب الشعرية والعباسية، وأن 95% من منافذ بيع اللحوم، لا تقوم بالإجراءات الوقائية والصحية للمحافظة على اللحوم، حيث يتم تعليقها دون تغطيتها بقطعة من القماش، أو حفظها داخل ثلاجات، ما يعرض تلك اللحوم لخطر البكتيريا والجراثيم، بسبب العوامل الجوية، والسيارات والتربة، التي تؤثر بطريقة سلبية على جودة اللحوم.


مجازر غير آمنة

وبداخل أحد المجازر الآلية بالمنيب، الذي يعد أكبر المجازر بمنطقة الجيزة، تبين من خلال التجول بالمجزر، رداءة المرافق الصحية التي تغرق بمياه الصرف والروث والقمامة المنتشرة حول الأسوار، فضلا عن أن هذا المجزر، يفتقر إلى أقل سبل الحماية والوقاية للحوم.

طرق بدائية للذبح

وفى هذا المجزر، يتم تحميل اللحوم، على عربات غير مجهزة، ونقل تلك اللحوم وحملها على الأكتاف، لوضعها داخل العربات بطريقة عشوائية، وبالقرب من أحد الأبنية المتواجدة تبين أنه أحد المجازر التي يتم فيها ذبح الماشية، وكانت المفاجأة، أن يتم ذبح اللحوم بطريقة بدائية، دون تطبيق الإجراءات الصحية عند الذبح، فضلا عن القطط والكلاب التي تحوم حول باعة اللحوم، والتي تساعد في نقل الأمراض.

أعراض التسمم

وقال الدكتور محمد صلاح، استشارى باطنى بمستشفى المطرية العام، إن أعراض التسمم الغذائى، الذي يصيب الإنسان جراء تناول اللحوم الفاسدة والمكشوفة، تبدأ في الظهور بعد ساعات قليلة من تناول الطعام، حيث تحتوى اللحوم الفاسدة على بكتيريا السالمونيلا ،ومن أبرز أعراضها القئ وآلام المعدة الشديدة، بالإضافة إلى الإسهال والحمى الشديدة، مشيرا إلى أنه يستقبل يوميا عشرات الحالات المصابة بالتسمم الغذائى، نتيجة تناول اللحوم الفاسدة، وأكثرهم من صغار السن والمسنين.

مجهودات الوحدة البيطرية

وقال الدكتور شريف حسين، وكيل إدارة التفتيش على اللحوم، بمديرية الطب البيطرى بالجيزة، إن الطريقة السليمة لحماية اللحوم، تبدأ بذبح الماشية في المجازر التابعة للحكومة، لافتا أن ذلك يجعلها تخضع للإشراف الطبى الكامل، بخاصة مع وجود أطباء متخصصين يجرون عمليات فحص على الماشية، لبيان إصابتها بالأمراض من عدمه.


حفظ اللحوم من البكتيريا

ونوه إلى أن الطريقة الصحية، لحفظ الماشية بعد الذبح، هي تغطية الذبائح بشاشة لتحميها من الأتربة والجراثيم المنتشرة في الجو، بالإضافة إلى وضع اللحوم داخل "مبردات"، لمدة لا تقل عن 6 ساعات، قبل عرضها، خاصة أن ذلك يكون من شأنه تكوين حمض اللاكتيك، الذي يحمى اللحوم من خطر إصابتها بأى بكتيريا أو فطريات.


تزوير الأختام

وأوضح أن إدارة الطب البيطرى، تقوم بحملات مكثفة بصفة مستمرة على منافذ بيع اللحوم، للتأكد من صحتها، لافتا إلى أنه يتم ضبط المخالفين الذين يقومون بذبح الماشية خارج" السلخانات"، منوها إلى أن بعض منافذ بيع اللحوم تزور الأختام، وتبيع اللحوم للمستهلك، مبينا أن الأختام الأصلية تحتوى على اسم المحافظة والمجزر.


العقوبات

وأوضح أن أصحاب المجازر المخالفة، يتعرضون للغرامات المالية، أو الحبس لمدة سنة، وعشرة آلاف جنيه، غرامة كجنحة قضائية، لافتا إلى أنه من المفترض أن يتم تعديل القوانين في الفترة القادمة، من خلال مجلس النواب القادم.

عقوبات رادعة للمخالفين

وبالاطلاع على صور المحاضر المحررة، والتي تبين أن هناك ما يقرب من 45 محضرًا تم تحريرها في الفترة من يناير إلى فبراير 2015، في نطاق محافظة الجيزة فقط، التي اكتشف فيها كميات كبيرة من اللحوم الفاسدة، وهو ما يظهر أن هناك العديد من المنافذ التي تعرض لحوما فاسدة على المواطنين، رغم وجود الرقابة من الجهات المختصة، ولكن المشكلة تكمن في عدم وجود العقوبات الكافية والمشددة، التي من شأنها ردع المخالفين الذين يعرضون لحوما فاسدة تعرض حياتهم للخطر.
الجريدة الرسمية