رئيس التحرير
عصام كامل

«تسلم إيدك ياريس»


ضرباتً جوية قوية شنتها قواتنا المسلحة على معاقل التنظيم الإرهابي «داعش»، ثأرًا من جريمته التي ارتكبها في حق أبناء مصر جميعًا بذبح 21 مصريًا كانوا يسعون وراء أرزاقهم في أراضي دولة ليبيا الشقيقة.


الضربات الجوية التي شنت بتعليمات الرئيس عبدالفتاح السيسي، أعادت في نفوس المصريين الثقة في رئيسهم، بعد أن تراجعت شعبيته إثر استشهاد عدد من أفراد الجيش المصري في تفجيرات متفرقة في سيناء خلال الشهر الماضي، وأسهمت الضربات الجوية في عودة تلك الثقة بسرعة القرار الذي اتخذه الرئيس، فلم تشرق شمس صباح يوم الجريمة إلا وقد ثأرت مصر من مرتكبي المجزرة.

ذكاء الرئيس الراحل محمد أنور السادات في اتخاذ القرار، كان وسيلة استند عليها القائد الأعلى للقوات المسلحة عبدالفتاح السيسي في التعامل مع الموقف، فخرج بكل هدوء أمام الرأي العام العالمي، ليفاجئ معاقل «داعش» بضربات موجعة ترضي الرأي العام المصري، وتطفي نيرانه المشتعلة داخل قلوب أمهات باتت تحلم بعودة أبنائها مرة أخرى إلى أحضانها ولكن لم يحدث، وغدر بهم على شواطئ ليبيا التي امتلأت بدماء مصرية طاهرة.

سرعة قرار الرئيس عبدالفتاح السيسي، ساندت ذكاء وهدوء القرار، وأدت إلى مفاجأة أعضاء التنظيم الإرهابي «داعش»؛ فلم ينجح التنظيم في إدراك الموقف إلا بعد تحقيق عدد من الأهداف التي كانت يحلم بها المصريون، بمقتل عدد من أعضاء التنظيم، وتدمير مقار أسلحتهم، وبث الذعر بين أفراد التنظيم، وإعلاء الإرادة المصرية على الإرادة الإرهابية التي يحاول «داعش» فرضها على الأراضي العربية منذ عدة أشهر متتابعة.

الاستفاقة المتأخرة لتنظيم «داعش» الإرهابي كانت في حسبان الرئيس عبدالفتاح السيسي، فبعد أن وجد أعضاء التنظيم الإرادة المصرية تسيطر على الأراضي التي تستولى عليها «داعش»، سرعان ما وجهوا تهديداتهم باستهداف المنشآت الحيوية المصرية، فاتخذ الرئيس قراراته بنشر قواعد عسكرية في كافة المحافظات المصرية، لبث الطمأنينة في نفوس المصريين، وإعلاء الإرادة المصرية في كافة أنحاء مصر كما تم إعلاؤها في الأراضي الليبية.

لم تسلم قرارات الرئيس من انتقادات أعدائه سواء كانوا في الخارج أو الداخل، فعلى المستوى الداخلي نشر أنصار جماعة الإخوان الإرهابية عددا من الصور القديمة للأطفال الذين أصيبوا في ليبيا إثر أحداث العنف التي طالتها في الفترة الماضية على أنها صور لإصابات الضربات الجوية المصرية، وعلى المستوى الخارجي تحفظت دولة قطر على القرارات، بعدة حجج مختلفة، إلا أن ثقة المصريين في رئيسهم أعلت كلمة «تسلم إيدك ياريس».
الجريدة الرسمية