إيطاليا تؤيد الموقف المصري وتدعو لإجراء دولي ينقذ ليبيا من الفوضى
دعت إيطاليا اليوم الأربعاء، إلى إجراء دولي فوري لوقف انزلاق ليبيا إلى الفوضى، وقالت إنها مستعدة للمساعدة في مراقبة وقف إطلاق النار وتدريب القوات المسلحة الليبية.
ومن المقرر أن يجتمع مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، في وقت لاحق يوم الأربعاء، لمناقشة أزمة ليبيا؛ حيث تتنافس حكومتان مدعومتان من فصائل مسلحة تتصارع على السلطة منذ أسقطت نظام معمر القذافي في 2011، وبدا الخطر متزايدا يوم الأحد، عندما نشر تنظيم الدولة الإسلامية تسجيلا مصورا لذبح 21 مصريا مسيحيا في ليبيا.
وقال وزير الخارجية الإيطالي باولو جينتيلوني للبرلمان: إن إمكانية حدوث تحالفات بين الفصائل المسلحة ومتشددي الدولة الإسلامية بوحي من جماعات مماثلة في سوريا والعراق، تهدد بزعزعة استقرار الدول المجاورة.
وقال في خطاب خاص يتناول الأزمة: إن "تدهور الوضع على الأرض يجبر المجتمع الدولي على التحرك سريعا قبل فوات الأوان"، وأضاف أن "هناك خطرا واضحا للتحالفات بين داعش (الاختصار غير الرسمي القديم للدولة الإسلامية) والجماعات المحلية، يجب مراقبة الوضع بأقصى اهتمام".
وإيطاليا التي تبعد جزرها الجنوبية نحو 300 كيلومتر فقط عن الساحل الليبي، تتابع بقلق تداعي البلاد منذ ساعدت القوات الغربية في إسقاط القذافي.
وقد وصل مئات المهاجرين إلى جنوب إيطاليا في قوارب غير آمنة، وقام بتسهيل انطلاقهم من ليبيا مهربون يعملون بحرية في ظروف أقرب إلى الفوضى، وفي الأسبوع الماضي لقي أكثر من 300 شخص حتفهم وهم يحاولون الوصول إلى إيطاليا في رحلة محفوفة بالمخاطر.
وعلاوة على تأجيج المشاعر المناهضة للمهاجرين في إيطاليا التي تعاني من أزمة اقتصادية شديدة، أثارت الأزمة أيضا المخاوف الأمنية لاسيما بعد ذبح المصريين المسيحيين هذا الأسبوع.
وتحدث جينتيلوني مع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، في وقت متأخر يوم الثلاثاء، عندما انضمت إيطاليا إلى الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وإسبانيا وبريطانيا في الدعوة إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية في ليبيا.
وقال جينتيلوني: إن على اجتماع مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يوم الأربعاء، الخروج بإشارات واضحة تعترف بحجم الأزمة، وأضاف أن إيطاليا مستعدة للمساعدة في مراقبة وقف إطلاق النار وتدريب جيش نظامي في إطار مهمة للأمم المتحدة.
وأوضح جينتيلوني، أن زيادة وصول المهاجرين بنسبة تصل إلى 60 بالمائة في أول ستة أسابيع من العام، ليصل عددهم إلى أكثر من 5300 مرتبطة بشكل واضح بالوضع الأمني في ليبيا.
وأنهت إيطاليا مهمة البحث والإنقاذ (ماري نوستروم) في أكتوب، لكن مهمة (تريتون) المدعومة من الاتحاد الأوربي، التي حلت محلها تعرضت لانتقادات تقول إنها غير كافية.
وقال جينتيلوني: "يجب علينا تعزيز مهمة تريتون لنجعلها تتماشى مع حقيقة الحجم الهائل للمشكلة".