رئيس التحرير
عصام كامل

أسوشيتدبرس: مصر تقود حملة طموحة لمكافحة الإرهاب.. "السيسي" يستعيد الدور الريادي للقاهرة.. الجيش المصري يحمي دول الجوار.. وصفقة مصرية خليجية لتمويل الصفقات العسكرية مقابل تأمين دول الخليج


قالت وكالة "أسوشيتدبرس" الأمريكية إن مصر تبذل محاولة طموحة تضعها في مركز في مكافحة التطرف في منطقة الشرق الأوسط، فضلًا عن محاربتها الإرهابيين في شبه جزيرة سيناء، فهي تحاول تنظيم تحالف دولي ضد تنظيم "داعش" في ليبيا ومساعدة المملكة العربية السعودية في الدفاع عن حدودها.


التحالف العسكري الخليجي
وأوضحت الوكالة أن التحالف العسكري الذي أعلن عن الرئيس عبد افلتاح السيسي مع دول الخليج له جذور قوية، قادة مصر شددوا على أن التطرف يجب مواجهته على مستوى المنطقة، وكانت هناك مقايضة ما بين القوى النفطية السعودية والإمارات والكويت ومصر، حيث أعطت دول الخليج 30 مليار دولار لإنقاذ اقتصاد مصر المتضرر وفي المقابل توفير القوى العسكرية جنبًا إلى جنب نظرائهم في دول الخليج.

وأشارت الوكالة إلى أن الأمة المصرية التي يبلغ عدد سكانها 90 مليون تسعى لوضع نفسها في دور قيادي استعصى عليها في السنوات الأخيرة بسبب تراجع نفوذ الرئيس الأسبق حسني مبارك وبسبب الاضطرابات التي أعقبت الإطاحه به في عام 2011.

ولفتت الوكالة إلى نشر مصر وحدات من قواتها على الحدود السعودية مع العراق للمساعدة في الدفاع عنها ضد المقاتلين الجهاديين الذين قاموا في وقت سابق من العام بغارة قاتلة عبر الحدود.

الموقف في اليمن
وعلى صعيد آخر، دول الخليج تفكر فيما يجب اتخاذه في اليمن، حيث المتمردين الشيعة المعروفة باسم "الحوثيين" اتخذت السلطة في العاصمة ويقاتلون للاستيلاء على باقي البلد ويشتبه على نطاق واسع أنهم مدعومون من إيران.

كما أن مصر لديها بالفعل المستشارين العسكريين على الحدود السعودية اليمنية المكلفة بوضع إستراتيجية مشتركة مع السعوديين لمواجهة الأعمال العدائية في المستقبل، وفقا لمسئولين، والذين لديهم معرفة مباشرة بخطط مصر، ولكنهم تحدثوا بشرط عدم الكشف عن هويتهم لأنهم غير مخول لهم الحديث عن انتشار وحدات عسكرية مصرية..

وكانت الخطط تتضمن إنشاء تحالف عسكري مع المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والكويت والأردن، والعودة إلى المسار الصحيح بعد فترة من التوقف تحالف أيضًا مع "فرنسا وإيطاليا والجزائر"، حيث ينظر إليها الآن كشركاء إضافيين.

تمويل الصفقة العسكرية
وأضافت الوكالة أن السعودية والإمارات مولوا صفقة شراء أسلحة بمليارات الدولارات لمصر بما في ذلك طائرات مقاتلة وقطع بحرية من كل من فرنسا وروسيا واتفقا على شراء غواصتين من ألمانيا وهو قيد المناقشة الآن مع المسئولين.

وبشكل منفصل، مصر تحاول إقناع الغرب لفتح جبهة جديدة ضد تنظيم داعش في ليبيا، الجار الغربي لمصر، وتقدمت بطلب للحصول على الدعم السياسي والمادي لتمكينها من احتواء التهديد في ليبيا، ودعا الرئيس عبد الفتاح السيسي الأمم المتحدة للموافقة على تشكيل تحالف جديد لشن ضربات جوية في ليبيا بعد خلق داعش موطئ قدم لهم في ليبيا وخاصة أن ليبيا لا تمثل تهديدا فقط لمصر وإنما لأوربا أيضًا لأن فرنسا وإيطاليا مباشرة على البحر المتوسط من ليبيا.

وترى الوكالة أن الحملة المصرية الخليجية أكثر حزمًا، ولكن هناك تهديد بإغراق مصر في معارك متعددة يمكن أن تزيد من إشعال الصراعات الجارية، حيث يقاتل الجيش المصري بشراسة في سيناء، ولم تتمكن من قمع الجهاديين الذين تعهدوا بالولاء لداعش ويعتقد أن عددهم بالمئات أو الآلاف في سيناء وحصلوا على الأسلحة الثقيلة المهربة من ليبيا.

الخليج يدعم مصر
وأوضحت الوكالة أن دول الخليج تريد أن تقف مصر بجانبها في مواجهة مجموعة كاملة من الأزمات في المنطقة، وفقًا للصحفي السعودي البارز، عبد الله ناصر العتيبي، في صحيفة الحياة "إنهم يريدون أن يروا الوزن الثقيل لمصر يقف بجانبهم دون قيد أو شرط لإنهاء الأزمة السورية، ويريدون أيضًا موقفا واضحا وعمليا، وكذلك خطة قابلة للتنفيذ للتدخل في اليمن والسيطرة على الحوثيين الذين يأخذون أوامرهم من نظام الملالي في طهران".

وفي اليمن، بدأت السعودية بالفعل تسليح رجال القبائل السنية للقتال مرة أخرى ضد الحوثيين، ولكن السعوديون والمصريون قد لا يرغبون في العمل في الأرض الجبلية، الذي تسوده الفوضى، وخاصة أن مصر لا يمكن أن تتحمل حربًا طويلة في الخارج أو إلهاء الجيش عن القتال في سيناء.

وأكد مسئولون أن مصر لا تبحث عن حملة برية في ليبيا وإنما شن هجوم جوي مماثل لما تقوم به الولايات المتحدة وحلفاؤها في العراق وسوريا، واتخذت مصر بعض الإجراءات الوقائية على الحدود المشتركة مع ليبيا، ومن المرجح أن تواصل ضرباتها الجوية ضد مواقع "داعش" في ليبيا.

وتختتم الوكالة الإشارة إلى قول مسئول مصري إن الحرب على داعش أكثر أهمية من حرب عام 1973 ضد إسرائيل عندما عبرت القوات المصرية قناة السويس لاقتحام مواقع إسرائيلية محصنة على الضفة الشرقية من القناة.
الجريدة الرسمية