رئيس التحرير
عصام كامل

فعليا..أمريكا تعلن الحرب على مصر!



مصر تطلب من الأمم المتحدة تغيير طريقة التعامل مع "داعش" وتطالب بإجراءات بديلة لمواجهة خطر الإرهاب في ليبيا تحديدا..وتقدم بالفعل طلبا للأمم المتحدة لبحث الأمر في مجلس الأمن ويذهب وزير خارجيتنا إلى نيويورك وتحشد معها فرنسا وعدد من الدول.. السيسي يكرر تصريحه القديم الذي لم يفهمه الكثيرون وهاجموه بسببه وهو "أن الولايات المتحدة بدأت عملا في ليبيا ولم تكمله" ! وهو يقصد إحراج الولايات المتحدة التي زعمت تدخلها لإنقاذ المدنيين في ليبيا وحمايتهم والدفاع عن الخيار الديمقراطي للشعب الليبي إلا أن أمريكا سلمت ليبيا للإرهابيين..وكان السيسي يعيد إحراج أمريكا في الحرب السياسية المشتعلة بيننا وبين الولايات المتحدة !


الرد الأمريكي لم يتأخر..فأمس الثلاثاء يصدر عن الولايات المتحدة ومعها خمسة دول أوربية هي فرنسا وبريطانيا وإيطاليا وإسبانيا وألمانيا بيان مشترك لم ينتبه الكثيرون له وفي خبث شديد جدا يؤكد على: "الضرورة الملحة لإيجاد حل سلمي للأزمة في ليبيا" و"ضرورة تشكيل حكومة وحدة وطنية ويؤكد المجتمعون على استعدادهم لدعمها"! ولا يتوقف الأمر عند ذلك بل يهدد البيان الدول الأخري ويقول: "إن الذين لا يريدون المشاركة في عملية المصالحة للتوصل إلى حل سياسي في ليبيا سيتم استبعادهم"!

إذن أمريكا وصراحة تحمي العصابات الإرهابية في ليبيا حيث إنها تعلم أن فرص الحل السلمي قد فشلت مرات ومرات وليس الأمر بهذا البيان إلا وقف السعي المصري لتخليص ليبيا من الإرهابيين بالقوة ومساواتها بما تفعله أمريكا في العراق وسوريا! وأمريكا تدرك أن البيان ليس إلا تضييعا للوقت من أجل إجهاض محاولات تأديب "داعش" وهنا لنا ملاحظات سريعة:

ـ تم فيما يبدو توجيه "داعش" للحرب ضد مصر مباشرة من حدودها الشرقية وليس من سيناء بعد الحصار الكبير على الحدود مع غزة !

ـ يبدو أن الصفقة القطرية مع فرنسا كانت حافزا لإفساد التحالف المصري الفرنسي..وقد قبلت فرنسا بذلك !

ـ تحويل ليبيا إلى قاعدة لـ "داعش" يعني تهديدا مباشرا وصريحا لمصر والجزائر وتونس ويعرض الأمن في الشمال الأفريقي كله للخطر !

الحرب الآن على المكشوف..ولا يحتاج الأمر إلى أي ذكاء إن قلنا إن الموضوع كبير جدا يحتاج إلى خطة مواجهة لإنقاذ مصر التي تزداد المؤامرة عليها وضوحا يوما بعد آخر..ولكن إلى مقال آخر!
الجريدة الرسمية