رئيس التحرير
عصام كامل

نساء من ذوي الاحتياجات الخاصة يعرضن أزياءً باليابان


الشائع أن عارضات الأزياء يتصفن بالجمال وأجسادهن تتصف بالكمال، لكن ماذا عن الأجساد ذات المقاييس المختلفة أو التي تستعمل أطرافًا اصطناعية؟ اليابان كسرت هذا التقليد وقدمت أول عرض أزياء بمشاركة نساء من ذوي الاحتياجات الخاصة.

عندما فقدت "يوكو ساتو" ساقها اليسرى في حادث، سقطت في دوامة من اليأس، وفاقمت حالة البؤس التي تعيشها، وصمة بتر الساق في بلد يرى أن الإعاقة أمر يثير الشفقة، لكن هذه الموظفة اليابانية التقت فيما بعد بفيوميو أوزيو الذي يعمل في تصنيع الأجهزة التعويضية، واستعانت بالساق الاصطناعية التي ينتجها، مما أتاح لها ولنساء مثلها ليس مجرد الجري فحسب، بل أيضا لعب كرة القدم وتنفيذ حركات الكاراتيه.

وقالت "ساتو" التي بترت ساقها منذ سبع سنوات لـ"رويترز" خلال التقاط الصور في حفل لعرض الأزياء يوم عيد الحب: "هدفي الأساسي هو تغيير صورة أن الإعاقة مسألة تثير الشفقة".. وقالت "ساتو"، البالغة من العمر 33 عاما، وهي ترتدي تنورة قصيرة تكشف عن ساق صناعية مزدانة بصور لزهور الكرز ومراوح اليد اليابانية التقليدية المذهبة: "أريد أن أوضح أن الأجهزة الاصطناعية يمكن أن تكون مبهجة وبديعة أيضا".. وأضافت: "سيكون رائعًا إذا شعر الناس بأن الأجهزة التعويضية يمكن أن تكون أدوات للموضة".

ويستخدم ما يقدر بنحو 80 ألفًا في اليابان، الأطراف الاصطناعية، وقام أوزيو وورشته، وهي جزء من هيئة أنشئت عام 1932 لمساعدة المصابين من عمال السكك الحديدية، بإعداد الأجهزة التعويضية لنحو سبعة آلاف شخص، منهم من يشاركون في أوليمبياد ذوي الاحتياجات الخاصة، وأسس أوزيو أيضا ناديا رياضيا لمساعدة من بترت أطرافهم، للتدريب على خوض المسابقات الرياضية، وشارك مع المصور الفوتوغرافي تاكاو اوتشي في إعداد مجموعة من الصور تضم 11 شابة ممن فقدن ساقًا، وضم كتيب الصور الذي صدر بالإنجليزية، عبارة تقول "التحدي وليس الإعاقة" مع سيرة ذاتية موجزة، وتضمن الكتيب أيضا صورًا لنساء فقدن ساقًا وهن يشاركن في العدو والتزلج على الجليد والغطس.

وهذه العروض مجرد محاولات لتغيير نظرة المجتمع لذوي الاحتياجات الخاصة في اليابان التي لا تزال تتخلف عن الغرب في قبول هذه الشريحة.

وفي بادئ الأمر تملكت الدهشة من حضروا العرض وهم يراقبون السيقان الاصطناعية على ممشى عرض الأزياء.

هذا المحتوى من موقع دوتش فيل اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل

الجريدة الرسمية