رئيس التحرير
عصام كامل

سفراء الدول الأوربية يعلنون تضامنهم مع التحركات المصرية ضد "داعش"


عقد السفير حاتم سيف النصر، مساعد وزير الخارجية، اليوم، اجتماعًا موسعًا مع سفراء الدول الأوربية المعتمدين بالقاهرة بغية استعراض موقف مصر للتطورات المتلاحقة التي تشهدها المنطقة وتحركات مصر للقضاء على الإرهاب وكافة التنظيمات الإرهابية. وبدأ الاجتماع بالوقوف دقيقة حداد على ضحايا العمل الإرهابى الغاشم في ليبيا الذي نفذه تنظيم داعش الإرهابى وأسفر عن استشهاد 21 مصريًا.


أوضح السفير وزير الخارجية أن اجتماع اليوم يأتى في توقيت حرج يقف فيه المجتمع الدولى أمام لحظة فارقة في تاريخ البشرية والقييم الإنسانية تشهد اتساع نطاق الإرهاب وتنفيذ عمليات إرهابية، أخرها العمل البربرى الذي ارتكبته عناصر تنظيم داعش الإرهابى في ليبيا. وذكر أن العمليات العسكرية الناجحة للقوات الجوية المصرية ضد مواقع تنظيم داعش جاءت انطلاقًا من حق الدفاع عن النفس وحماية المواطنين المصريين وفقًا لميثاق الأمم المتحدة.

وفى الوقت الذي وجه فيه السفير مساعد وزير الخارجية للشئون الأوربية الشكر على بيانات الإدانة التي أصدرتها الكثير من الدول الأوربية، شدد على أهمية تأكيد تضامن الدول الأوربية مع مصر بالأفعال في حربها على الإرهاب. وأضاف أن مصر – التي تشارك في عضوية التحالف الدولى ضد داعش – تطالب المجتمع الدولى والدول الأوربية وخاصة أعضاء الناتو بتحمل مسئولياتها في القضاء على الإرهاب والتنظيمات الإرهابية في ليبيا وكافة الجماعات الإرهابية الأخرى أخذًا في الاعتبار انتماء تلك التنظيمات إلى أيديولوجية واحدة تقوم على الفكر المتطرف والتحريض على الكراهية وارتكاب الأعمال البربرية. وشدد على ضرورة حذف مصطلح التراخى من قاموس المجتمع الدولى في ظل تلك الظروف والتهديدات الإرهابية التي يواجهها، مضيفًا أن الجميع مطالب بما في ذلك الدول الأوربية التي يمثلها السفراء الحاضرون، باتخاذ التدابير اللازمة لمنع التنظيمات الإرهابية في ليبيا من الاستمرار في ممارساتهم دون رادع، ودرءًا لمزيد من التدهور وحالة الفوضى التي تسعى إلى إحداثها، وبما يعكس الإرادة الدولية البازغة للقضاء على الإرهاب أيًا كان مكانه. وطالب السفير المساعد في هذا الصدد الدول الأوربية برفع حظر السلاح عن الحكومة الليبية الشرعية التي تحظى باعتراف دولى لدعمها في جهودها الرامية إلى القضاء على الإرهاب وإعادة الاستقرار والأمن إلى البلاد.


وطالب سيف النصر، دعم مصر والتعاون والتنسيق معها في الحرب على الإرهاب، وباتخاذ التدابير الفاعلة للقضاء على التنظيمات الإرهابية، مشيرًا إلى أن القاهرة، سبق وأن أوضحت منذ البداية أن داعش لا يمثل ظاهرة تقتصر على سوريا والعراق، بل أيضًا في ليبيا، إلى جانب ما تمثله تلك التنظيمات من تهديدات بالغة الخطورة على أوربا والمجتمع الدولى، وتمثل تهديدًا للسلم والأمن الدوليين. وأكد على أن ضرورة رسم إستراتيجية موحدة في الحرب على الإرهاب، تتأسس على مبدأ واضح هو عدم الرضوخ أمام قوى الشر الممثلة في التنظيمات الإرهابية.

كما تناول الاجتماع استعراضًا، للتحركات والاتصالات المكثفة التي يقوم بها السيد وزير الخارجية سامح شكرى في نيويورك، فضلًا عن المشاركة في قمة الإرهاب المقرر انعقادها في واشنطن. وفى الوقت الذي أعاد فيه مساعد وزير الخارجية للشئون الأوربية في نهاية الاجتماع التشديد على أن الحاجة الضرورية لتكاتف الإرادة الدولية في مواجهة الإرهاب، وبدعم مصر، عكس الاجتماع تضامنًا أوروبيًا مع مصر، وتفهمًا للتدابير التي اتخذتها مصر للدفاع عن النفس ولحماية مواطنيها. وتم الاتفاق على مواصلة التشاور المكثف بين القاهرة والعواصم الأوربية لصياغة المواقف الكفيلة بالتصدى لآفة الإرهاب.
الجريدة الرسمية