رئيس التحرير
عصام كامل

في الذكرى الرابعة للثورة الليبية.. "الجارديان": الثورة أكلت أبناءها.. «طرابلس» تنزلق للجحيم.. «مصر» تقلب موازين الحرب في ليبيا.. وحرب المليشيات تسببت في وفاة آلاف وتشريد 400 ألف آخ



قالت صحيفة الجارديان البريطانية إن ثورة 17 فبراير الليبية، أكلت أبناءها بعد 4 سنوات من الإطاحة بمعمر القذافي من السلطة، حيث ازدهرت المليشيات وتنظيم داعش بسبب فراغ السلطة.


انزلاق ليبيا للجحيم
ورأت الصحيفة أن ليبيا تنزلق نحو جحيم العنف الذي يقطع أوصال البلاد، مؤكدة أن هناك حكومتين متنازعتين ومئات المليشيات المسلحة المنتشرة في جميع أنحاء ليبيا التي تفرض سيطرتها على المناطق التي استولوا عليها.

وأشارت الصحيفة إلى أن اليوم الثلاثاء يصادف الذكرى الرابعة للثورة التي أطاحت بالقذافي، مضيفة أنه ليس هناك مظهر من مظاهر الاحتفال، حيث تشن مصر غارات جوية على معاقل تنظيم داعش انتقاما لذبح 21 مصريا، ويعد هذا تطورا آخر في حرب أهلية مروعة حيث ترك الطلاب دراستهم ليتحولوا لمليشيات متمردة تحمل السلاح - بحسب قولها.

عهد القذافى
ونقلت الصحيفة عن طالب ليبي كان في مقهى تونسي قوله: "الوضع كان أفضل في عهد القذافي، وأتمنى أن يبقى الوضع كما كان في عهد القذافي على الرغم من كرهي له، كنا نعيش في أمان وليس كما الآن بعد 4 سنوات من الثورة".
وأضاف الطالب الذي رفض كشف هويته خشية الانتقام من أسرته في ليبيا: "أتمنى أن يعود الزمن للوراء ولا ينضم أحد للمتمردين".

تراجع إنتاج النفط
وأوضحت الصحيفة أن الظروف الأمنية أدت إلى تراجع إنتاج النفط، ونفاد الموارد المالية ما يهدد بانهيار الخدمات العامة الأساسية في ليبيا، مشيرة إلى أن هناك انقساما كبيرا في صفوف الجماعات التي سعت للإطاحة بالقذافي، ولم يعودوا صفا واحدا كما كانوا في ثورة 17 فبراير التي أطاحت بالقذافي، ويبدو أن الروح تلاشت لعدم وجود عدو مشترك.

وقال أشرف عبد الوهاب، وهو صحفي في ليبيا: "كنا في الماضي نقول سنحتفل بالذكرى السنوية للثورة، ولكن الآن الكثير يقول كنا أفضل في عهد القذافي والثورة كانت خطأً والأمور أسوأ مما كانت عليه".

الحرب الأهلية
وأضاف عبد الوهاب أن تبعات الثورة في ليبيا كانت دموية، انتهت بموت أكثر الطغاة قسوة وهو معمر القذافي، وانتشرت الحرب الأهلية في البلاد، وهزمت الأحزاب الإسلامية في البلاد ولكنهم تمردوا ضد البرلمان المنتخب وشكلوا ائتلاف فجر ليبيا، واستولوا على طرابلس وهربت الحكومة المنتخبة إلى طبرق.

تشريد 400 ألف
وأوضح عبد الوهاب أن حرب المليشيات أدت لوفاة الآلاف وشردت 400 ألف مواطن، حيث أصبحوا بلا مأوى، فضلا عن توسيع نفوذ تنظيم داعش الإرهابى وسط حالة الفوضى، مؤكدًا أن مصر الداعم الرئيسي للقوات الحكومية، وباتت الحرب الآن ثلاثية بين الحكومة وفجر ليبيا وداعش.

انقسامات "فجر ليبيا"
ولفتت الصحيفة إلى تحالف "فجر ليبيا" الذي يعاني من انقسامات داخلية، وأيضا تحالف الكرامة الذي يقوده اللواء المتقاعد خليفة خفتر، المدعوم من مصر ودولة الإمارات العربية.

وذكرت الصحيفة: "إن الربيع العربي في ليبيا شكل بنتائج خاطئة، وربما يرجع ذلك لحلف الشمال الأطلسي لعدم متابعته الدعم السياسي بعد الغارات الجوية التي شنتها لمساعدة المتمردين للإطاحة بالقذافي، وأيضا عدم وجود مؤسسات للعمل لبناء الديمقراطية، في ظل عدم الثقة بين القبائل الليبية الذي أدى إلى فشل الثورة، ولم تؤتِ بثمارها كما حلم أبناؤها".

قلب الموازين
وترى الصحيفة أن مصر المتحالفة مع الحكومة المعترف بها دوليا قد تقلب الموازين لصالح حكومة طبرق بعد اكتسابها معدات عسكرية وقوة جوية ضد المليشيات التي قد تكون ورقة رابحة للحكومة الليبية - بحسب وصفها.

وتابعت أن الأوربيين الذين دعموا تدخل "حلف الناتو" يخشون اليوم ظهور دولة فاشلة على حدودهم الجنوبية، مؤكدة أن المجتمع الدولي لا يزال منشغلا بالعراق وسوريا، وذكرت: "بالنسبة للناس العاديين فهم يصارعون من أجل البقاء على قيد الحياة في ظل انقطاع الكهرباء والماء والبنزين، فالناس أصيبت بخيبة أمل وإحباط ولكن مازال لديهم الحلم".

الجريدة الرسمية