رئيس التحرير
عصام كامل

قصف الجزيرة


لم يكن اعتبار "الشئون المعنوية" سلاحا من بين أسلحة الجيوش إلا لكونها بالفعل الجهة المسئولة عن الإعداد النفسي والمعنوي لأفراد الجيوش، والتجهيز الإعلامي لإعداد الجيش نفسه للمعارك وللقضايا المهمة، ولم تكن مواد وصور وأشكال ومناهج الحرب النفسية أهم ما يدرسه ويراجعه رجال المخابرات إلا لتأثيرها في التعامل مع الخصوم، وبالاتفاق على ذلك يجب اعتبار قناة الجزيرة أحد أهداف الجيش المصري المطلوب تدميره في حربه على الإرهاب باعتبارها الجناح الإعلامي له.


الجزيرة التي وسعت دوائر الخلافات العربية ببرامجها الخبيثة من الاتجاه المعاكس إلى معالجاتها للأحداث، والجزيرة التي سمحت لأول مرة بوجود وزراء ومسئولي العدو الإسرائيلي أمام المشاهد العربي، والجزيرة التي فبركت رواية دخول القوات الأمريكية لبغداد حتى سقطت بالفعل، والجزيرة التي فتحت المجال لصراصيرها للإساءة إلى زعماء مصر من خلال برامجها الموجهة في اتجاه واحد ومحدد، والجزيرة التي أدارت عملية إسقاط ليبيا والقذافي واحتلال الساحة الخضراء بأكاذيب وفبركات بتقنيات أمريكية صهيونية كاملة.

والجزيرة التي حاولت الأمر نفسه لإسقاط سوريا من خلال فبركة عملية سقوط دمشق لولا انتباه الأجهزة السورية ووعي الإعلام العربي السوري الشقيق وتصديه لذلك، الجزيرة التي تحتضن "صيع" مصر وجرابيعها وتعتبرهم إعلاميين ومفكرين، هي عينها الجزيرة التي تنشر كل أكاذيب الإخوان الشياطين وتنفخ فيها من شرورها وتقدمها للعالم لتبقي مصر في حزنها ودمائها وهي أيضا الجزيرة التي زورت صور نتائج قصف الطيران المصري لداعش في ليبيا لنقول للعالم أن مصر قصفت مدنيين أبرياء وراحت تقلل من العملية في حين أنها تجاهلت الجريمة الأبشع في ذبح الأبرياء.

ولذلك فالجزيرة صوت الشيطان الآن وذراعه الإعلامي ومصر التي أغرقت الحفار الإسرائيلي في مياه الأطلنطي وقبل وصوله إلى دولة العدو قادرة على التعامل بما يليق مع أخطر كيان إعلامي إجرامي في التاريخ، ليس بالضرورة قصفها بالصواريخ أو تفجيرها بعملية مخابراتية، وإنما هناك إجراءات عديدة يمكن اتخاذها لم نقترب منها بل إننا اقترحنا قبل أكثر من عام بتدخل الأجهزة المحلية برفع الجزيرة من وصلات الفضائيات في القري والريف والمدن في الصعيد والدلتا وفي الأحياء الشعبية وهي نسبة من السكان لا تقل عن نصف مشاهديها تشاهد الجزيرة من خلال الوصلات غير القانونية ورغم ذلك لم يتدخل أحد!.

تحركوا يرحمكم الله، وخوضوا معارككم كما يخوض أبطال الجيش والشرطة معاركهم.
الجريدة الرسمية