رئيس التحرير
عصام كامل

"فيسك": الحرب على الإرهاب مصطلح مطاطي فقد مصداقيته


تساءل الكاتب البريطاني روبرت فيسك، عن جدوى الحوار مع الجماعات الإرهابية في مقابل دعوات المقاطعة وعدم التفاوض مع أي منظمة تدرك في قوائم الإرهاب، التي وضعتها الدول الكبرى لجماعات مسلحة أو منظمات أو أفراد يعرقلون التوصل لحل سلمي.


وأشار فيسك، في مقاله في صحيفة الإندبندنت البريطانية، إلى أن الأردن سعت للتفاوض مع تنظيم "داعش" وأسفرت مفاوضتها قتل داعش للرهينة الأردني الطيار معاذ الكساسبة الذي حرق حيًا، وأيضا مبادلة الولايات المتحدة جندي أمريكي بسجناء طالبان، وهل من الممكن أن الأشرار تحقق السلام حتى بعد رفضهم نزع السلاح أو تدميره.

ويرى فيسك، أن مقاطعة المنظمات الإرهابية يؤدي إلى منع إيصال صوت معتدل بما في ذلك منع الأكاديميين ومنظمات المجتمع المدني والسياسيين من التعامل مع تلك الجماعات أو الأفراد، وهو ما يسفر عن سيادة الصوت المتشدد على الموقف.

ويدلل فيسك، على وجهة نظره بالحديث مع نائب محافظ في بيروت، حول علاقاته المعتدلة بمليشيات حزب الله الشيعية الذي يعد حزبا سياسيا في لبنان ولكن إسرائيل تعتبره معاديا للسامية وبريطانيا والاتحاد الأوربي يضعه مع المحظورين.

وأكد فيسك، أن سياسة الحوار مع تنظيم "داعش" سيسهم في تقليل عدد الضحايا، والدليل على ذلك إثبات فشل سياسة المقاطعة حتى الآن، على الرغم من بعض محاولات التفاوض الفاشلة مع التنظيم بشأن الرهائن المحتجزة.

وأشار "فيسك"، إلى الأعمال الإرهابية في الصومال وكردستان تركيا وحركة طالبان والأراضي الفلسطينة المحتلة وحماس، واستبعاد الاتحاد الأوربي حماس من العلاقات الدبلوماسية أدى لتهميش أوربا في محادثات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

ويختتم فيسك، بتوضيح رؤيته أن الحرب على الإرهاب بات مصطلحا مطاطيا تستخدمه الدول دون إطار محدد، وهو ما يجعل العالم يصاب بالتخمة وعدم المصداقية على دلالة المصطلح، وهو ما نتج عنه زيادة الأعداء الذين يجب محاربتهم.
الجريدة الرسمية