رئيس التحرير
عصام كامل

«فيتو» تكشف حقيقة استخدام الحيوانات الميتة في صناعة الحلويات.. «مقالب القمامة» تبيع الحمير والكلاب النافقة لتصنيع الجيلاتين بالآلاف شهريا.. «التورتة وحلوى المولد» سر انتش



أثارت حلقة الإعلامي مجدى الجلاد أمس في برنامجه "لازم نفهم" المذاع على فضائية "سي بي سي إكسترا"، ضجة كبيرة حول استخدام مادة الجيلاتين الحيوانى في صناعة الحلويات.


وقال الجلاد إن الجيلاتين المستخدم في "التورتة والجاتوه والبسبوسة وحلوى المولد" كعنصر أساسى لتماسك مكونات الحلويات، يتم تصنيعه من الحيوانات النافقة كـ"الحمير والخنازير والكلاب" مقابل 6 آلاف جنيه للحيوان النافق في غياب تام لدور الرقابة، مطالبًا وزير الداخلية والصحة ورئيس الحكومة، والنائب العام بالتحرك للحفاظ على حياة المواطنين.

"فيتو" أجرت مجموعة من اللقاءات مع أصحاب مصانع الحلويات والخبراء، واستشاريي التغذية والأطباء وموردى الحيوانات النافقة للتعرف على الحقيقة ومتابعة كشف المستور.


جلود الحيوانات الميتة مصدر للجيلاتين
في البداية، قال الدكتور عادل عبد الرحمن، استشارى التغذية، إن مادة الجيلاتين المصنعة نوعان، إما نباتية وهى غالية الثمن وغالبا ما يتم استيرادها من الخارج، والجيلاتين الحيوانى وهو ما يتم تصنيعه من جلود وعظام وحوافر الحيوانات النافقة وذلك وفق ضوابط ومحاذير دقيقة لاستخدامه في صناعات محددة كالمعلبات وأغلفة الأدوية والمستحضرات التجميلية ومواد الغراء، أما في مصر نظرا لغياب الرقابة فهو يستخدم كعنصر أساسى في صناعة الحلويات دون معالجة صحية، وهو سر الانتشار المتزايد للأمراض السرطانية والفيروسية.

وأضاف عبد الرحمن أن الجيلاتين الحيوانى يقتصر بيعه على أماكن مخصصة في غفلة من أعين الرقابة لضعف ثمنه رغم أنه يمكن الاستغناء عنه بأي نوع من أنواع الجلي المناسب لصناعة الحلويات، مثل "جلى الأناناس وجلى الليمون" الذي يؤدي نفس الغرض، وذكر:" وعامل التجمد يزيد على الجيلاتين الحيواني بالنكهة التي تميزه، في حين أن الجيلاتين الحيواني لا طعم له ولا رائحة ويتميز بلون أصفر شفاف".

مادة هلامية
وقالت الدكتورة سناء منور، استشارى الكيمياء والسموم، إن الجيلاتين الحيواني هو عبارة عن مادة هلامية مستخرجة من عظام الحيوانات كالأبقار وبعض جلود الخنزير والحمير والكلاب، حيث يتم انشقاق الجيلاتين من الكولاجين مكونا مادة صفراء لا طعم ولا لون لها، وتعتبر هذه المادة بروتينا غير كامل تدخل في صناعة الحلويات لقدرتها على المزج بالماء والتجمد والتشكل بمرونة عالية، وتعمل على زيادة لزوجة الطبق المضافه إليه.

وأكدت استشارى الكيمياء أن إنتاج الجيلاتين في مصانع "بير السلم" يسبب خطورة عالية على صحة الإنسان، ويمكن أن يؤدى إلى انتشار الأمراض مثل فيروسات الكبد والدم والأورام وحالات التسمم والموت المفاجئ دون أسباب واضحة.

اعترافات موردى الحمير لمصانع الحلوى
وكشف أحد أصحاب مقالب القمامة في مدينة الخصوص بالقليوبية ويدعى" س. م " الحقيقة، قائلا إن كل أصحاب المقالب متعاقدون مع مصانع إنتاج الجيلاتين والمدابغ المنتشرة أغلبها في مصر القديمة لتوريد الحيوانات النافقة لاستخلاص الجلود والحوافر والعظام وإدخالها في الصناعات الجلدية ومواد الغراء ومكونات الحلويات.

وأضاف:" وتعتبر فترة الأعياد والمناسبات الخاصة مثل مولد النبوى ورأس السنة من أكثر الأيام رواجا، واستغلالا للفرص من أجل التفاوض على بيع الحيوانات الميتة بآلاف الجنيهات".

وأنكر صاحب مصنع حلويات شهير بالقاهرة، خطورة استخدام مادة الجيلاتين الحيوانى في صناعة التورتة والحلويات، مؤكدا شراءها من مصانع مرخصة وآمنة تتبع سبل السلامة الصحية والطبية، حيث يتم تصنيعه بالتقطير والتبخير في درجة حرارة عالية للقضاء على الفيروسات والميكروبات العالقة بجلود الحيوانات الميتة وتحويلها إلى بودرة أو رقاقات شفافة قليلة السماكة لونها مائل للأصفر الشفاف، تستخدم في الشيز كيك والحلويات الباردة وبعض أنواع حلى الكاسات وصناعة الآيس كريم والشوكولاتة، ويتم إدخالها في أنواع معينة من الأجبان والألبان وفي بعض أنواع معينة من الحلوى والسكاكر.

السرطان وجنون البقر أهم الأمراض
وأشار الدكتور على يوسف، استشارى أمراض الباطنة والكبد، إلى عدة مخاطر تصيب الإنسان بسبب الاستخدام غير الآمن لمادة الجيلاتين الحيوانية، وأهمها فيروسات الكبد الخطيرة ومرض جنون البقر وفيروسات المعدة المزمنة والتسمم ونقل العدوى، وانتشار الخلايا السرطانية وأمراض الحساسية والاضطرابات العصبية والهضمية وأمراض القلب والتهاب المفاصل وغيرها. 

وحذر يوسف من خطورة تناول الأطفال للحلوى والبسكويت المصنع من جيلاتين الحيوانات النافقة، وناشد الآباء تجنب الحلويات المشكوك فيها، وطالب المسئولين بتبنى القضية حفاظا على صحة المصريين ومحاربة أصحاب الضمائر الميتة.
الجريدة الرسمية