«فريدة» تفضح سياسة أمريكا تجاه مصر!
رد الفعل الأمريكي حول المواقف التي تتخذها مصر لتأمين حدودها، وحماية مواطنيها من الإرهاب، يبدو «مائعًا»، وهذا ما تؤكده التصريحات «الرسمية» على لسان مسئولي الإدارة الأمريكية، سواء المتعلقة بزيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لمصر، أو إبرام القاهرة صفقة مقاتلات الـ«رافال» الفرنسية، أو تلك المتعلقة بالحرب على الإرهاب، والثأر للمصريين الذين تم ذبحهم على يد «كلاب داعش» في ليبيا.
فالإدارة الأمريكية أعلنت مساندتها ودعمها لمصر في حربها ضد الإرهاب، والقضاء على تنظيم «داعش» الإرهابي، بل إن واشنطن «صدعتنا» بالتحالف الدولي المكون من 22 دولة لمحاربة هذا التنظيم، وملأت وسائل الإعلام صراخًا، بضرباتها الجوية على مواقع داعش في سوريا والعراق، دون أن نلمس أي أثر لهذه الضربات على أرض الواقع.
لكن عندما طلبت مصر من مجلس الأمن إصدار قرار يسمح بتشكيل تحالف دولي للتدخل في ليبيا؛ للقضاء على «داعش»، فاجأتنا الإدارة الأمريكية بموقفها «المخزي»، عندما أكدت أن أفضل الطرق بالنسبة للوضع في ليبيا هو «العملية السياسية»، التي تقودها الأمم المتحدة، و«توفير فرص عمل لهم»، وليس التدخل العسكري!
فأي «حل سياسي» يجدي مع تنظيم إرهابي لا يؤمن إلا بالقتل، والذبح، والحرق، ولا يعترف بالتحاور إلا بلغة السلاح؟
مشهد آخر يفضح موقف واشنطن تجاه القاهرة.. فنائب مستشار الرئيس الأمريكي للأمن القومي، بن رودس، وصف العلاقات المصرية الأمريكية في المجال الأمني بـ«الفريدة»، وهو تقريبًا نفس وصف جينيفر ساكى، المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية، موضحة أن واشنطن لا تعارض مذكرة التفاهم التي وقعت عليها مصر وروسيا، بشأن بناء محطة نووية في مصر.
والحقيقة المؤكدة أن «فريـدة» هذه فضحت سياسة واشنطن تجاه القاهرة، فكلنا نعلم أن العلاقة بين البلدين لم تكن يومًا «فريـدة»، ولا حتى «تفيدة»، بل كانت ومازالت «سوسو» أو «شوشو»، أي قائمة على أساس «المراوغة» و«المصلحة».
فكيف تكون العلاقة بين واشنطن والقاهرة «فريدة»، وموقف «إدارة أوباما» من ثورة «30 يونيو» التي أطاحت بـ«مرسي» كان «زئبقيًا»، ولا يتفق مطلقًا مع الإرادة الشعبية للمصريين الذين أنهوا الحكم الإخواني؟
كيف تكون العلاقة «فريدة» بين البلدين والإدارة الأمريكية هددت أكثر من مرة بقطع المعونات العسكرية عن القاهرة، أو تقليصها، وحاولت، أكثر من مرة، التدخل في الشأن الداخلي لمصر؟
كيف تكون العلاقة «فريدة»، وواشنطن تماطل طلب مصر إمدادها بصفقة طائرات الأباتشي، لمحاربة الإرهاب التي تواجهه البلاد في سيناء، وغيرها في باقي المحافظات؟
بل كيف تكون العلاقة «فريدة»، والخارجية الأمريكية استقبلت وفدًا «إخوانيًا» برئاسة جمال حشمت، القيادي الإخواني الهارب إلى تركيا؛ للتنسيق فيما بينهما؟
باختصار.. علاقة أمريكا بمصر، وغيرها من الدول- عدا الكيان الإسرائيلي- قائمة على أساس «ساعة تروح وساعة تيجي»، أما «فريـدة»، فأعتقد أنها «خالة» أوباما!