رئيس التحرير
عصام كامل

دكتوراه في الكذب والتبرير!!


فضلت قضاء أسبوع حداد مع نفسي ألمًا وحزنًا وحسرة على ضحايا مأساة مباراة الزمالك وإنبي بملعب الدفاع الجوي.. ورفضت التعليق على الأحداث وقت الانفعال، خاصة أن الحالة النفسية كانت ( صفرًا ) ولكن في نفس الوقت حرصت على متابعة أغلب ما قيل في هذا الصدد وخرجت في النهاية بحقائق على الأقل من وجهة نظري لا تقبل الشك.


الحقيقة الأولى.. هي أن أغلب من تحدثوا وعلقوا على هذه الأحداث "كاذبون" بل يمكن أن نمنحهم الدكتوراه الفخرية في الكذب والخداع والتبرير.. فهم للأسف يتحدثون اليوم بشكل وغدًا بشكل آخر وبعد غدٍ بشكل مختلف تمامًا.. وإذا أردت أن تصل إلى مضمون ما يقولونه لن تجد سوى المكر والخداع والكذب.

الحقيقة الثانية.. هي أن الغالبية العظمى حاولت استخدام أسلوب "الفزلكة" والهروب من الحقيقة.. وللأسف جميعهم كانوا يرددون نريد أن نعرف من هو السبب فيما حدث رغم أنهم يعلمون علم اليقين من السبب فيما حدث.. ولكنهم جبناء ومخادعون وأعينهم مكسورة على طول الخط.

الحقيقة الثالثة.. تتمثل في أن هذه المأساة أثبتت بما لا يدع مجالا للشك أن الدم المصري رخيص.. وأغلى شيء هو التمسك بالمناصب اعتمادًا على قاعدة ( كلها يومين والناس حتنسى وتشوف مصيبة جديدة تتلهي فيها ).

الحقيقة الرابعة.. تدخل في نطاق محاولات تصفيه الحسابات مع أشخاص استغلالا للموقف وعدم احترام لحرمة المتوفيين.. على اعتبار أن ما حدث هو فرصة للانقضاض على ( فلان أو علان ) من أجل توريطه في هذه المجزرة أو التخلص منه.. ورغم أن ( فلانا أو علانا) هذا قد يكون متسببًا فيما حدث فإن مبدأ تصفية الحسابات واستغلال أرواح الشهداء مرفوض بـ"التلاتة" عندي ويدل على أن كل من قام بذلك "جبناء".

وأخيرًا.. كشفت هذه المجزرة عن حقيقة لا تقبل الشك.. تتمثل في أن القانون ليس شرطًا أن يكون عادلًا لأن تطبيقه يعتمد على الأوراق.. وما أكثر من يجيد لعبة ترتيب الأوراق.. فكم من تاجر مخدرات تم ضبطه متلبسًا إلا أنه في النهاية ينجح في الحصول على براءة لأنه يجد من هم بارعون في ترتيب الأوراق واكتشاف الثغرات القانونية لمنحه البراءة.. هكذا سيحدث في مجزرة استاد الدفاع الجوي.. من سيرتب أوارقه جيدًا لن يعاقب حتى لو كان هو المتسبب في المجزرة.

فلا تحدثني عن العدل بالقانون ولكن حدثني عن القانون العادل.. ولا تحدثني عن الحصول على حقوق هؤلاء الشهداء بالقصاص ممن تسبب في قتلهم ولكن حدثني عن من يجيدون الكذب والخداع والنفاق للحصول على البراءة.. وكله بالقانون.

رحم الله شهداء الوطن.. رحم الله ضحايا استاد الدفاع الجوي.. وأسكنهم فسيح جناته وألهم ذويهم الصبر والسلوان.
الجريدة الرسمية