رئيس التحرير
عصام كامل

"إخوان" حول الرئيس؟!


ربما ما جرى من أخطاء في عزف السلام الجمهوري الروسي ليس صدفة.. ففرق الموسيقى العسكرية المصرية عريقة جدا ومعتبرة إلى أبعد الحدود، ويقال إن مصر كانت تكتسح سنويا مسابقة تختص بالموسيقى العسكرية لدول حوض البحر المتوسط حتى أنها كسبتها لتسع سنوات متتالية!.. وبما يستحيل معه وقوع أخطاء بالصدفة، وفي عزف سلام جمهوري لدولة عظمى وفي زيارة تاريخية ومهمة لزعيمها!

كما أن ما جرى في استقبال الصحفيين وخصوصا الأجانب ليس تقشفا.. فأبسط أصول الضيافة تقتضي توفير واجبات الضيافة في أبسط حدودها، وأبسطها الماء ومشروب إضافي يختاره الضيف.. لكن ليس من اللائق غياب ذلك، وتكتمل المصيبة بأحدهم "يبيع" المشروبات داخل القصر الرئاسي لنقول إن الفرق كبير بين التقشف والقشف!

ولا يصح الاحتجاج بأن غضب الصحفيين نوع من "الطفاسة"، إذ أن الأمر طال أيضا صحفيين أجانب من بينهم وفد روسي، ويعتبر حسن استقبالهم من أسس إنجاح زيارة بوتين نفسها، فهم عيون بوتين وعيون شعبه على الزيارة!

وقبل ذلك بأيام جرى اختيار محافظين جدد.. على بعضهم علامات استفهام كبيرة.. فرئيس مدينة السادات الذي ترأسها لمدة سبع سنوات متصلة، بما يعني أنه لم يأت إلى منصبه إلا برضا أحمد عز وقت نفوذه الكبير.. وبدلا من نقله أو الاكتفاء بما قدم لقرب الانتخابات النيابية، وتنافس عز فيها تمت ترقيته إلى محافظ المنوفية!!.. رغم أنه وحتى على مستوى الأداء فيؤكد أهالي السادات أنه لم يكن موفقا على الإطلاق..

أما في الإسكندرية فتبدو رائحة رشيد محمد رشيد في اختيار محافظها الجديد؛ نظرا لتخصصه في التسويق، ونظرا لعلاقات عادل لبيب السابقة به في الإسكندرية، والمدهش أن المحافظ وقبل أن يكمل أسبوعه الأول تفجرت فضيحة اجتماعه مع رموز الحزب الوطني في عشاء جمعهم بنادي "سبورتنج"، تم على شرف المحافظ نفسه الذي لا يعرف فيما يبدو أصول التعامل اللائق مع مواطنيه، ومن شروطها النأي بنفسه فوق أي شبهات حتى مع مواطنين عاديين لا ينبغي أن يقبل عزوماتهم ولا دعواتهم، هكذا وتظل طريقة الترحيب الشعبي به لوسامته محل استفهام لطريقة انطلاقها وانتشارها بسرعة، وكأنها قنابل دخان تلهينا حول موضوعية الاختيار!

وقبل أن يمر الأسبوع تتواتر أنباء محافظ الشرقية، الذي قيل إنه طلب من مساعديه إخلاء مكتبه من كل الموظفات قائلا "إنه صغير في السن" ولا يريد نساء أو فتيات في مكتبه!.. بينما تتكشف في صعيد مصر فضيحة رفض محافظ المنيا الحالي مقابلة أهالي المختطفين في ليبيا، ولمدة تقارب الشهرين!.. وقد بقي في منصبه ولم يطله التعديل!!

ماذا يحدث إذن؟.. وما نسبة المصادفات في كل ذلك؟.. هل هناك من يتعمد تشويه السيسي أو عرقلة خطواته؟.. هل من الدائرة المحيطة أو على الأقل الدائرة المتنفذة في السلطة من لا زال يؤدي دورا للإخوان بينما هناك من يؤدي دورا لـ "الوطني"؟!!

إننا نحترم الجميع.. محلب ولبيب وغيرهم.. ولكننا نثق بشكل مطلق في السيسي وحده.. ليس فقط لأنه هو من يقاتل الإخوان ولكن لأنه أيضا - وحده بينهم - منقطع الصلة بالحزب الوطني المنحل وحكوماته ورموزه، فضلا عن الثقة المطلقة في شخصه.. وله وحده نتوجه بالتساؤلات وبالنصيحة!
الجريدة الرسمية