رئيس التحرير
عصام كامل

بالصور .. 3 أشقاء يستنسخون الهدايا المستوردة بـ «نص الثمن».. وعقدة الخواجة تهدد المشروع


فرحة عيد الحب أو الفالنتين، كما يحلو للبعض تسميته، لا تقتصر فقط على العشاق أو الأحبة.. نعم هم أكثر من ينتظرون هذه المناسبة للتعبير عن مشاعرهم تجاه بعضهم البعض بالهدايا المختلفة، فهناك من يفضل زجاجات العطور أو الورود، وهناك من يرى في «الدبوب» ما يكفى، وغيرهم يحبذ الأكواب أو «المجات» التي تحمل اسم المعشوق، لكن الفرحة ذاتها ينتظرها من يصنع هذه الهدايا لبيع منتجاتهم، لاسيما إذا حدث إقبال عليها بدلا من المنتجات المستوردة.


من هؤلاء، ثلاثة أشقاء أسسوا مشروعهم الخاص برأس مال بسيط، ارتدوا جلباب أبيهم، فامتهنوا بيع الأنتيكات وهدايا أعياد الحب، وبعد رحيل والدهم دون أن يترك لهم من المال شيئا، اضطروا إلى تصنيع 9 منتجات من أصل 13 منتجا يتم استيرادها من الصين خصيصا لهدايا عيد الحب، وتمصير تلك المنتجات كصناعة مصرية بنصف الثمن، وهكذا سارت عجلة العمل.

عن سر توحدهم على هذا المشروع، قال أكبرهم حسام العربي، صاحب الـ 29 عاما وخريج كلية السياحة والفنادق: عدم وجود سيولة نقدية لاستيراد التحف أو للسفر للخارج، خاصة مع ارتفاع أسعار الدولار، وبدأت الفكرة بتقليد المنتجات المستوردة وتحديدا «هدايا عيد الحب»، ومحاولة البحث عن الخامات المصرية اللازمة لصناعة المنتج، والتي فاقت المستورد من حيث السعر والجودة، فالسعر أقل والجودة أعلى.

حسام أردف: قمنا بالسفر إلى المحافظات المختلفة لتوفير الخامات، من كرتون وزجاج وملمعات وأدوات طلاء، لكن بأسعار أرخص، إلى جانب الاستعانة ببعض الخامات المستوردة، فاستطعنا تقليد «مج» مستورد سعره 4.5 جنيهات، دون أي أضافات، وصنعنا شبيها له من الفخار تم تصنيعه على أيدى مصريين في منطقة «جامع عمرو»، ثم طلاؤه بالبرونز، وبعدها تم تغليفه ووضعه في علبة هدايا صغيرة مع ربطه بوردة صناعية، ليصل سعره في النهاية إلى 4 جنيهات فقط.

«الدبدوب» أيضا كان له حظه مع الإخوة الثلاثة، فكما يقول حسام « يتم تغليف هدايا الدبدوب، الذي يوضع في علبة مربعة مزخرفة، ويغلف بكيس بلاستيكي، ومغلق بوردة، بسعر 15 جنيهًا، لكن للأسف الدبدوب المستورد يباع بـ 10 جنيهات، وباقى التكلفة الخامات الأخرى».

وبلهجة متحسرة على سوء الأوضاع في البلاد في آخر أربع سنوات، تحدث الأخ الأوسط «حسن العربي» خريج كلية التجارة، قائلا: «احتفالات عيد الحب قبل ثورة 25 يناير، كانت تحدث انتعاشة قوية للأسواق، برواج حركة المبيعات، لكن بعد الثورة قلت المبيعات، وعمت حالة من الركود بالأسواق».

حسن صاحب الـ 26 ربيعا كشف بعض التفاصيل عن الهدايا التي تم تمصيرها، ومنها «البولا المزينة»، والتي تصنع باستخدام «بولات»، ويتم طلاؤها بالبرونز، واستخدام «الفيل»، ويركب بداخلها جهاز إنارة، ويكتب عليها كلمة «love»، فسعرها لا يجاوز أكثر من 6 جنيهات فقط، حتى أنه من الممكن خفض سعرها أكثر من ذلك لو تم توفير جهاز الإضاءة، لكنه مستورد ويباع بـ 3 جنيهات، أما باقى الخامات مصرية ومحلية الصنع، في حين أن البولا المستوردة لا تقل عن 10 جنيهات.

ومن هدايا عيد الحب المصنعة محليًا، هناك «كئوس الشمع» المطلية بألوان مختلفة، تجهز بسعر 6 جنيهات لاغير، مقابل 12 جنيهًا للمستوردة منها، كذلك يوجد «برواز مضيء» محلى الصنع يباع بسعر 12 جنيهًا، مقابل 25 جنيهًا للمستورد.

وقبل أن نترك حسن، اشتكى من وقف الحال وحالة الركود المستمرة، فموسم عيد الحب يبدأ من مطلع يناير وحتى 14 فبراير، ومع ذلك وهاهو العيد يهل دون أي حيوية في البيع اللهم إلا القليل.

غير أن الأخ الأصغر محمد العربى الذي لم يغادر بعد عامه الـ 19، كل ما يحلم به هو ثقة المصريين بالمنتج المحلى، وأن يجد من يدعمه هو وشقيقاه، مضيفا « الزبون المصرى لديه رهبة من المصنع محليًا، فلقد مررنا في الآونة الأخيرة بموقف لا ينسى أبدًا، فلأننا نعرض بضاعتنا في محلنا الخاص بحارة اليهود بالموسكي، أرسل أحد التجار الكبار مندوبًا عنه لأخذ عينات من الهدايا لعقد صفقة كبرى، وبالفعل أعجب بأحد منتجاتنا، وحضر إلينا، وطالبنا بتوريد 600 ألف قطعة من المنتج، وبعد الاتفاق على السعر وكل التفاصيل، تساءل متى ستصل الشحنة من الخارج، وعندما أعلمناه أنها مصنعة محليًا، فوجئ ورفض إتمام الصفقة، وذهب لأحد المستوردين، دافعا له المبلغ لاستيراد نفس المنتج من الخارج ».

محمد الحاصل على دبلوم فنى صناعى تمنى من الرئيس عبد الفتاح السيسي، مساندة الشباب، ومنع استيراد السلع الكمالية التي يستطيع شباب مصر تصنيعها محليًا، والتي لا تحتاج سيولة نقدية عالية، مثل مشروعهم الذي لا يحتاج أكثر من 30 – 50 ألف جنيه، لإنتاج 1000 قطعة لعدد 9 أصناف، بما يحقق أرباحا لا بأس بها.

ولم ينس محمد الإشارة إلى عدد من هدايا عيد الحب المصنعة محليًا وأسعارها، ومنها 12 وردة بقلب بسعر 12 جنيهًا، ودستة ورود بسعر 7.5 جنيهات، وأخرى ثمنها 10 جنيهات، وهناك شكل مزخرف مزين بالورد الأحمر يجمع زجاجتى برفان سعره 4 جنيهات.
الجريدة الرسمية