رئيس التحرير
عصام كامل

التسريبات وتقوى الله


أتحدث عن تسريبات ومقاطع فيديو لأسرار يتهافت عليها الناس وتتم مشاركتها في العلن وكلنا نعلم أن الكثير من أحاديث الناس منها يقال ولا يعبر في الواقع عن الحقيقة، فقد يكون الحديث مجاراة لآخر أو اختبارا له أو طلبا لإظهار وجهة نظر قد تختلف أو موافقة ظاهره لاستبيان أمور خفية والله أعلم ولو سجلت كل أحاديثك في الماضي لظهرت لك الحقيقة المزعجة فليس منا ملائكة ولا شك أن من يطلع له حكم مختلف فهو لا يعرف ظروف الحديث.


والأهم من كل ذلك أن يكون زورا وبهتانا وهذا أكثر ما تفنن فيه المفسدون، وحسابهم بالتأكيد عند ربهم وأنت لا تعلم بل تبتلى بها وأنت غير قادر حتى على الرد.

لعلنا نتذكر ما ورد عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه حينما كان يعس بالمدينة من الليل، فسمع صوت رجل في بيت يتغنى، فتسور عليه، فوجد عنده امرأة، وعنده خمرا، فقال: يا عدو الله، أظننت أن الله يسترك وأنت على معصيته؟

فقال: وأنت يا أمير المؤمنين، لا تعجل على، إن أكن عصيت الله واحدة، فقد عصيت الله في ثلاث.

قال تعالى: ولا تجسسوا، وقد تجسست، وقال الله عز وجل: وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها، وقد تسورت على، ودخلت على من ظهر البيت بغير إذن، وقال الله عز وجل: لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها، فقد دخلت بغير سلام.

يقول الله تعالى في كتابه الحكيم " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ " آية 12 سورة الحجرات

أترضى أن تكون مكانه؟ هل تستبيح أسرار الخلق وأعراضهم وهل تقبلها لمن معك؟ هل ذهب الحياء منا؟ هل لم نعد نراعى قيم الأديان مع أننا نتغنى كل يوم بها؟

إذا ظهر أمامك أيها القارئ مثل هذا فقم بالتقرير عنه سواء في مواقع التواصل الاجتماعي أو على اليوتيوب ولا تبحث عن عورات الناس فعليك إثمه وإثم من شاركته إياه هذا لكل البشر مصرى أم أجنبى سواء حيا كان أو في ذمة الله.

احفظوا أعراض الناس وأسرارهم.. احفظوا كرامتهم حتى ولو كانوا ألد أعدائكم فقد يكون نصيبكم غدا مثلهم.. لا تكونوا ذئابا جائعة تنهش وتفسد ولكن كونوا إناسًا تحفظ الأسرار.
الجريدة الرسمية