رئيس التحرير
عصام كامل

فضيحة في مستشفى قصر العيني.. تصوير طفلة داخل غرفة العمليات دون علم أهلها.. وزارة الصحة تعطى الصورة للشرقية للدخان لاستخدامها على علب السجائر والمعسل.. والد الطفلة: أهل زوجتي اتهموني ببيع صورة نجلتي


لم تعلم رويدا الطفلة التي لم تبلغ الست سنوات بنت قرية البصارطة مركز دمياط أن المرض الذي أصابها في قلبها الصغير سيحولها من الطفلة البريئة التي يقوم والداها بالتقاط الصور التذكارية لها لكى يتم تعليقها في غرفة نومها لكى تزين حياة والديها بأن تكون صورتها يوما ما على علب السجائر والمعسل لكى يتداولها ملايين المدخنين في مصر والدول العربية.


فيتو التقت محمود أمين والد الطفلة العائد لتوه من القاهرة بعد أن تقدم ببلاغ للنائب العام حمل رقم 19736 لسنة 2014 ضد رئيس مجلس إدارة شركة الشرقية للدخان ومستشفى قصر العينى التابعة لجامعة القاهرة

علب السجائر
يقول والد الطفلة، فوجئت بأقارب زوجتى يتهمونني ببيع صورة ابنتى لشركة الشرقية للدخان لكى تضعها على علب السجائر وهو ما أدى لخلافات عائلية بينى وبين أخوات زوجتى واضطرني للتوجه لقسم ثان دمياط وتحرير محضر إثبات حالة بالواقعة رقم 657 لسنة 2014 وأكدت أنه تم التقاط صور لابنتى وهى داخل غرفة العناية المركزة بمستشفى قصر العينى وإعطائها لشركة الشرقية للدخان لوضعها على علب السجائر.

الشربتلى للمعسل
وتابع فوجئت أن شركة الشربتلى وضعت نفس الصورة على علب "معسل " وقام المحامى الذي تم توكيله في رفع قضية بالاتصال بمدير الشركة الشرقية للدخان الذي أكد له أن وزارة الصحة هي التي أرسلت تلك الصور.

لو بنت الوزير
وتساءل أمين لو دى بنت وزير الصحة كان عمل فيها كده مؤكدا أنه لن يترك حق ابنته وخاصة أنه يواجه اتهامات من أهالي قريته بأنه هو من باع صورة ابنته لوضعها على علب السجائر.

من جانبه قال الدكتور جابر نصار رئيس جامعة القاهرة، إنه لم يسمع عن هذا الموضوع من قبل، وتابع، مستحيل المكان الوحيد اللى بيتعمل فيه عمليات قلب مفتوح في مصر بالمجان يصدر عنه هذا الأمر، قائلا، قصر العينى قلعة كبيرة شامخة.

وعن الصورة التي التقطت للطفلة وهى داخل غرفة العمليات علق: مش مسئوليتنا ممكن يكون الأب هو اللى صور الطفلة أو أي شخص آخر وقام بتسريب الصورة لشركة السجائر.

وحمل نصار الشركة الشرقية للدخان المسئولية القانونية لأنها من نشرت الصورة التي قد تكون مسروقة واستبعد نصار أن يكون قصر العينى له علاقة بهذا الموضوع متسائلا، علشان الفلوس؟ مستحيل.

التحقيقات أولا
وتابع نصار يجب أن تصل التحقيقات لمنتهاها ولا نتعجل الحكم أو نتدخل في التحقيقات لأن الكلام ده مقدرش أقول إنه محصلش لكم مش مقبول عقلا لأنه مخالف لكل القوانين ويجب علينا انتظار التحقيقات وعدم إصدار أحكام مسبقة لأن الصور دى مستحيل تخرج من عندنا ولكن من الممكن أن تكون خرجت بصورة غير مشروعة.

هذا القول لا نسأل عنه ،ويسأل عنه شركة السجائر لأن نشر تلك الصور مخالف للقانون ولا يمكن لقصر العينى التورط في مثل هذا الأمر مؤكدا البينة على من ادعى والمسئول عن نشر تلك الصورة هو من يحاسب.

عقوبات صارمة
وأضاف نصار إنه إذا ثبت تورط أحد العاملين بقصر العينى في تلك المشكلة فإن لدينا قانون ونظم تأديبية وهناك نيابة عامة ولابد من أن تأخذ التحقيقات مجراها الطبيعى والمهم والضروري أولا هو إثبات أن الطفلة المريضة دخلت مستشفى قصر العينى وأجريت لها الجراحة وثانيا لابد من إثبات أن الصورة الموجودة على علب السجائر هي للطفلة التي أجريت لها الجراحة بقصر العينى.

مرور الكرام
من جانبها قالت الدكتورة نيفين خطاب مدير مكتب الاتحاد العالمي لحماية الطفولة بدمياط إن معظم الأمم والشعوب تهتم بأطفالها وتسعى لتوفير الأجواء الصالحة والظروف المناسبة لإعدادهم ليكونوا قادة وبناة مستقبل لكن في مصر الأمر مختلف تماما.. فالكثير من المواقف المصيرية تمر مرور الكرام..إلى متى؟!!.

الاستغلال والجشع
أضافت أنه لم يعد هناك أي شعور بالمسئولية. ولا الإنسانية التي انعدمت في قلوب البشر.. كيف لعامل بسيط أن يحافظ على ابنته المريضة وهي ملقاة على سرير في مستشفى عام..تسرق صوره وتنشر باستغلال وجشع من يطلق عليهم غير آدميين.

ألا يكفي حزن الأب على ابنته.. ليفاجأ بالطامة الكبرى.. أن تصبح صورة ابنته المريضة في قصر العيني وسيلة تجارية لشركات السجائر.

لن نترك حقها
وتابعت لن نصمت..حتى نعيد حق رويدا الطفلة التي أهدر حقها ،متساءلة أين الالتزام بالميثاق الدولي لحقوق الطفل؟! لابد من محاكمة كل من تواطأ في تسريب صورة الطفلة ومناهضة كافة أشكال الاتجار والتمييز ضد الطفل وبصفتي ممثلة للاتحاد العالمي لحماية الطفل وخاصة الطفل الدمياطي سأتابع هذه القضية حتى تحصل الطفلة على حقها كاملا.. ويعاقب كل من له يد في هذه الجريمة.
الجريدة الرسمية