رئيس التحرير
عصام كامل

نشأة عيد الحب.. الاحتفال بعيد الخصوبة في العصر الروماني.. الربط بين وفاة القديس فالنتين والاحتفالات.. تطور نوعي في الطقوس بعد زواج «ريتشارد الثاني».. ويحتل ثاني أضخم احتفالية بعد «الكري


تؤكد الأرقام أن عيد الحب المعروف بيوم "الفالنتين" هو ثاني أضخم احتفالية اجتماعية في العالم بعد الكريسماس.


ومن المتوقع أن يتبادل المحبون يوم 14 فبراير2015 نحو مليار بطاقة معايدة بعد أن بلغت نفقاتهم في عيد الحب الماضي نحو 14.7 مليار دولار في الولايات المتحدة فقط، رغم أن بداية قصة الاحتفال بمناسبة عيد الحب الحقيقية كانت مختلفة تمامًا وفقًا لتقرير نشرته مجلة "ناشيونال جيوجرافيك" مؤخرًا وهذا هو ما سنسرده في السطور اللاحقة لتاريخ الاحتفال بعيد الحب العالمي.

الرومان
في العصر الروماني احتفل الرومانيون بدءا من الثالث عشر وحتى الخامس عشر من فبراير "بعيد التخصيب" وهو ما يعتبره المؤرخون أساسًا لـ"عيد الحب" مع اختلاف طريقة الاحتفال عن عيد الحب التي كانت تتضمن خروج الرجال "عرايا" في الشوارع ثم يقومون بضرب النساء على ظهورهن باستخدام جلد الماعز والكلاب، من أجل زيادة خصوبتهن وقدرتهن على الإنجاب، وكان الدافع للاحتفال هو الحب.

أما سبب تغير تسمية الاسم إلى عيد الحب، فاختلفت الروايات، ويقول البعض إنه في القرن الثاني الميلادي كان هناك قديس يسمي "فالنتين" بمدينة تورني في روما، وكان قسيسًا لهذه المدينة قبل أن يستشهد، وقام الإمبراطور الروماني أوريليان بسجنه وتعذيبه وقطع رأسه ودفنه بمنطقة فيافلامينا واختير اسمه للاحتفال لكونه استشهد بسبب حبه لديانته ولمزيد من إضفاء الحبكة لهذه الرواية قيل إنه مات يوم 14 فبراير وهو يوم عيد الحب العالمي.

بداية قصة عيد الحب
وتؤكد رواية أخرى عن قصة عيد الحب أنه في القرن الثالث الميلادي كان هناك قديس بروما يسمي فالنتين، أصر الإمبراطور كلاديوس بسجنه بسبب إخلاصه لديانته، لكنه تمكن من استقطاب سجانه بعد أن رد لابنته بصرها، فأمر الإمبراطور بإعدامه.

وتقول الرواية إن فالنتين وقع في غرام ابنة سجانه لدرجة أنه أرسل لها خطابًا قبل إعدامه تقول من المخلص لك فالنتين فاختير اسمه رمزًا للحب، وخصوصًا أن موته كان يوم عيد الحب العالمي الحالي 14 فبراير، وفي تحريف لهذه الرواية عن قصة عيد الحب.

ويقال إن الإمبراطور كلاديوس منع الزواج في هذا التوقيت حتى يتفرغ الرجال للجيش وتزداد قوتهم، ولذلك سجن القديس فالنتين بعد أن ثبت من مخالفته لأمر الإمبراطور بتزويج المحبين سرًا، ولكن هذه الرواية أيضًا غير دقيقة.

زواج ملك إنجلترا
وفي عام 1382 ميلادية، أعطى الشاعر البريطاني جيوفري تشوير بعدًا جديدًا للاحتفال بالحب في عيد القديس فالنتين وربط بينها، ونظم قصيدة شعر ذكر فيها فالنتين على أنه عيد للحب احتفالًا بزواج ملك إنجلترا ريتشارد الثاني وملكة البوهيما آني، حيث قال إنه في عيد القديس فالنتين تجتمع الطيور الجميلة للقاء أحبابها.

ثم جاء عام 1400 ميلادية ليتأكد ارتباط عيد الفالنتين بالحب، وافتتحت فرنسا في يوم عيد الحب المحكمة العليا للحب أي المعنية بقضايا الحب مثل عقود الزواج والطلاق والخلافات العائلية والتي تسير محاكم الأسرة على غرارها اليوم.

وبعد سنوات قليلة كتب دوق أورليانز الفرنسي تشارلز أول رسالة حب في عيد الفالنتين لمحبوبته من سجن خارج لندن حينما وقع في الأسر خلال إحدى المعارك عام 1415.

وتؤكد الإحصائيات أن كروت المعايدة في الولايات المتحدة في عيد الحب تبلغ نحو مليار بطاقة سنويًا الأمر الذي يجعل هذا اليوم يأتي في المرتبة الثانية بعد عيد الميلاد، من حيث كثرة عدد بطاقات المعايدة التي يتم تداولها فيه، وتشير تقديرات الرابطة إلى أنه في الولايات المتحدة الأمريكية ينفق الرجال في المتوسط ضعف ما تنفقه النساء تقريبًا على أفكار وهدايا عيد الحب.

ومنذ القرن التاسع عشر، تراجعت رسائل عيد الحب الموجزة المكتوبة بخط اليد إلى درجة كبيرة لتحل محلها بطاقات المعايدة التي يتم إنتاجها بأعداد كبيرة، وهكذا كانت تجارة إنتاج بطاقات عيد الحب في منتصف القرن التاسع عشر مؤشرًا لما حدث بعد ذلك في الولايات المتحدة الأمريكية من تحويل فكرة عيد الحب إلى سلع تجارية يمكن التربح من ورائها.

هدايا عيد الحب
أما في النصف الثاني من القرن العشرين، فامتدت عادة تبادل بطاقات معايدة بمناسبة عيد الحب في الولايات المتحدة الأمريكية لتشمل كل أنواع الهدايا، وهي هدايا عيد الحب التي يقدمها الرجال عادة إلى النساء تشتمل هدية عيد الحب هذه بصورة تقليدية على زهور وشكيولاتة يتم تغليفها بقماش الساتان الأحمر، ووضعها في صندوق على هيئة قلب.

أما في الثمانينيات من هذا القرن، ارتقت صناعة الماس بمنزلة عيد الحب لتجعل منه مناسبة لإهداء المجوهرات، وارتبط هذا اليوم بالتهنئة الأفلاطونية العامة والتي تقول: "أتمنى لك عيد حب سعيد"، وعلى سبيل المزاح، يرتبط عيد الحب بالإشارة إلى "يوم العزاب".

أما في بعض المدارس الابتدائية في أمريكا الشمالية، فيقوم الأطفال في هذا اليوم بتزيين حجرات الدراسة وتبادل بطاقات المعايدة وتناول الحلوى، وعادة ما تذكر بطاقات المعايدة تهنئة عيد الحب التي يتبادلها هؤلاء التلاميذ في هذا اليوم الصفات التي تجعلهم يشعرون بالتقدير تجاه بعضهم البعض.

وأسهمت زيادة شعبية الإنترنت في مطلع الألفية الجديدة في ظهور تقاليد جديدة خاصة بالاحتفال بعيد الحب، في كل عام، يستخدم الملايين من الناس الوسائل الرقمية لتصميم وإرسال رسائل عيد الحب، والتي تأخذ شكل: بطاقات تهنئة إلكترونية أو كوبونات عيد الحب المصورة التي يتبادلها المحبون أو بطاقات عيد الحب التي يمكن إعادة طبعها.
الجريدة الرسمية