5 روائيين لا يمكن نسيانهم ««في عيد الحب».. «أحلام مستغانمى» تبحر في عالم الرومانسية.. «غادة السمان» تكتب العشق بعيدًا عن الإباحية.. «آليف شافاق» تتدين بالح
على مر العصور والأزمنة، لم يبق على هذه الأرض حقيقة ثابتة غير "الحب"، ذلك الذي اختلفت الأمم كلها على تفسيره ومعرفة أسبابه وأوجهه، إلا أنهم اجتمعوا على أنه الثابت الأنقى على الأرض.
فما أسمى أن تعشق إنسانا لشخصه، ينبض قلبك عند رؤية محياه، وينتفض قلبك تزامنا مع قلبه لتتشكل الدنيا على خاصرة حبكما، فلا أطهر من أن يخلق عيدا للحب، يحتفل العالم فيه بعاشقيه ليجعلهم ملوكًا على عرشه.
وفي هذا الإطار برزت العديد من الأعمال الروائية الرومانسية التي احتفت بالعشاق على وجه الخصوص، فلا يمكن أن يمر عيد الحب دون أن تتذكر بعض الروائيين الذين أججت أعمالهم الشوق في قلبك، وبعثت فيه نسيم العشق، ونستعرض فيما يلي 5 روائيين لا يمكن نسيانهم في هذا العيد.
أحلام مستغانمي
هي كاتبة وروائية جزائرية، كان والدها محمد الشريف مشاركا في الثورة الجزائرية، عملت في الإذاعة الوطنية مما خلق لها شهرة كشاعرة، انتقلت إلى فرنسا في سبعينيات القرن الماضي، حيث تزوجت من صحفي لبناني، وفي الثمانينيات نالت شهادة الدكتوراه من جامعة السوربون، وتقطن حاليا في بيروت، وهي حائزة على جائزة نجيب محفوظ للعام 1998 عن روايتها ذاكرة الجسد.
وقال نزار قباني الشاعر السوري المعروف بقصائده الرومانسية والسياسية، عن "ذاكرة الجسد" وعن الكاتبة: "أحلام روايتها دوختني، وأنا نادرا ما أدوخ أمام رواية من الروايات، وسبب الدوخة أن النص الذي قرأته يشبهني إلى درجة التطابق فهو مجنون ومتوتر واقتحامي ومتوحش وإنساني وشهواني وخارج على القانون مثلي، ولو أن أحدا طلب مني أن أوقع اسمي تحت هذه الرواية الاستثنائية المغتسلة بأمطار الشعر، لما ترددت لحظة واحدة".
وذكر نزار قباني قائلا: "هل كانت أحلام مستغانمي في روايتها ( تكتبني ) دون أن تدري لقد كانت مثلي تهجم على الورقة البيضاء بجمالية لا حد لها وشراسة لا حد لها، وجنون لا حد له، الرواية قصيدة مكتوبة على كل البحور بحر الحب وبحر الجنس وبحر الأيديولوجيا وبحر الثورة الجزائرية بمناضليها، ومرتزقيها وأبطالها وقاتليها وسارقيها هذه الرواية لا تختصر "ذاكرة الجسد" فحسب ولكنها تختصر تاريخ الوجع الجزائري والحزن الجزائري والجاهلية الجزائرية التي آن لها أن تنتهي".
وتابع: "عندما قلتُ لصديق العمر سهيل إدريس رأيي في رواية أحلام، قال لي: " لا ترفع صوتك عاليًا، لأن أحلام إذا سمعت كلامك الجميل عنها فسوف تجنّ، أجبته: دعها تُجن، لأن الأعمال الإبداعية الكبرى لا يكتبها إلا مجانين".
إحسان عبد القدوس
هو كاتب وروائي مصري، يعتبر من أوائل الروائيين العرب الذين تناولوا في قصصهم الحب البعيد عن العذرية وتحولت أغلب قصصه إلى أفلام سينمائية.
ويمثل أدب إحسان عبد القدوس نقلة نوعية متميزة في الرواية العربية، إذ نجح في الخروج من المحلية إلى حيز العالمية وترجمت معظم رواياته إلى لغات أجنبية متعددة.
وهو ابن السيدة روز اليوسف اللبنانية المولد وتركية الأصل، وهي صاحبة مؤسسة مجلة روز اليوسف ومجلة صباح الخير، أما والده فهو محمد عبد القدوس كان ممثلًا ومؤلفًا مصريا.
غادة السمان
وغادة السمان كاتبة وأديبة سورية، ولدت في دمشق لأسرة شامية برجوازية، ولها صلة قرابة بالشاعر السوري نزار قباني، والدها هو الدكتور أحمد السمان حاصل على شهادة الدكتوراه من السوربون في الاقتصاد السياسي، وكان رئيسا للجامعة السورية ووزيرا للتعليم في سوريا لفترة من الوقت.
تأثرت كثيرا بوالدها بسبب وفاة والدتها وهي صغيرة، كان والدها محبا للعلم والأدب العالمي ومولعا بالتراث العربي في الوقت نفسه، وهذا كله منح شخصية غادة الأدبية والإنسانية أبعادا متعددة ومتنوعة، وسرعان ما اصطدمت غادة بقلمها وشخصها بالمجتمع الشامي (الدمشقي) الذي كان "شديد المحافظة" إبان نشوئها فيه.
ورغم وجود الإشارة إلى الجنس في أدب السمان، إلا أنه يشهد لها أنه دوما في خدمة السياق الروائي والبعد الدرامي للشخصيات والاستخدام الرمزي للأحداث، ولم تنزلق أبدا إلى تقديم أدب إباحي، كذلك الذي صارت بعض الكاتبات يكتبنه لاحقا من أجل الشهرة والرواج.
يوسف السباعي
هو أديب مصري، شغل منصب وزير الثقافة سنة 1973، ورئيس مؤسسة الأهرام ونقيب الصحفيين، وقدم 22 مجموعة قصصية وأصدر عشرات الروايات، ونال جائزة الدولة التقديرية في الآداب سنة 1973 وعددا كبيرا من الأوسمة.
عينه الرئيس أنور السادات وزيرًا للثقافة، وظل يشغل منصبه إلى أن اغتيل في قبرص في 18 فبراير 1978 بسبب تأييده لمبادرة السادات بعقد سلام مع إسرائيل منذ أن سافر إلى القدس سنة 1977.
كانت أعماله الأعلى توزيعًا، فضلًا عن تحويلها مباشرة إلى أفلام يصفها نقاد بأنها أكثر أهمية من الروايات نفسها، وقد فرضت أعمال نجيب محفوظ نفسها على النقاد بعد ذلك وتراجع الاهتمام بروايات السباعي الذي ظل في بؤرة الاهتمام الإعلامي والسينمائي، وإن أخذ كثير من النقاد تجنب الإشارة إلى أعماله باعتبارها نهاية لمرحلة الرومانسية في الأدب، وإنها تداعب احتياجات مرحلة عمرية لفئة من القراء صغار السن.
آليف شافاق
وآليف شافاق هي روائية تركية لمع نجمها حديثا بعد أن أصدرت رواية "قواعد العشق الأربعون" والتي لاقت نجاحا كبيرا في العالم العربي، تكتب باللغتين التركية والإنجليزية، وقد ترجمت أعمالها إلى ما يزيد على ثلاثين لغة.
دين الحب
وقالت آليف عن روايتها: "لقد اعتاد محيي الدين بن عربي أن يقول سأبحث عن دين الحب أينما كان حتى لو كان عند اليهود أو النصاري أو المسلمين، إن الأصوليين يتبعون دين الخوف فتكون سياستهم التخويف، إن الصوفي المسلم يتبع دين الحب تماما مثل ما قال ابن عربي لا يوجد دين أرقي من دين الحب، إن روايتي "قواعد العشق الأربعون" تعرض نظرة ثاقبة على الفلسفة القديمة القائمة على وحدة جميع الأديان والشعوب".