رئيس التحرير
عصام كامل

"الصحافة".. لسان حال المرضى "الغلابة" لطلب العلاج على نفقة الدولة.. "الصحة" تستجيب بعد نشر الاستغاثة.. الروتين يعطل إنقاذ طفلة تعاني من ضمور في المخ.. ومواطن يواجه العمى لعدم قدرته على توفير 300 جنيه


اللجوء إلى الصحف الشهيرة التي تحظي بمصداقية كبيرة أو مخاطبة بعض الصحفيين من ذوي التأثير والقادرين على عرض مشاكل المواطنين من خلال سردها على صفحات الجرائد ومناشدة المسئول المختص، أصبح السبيل الوحيد لحل أكبر المشكلات التي تواجه المواطن المصري، لاسيما المشكلات الصحية كتلقي العلاج على نفقة الدولة بعد أن أغلق المسئولون أبوابهم في وجه المواطنين الفقراء وإرهاقهم باستخراج الأوراق وإنهاء المراحل الروتينية اللازمة للعلاج، التي تنتهي في معظم الأحوال إلى سوء الحالة الصحية للمريض.


زهرة بلا عبير
في إحدى الوقائع، قررت "هيئة التأمين الصحي" الاستجابة لمناشدة إحدى الصحف علاج حالة الطفلة "منة أحمد" 5 سنوات، تعاني من ضمور في المخ، تسبب في إصابتها بشلل تام، وأكدت الهيئة بعد تواصلها مع والد الطفلة، أنه سيتم عرضها على لجنة طبية متخصصة تضم استشاريين في هذا النوع من الحالات لتشخيص حالتها، ووضع تقرير كامل حول أوضاعها الصحية، والعمل على سرعة علاجها حتى تتمكن من الحركة.

مناضل بلا تكريم
كما قررت وزارة الصحة والسكان، في واقعة مشابهة عام 2009، مساعدة المواطن السيناوي "محمود السواركة" الذي قضى سنوات طويلة من عمره في المعتقلات الإسرائيلية، وتم رفض علاجه بعد أن وجد نفسه عاجزًا عن توفير 300 جنيه، هي كل ما يلزمه لعلاج مشلكة الإبصار لديه، حتى يتمكن من الرؤية بشكل أفضل.

ولعلاجه على نفقة الدولة وبعد نشر قصته في وسائل الإعلام، تلقت إحدى الصحف، خطابا رسميًا من الصحة باعتزام الوزارة علاج المريض، وطالبت بسرعة موافاتها بكافة المعلومات التي تخصه؛ لاستصدار الأوراق والتصاريح اللازمة للعلاج.

فيروس سي
جاءت حالة الطفل محمود، الذي أصيب بفيروس سي الذي انتقل إليه عن طريق الإصابة المباشرة من والدته التي تحمل نفس المرض، ضمن أشهر الحالات التي لجأت للصحافة؛ لعرض مشكلته الصحية، وقال والد الطفل إن مآسيه تتكرر كل يوم مع المستشفيات الحكومية، التي ترفض استقبال ابنه بسبب تطور الإصابة وارتفاع نسبة الفيروس في الدم.

وفور نشر القضية، تلقى الأب اتصالا تليفونيا من مدير مستشفى أسيوط الجامعي فور عرض المشكلة، أخبره فيه بأن المستشفى على استعداد لاستقبال حالة الطفل وتحديد كورس علاجي مكثف، يقرره أحد كبار الأطباء الاستشاريين؛ حتى يتماثل الطفل للشفاء ويعود لحياته الطبيعية مرة أخرى.
الجريدة الرسمية