رئيس التحرير
عصام كامل

اعتزال توفيق عكاشة!


لو أنصف المذيع توفيق عكاشة لنفسه لتوقف عن الظهور على شاشة الفضائية التي تملكها والدته وأي فضائية تستضيفه واعتزل العمل الإعلامي، وانشغل باجترار ذكريات أيام خلت كان يبدو فيها متحققًا ويرى في نفسه زعيمًا لأمة ومفجرًا للثورة المصرية كما يحلو لزميلته الإعلامية التي تستضيفه في قناته على الهواء لعدة ساعات أسبوعيا.


فليس مستساغا ولا مقبولا من المشاهدين ما يفعله الآن المذيع توفيق عكاشة بنفسه، والإهانات التي يوجهها لنفسه على الملأ أمام المشاهدين على الهواء يوميا لمجرد أن طلبه لقاءً مع رئيس الجمهورية لم يستجب إليه أحد في مؤسسة الرئاسة، أو أن طلبه الجماهير المصرية للاحتشاد لاستقبال الرئيس الروسي بوتين، لم يتحقق بالشكل الذي كان ينشده.

إن أزمة توفيق عكاشة للأسف الشديد ليست أزمة شخصية دائما، هي تقريبا أزمة إعلامية طالت إعلاميين ومذيعين غيره.. فكما تصور عدد من الشباب أنهم هم مفجرو ثورة ٢٥ يناير، وبالتالي يتعين أن يكونوا ملاكها المصريين، فإن الإعلاميين والمذيعين تصوروا أنهم هم مفجرو ثورة ٣٠ يونيو، وبالتالي من حقهم فرض الوصاية على كل مسئول وكل عمل وكل تصرف بعدها.. وتناسى كل هؤلاء أن الظروف الموضوعية كانت مهيأة سواء في يناير ٢٠١١ أو يونيو ٢٠١٣، لما حدث، وأن الجماهير كانت مستعدة للخروج.

هذا مرض تعاني منه مصر والأغلب لن يبرأ منه إلا بعد وقت ليس بالقصير.. عندما تمضي الحياة وتتجاوز هؤلاء وهؤلاء أي الشباب والإعلاميين الذين يعتبرون أنفسهم الملاك المصريين لثورتي ٢٥ يناير و٣٠ يونيو.. ولا عزاء لأمثال عكاشة سواء من النشطاء السياسيين والحقوقيين أو الإعلاميين.
الجريدة الرسمية