رئيس التحرير
عصام كامل

"بيت الطاعة".. سلاح الرجل لسلب حقوق المرأة.. زوجة تروي مأساتها مع زوجها: حياتي كانت سعيدة لكنها انقلبت لحزن.. أنجبت ابنتي الثانية فبدأت المشاكل.. طردني من المنزل مع بناتي.. باع كل ما أملك فلجأت للطلاق


"الإنذار بالطاعة أم الخلع، الإنذار بالطاعة أم الطلاق" هكذا كان يختار "سي السيد" كيف يعاقب أمينة على صبرها وتحملها لعشرة دامت 6 سنوات على وتيرة فيلم إنذار بالطاعة، بطلة القصة سيدة مصرية بائسة مكلومة.


حزن

جلست في إحدى الغرف الخاصة بمحكمة شمال الجيزة بعد أن أرهقتها هموم الحياة ومشاكلها بدأت وكان الزمن قد نال منها وأرغمها على الخضوع تنتظر دورها لكي تتمكن من تقديم الأوراق الخاصة بقضيتها لتنال حريتها بعد أن غدر بها زوجها فتقول: "بعد زواج استمر لمدة 6 سنوات طردني من البيت ثم طلبني في بيت الطاعة وأنا مش عارفة اعمل أيه"، وبهذه الكلمات حاولت "إيمان رفعت"،40 سنة، أن تخرج ما بداخلها من حزن وأسى بصوت يتلون نبراته بالحسرة والألم.

حلم يتحقق

وتروي إيمان قائلى: "كان حلمي زي أي فتاة يكون لديها أسرة وبيت وأولاد، انتظرت الفرصة لتحقيق ذلك ولم يشأ الله أن يحرمني من تحقيق حلمي فقد تقدم لخطبتى الكثير ولكن وقع الاختيار على زوجي المهندس "حازم د."، فهو من بين هؤلاء قد شعرت معه براحة نفسية كما أن حالته المادية جيدة فهو يملك جميع مقومات الحياة من منزل وسيارة وعمل وراتب، لذلك نال موافقة أهلي وتمت خطبتنا التي لم تتجاوز الكثير ثم بعدها زفافنا الذي لم يمضِ عليه عام واحد حتى وضعت طفلتي الأولى وقد أطلقت عليها اسم ندى وشعرت حينها بسعادة لا أستطيع وصفها، فقد بدأت جميع أحلامي تتحقق خاصة بعد حصول زوجي على عمل بأحد التوكيلات الخاصة بالسيارات وتقاضيه راتبا يتجاوز 7 آلاف جنيه شهريا".

وانقلبت الآية

وتكمل: "مرت الأيام والفرحة تملأ المنزل وسرعان ما تغير كل شيء خاصة بعد إعلان قدوم الطفل الثاني الذي لم نستعد لاستقباله فقد جاء الطفل الثاني أنثى جميلة وأطلقنا عليها اسم "سلمى"، ومن هنا بدأت المشاكل تظهر، فالزوج أصبح في حالة مزاجية سيئة لم يعد يحتمل أحدا ودائم التشاجر معي وإهانتى سواء بالسب أو الشتم، ولم يكتفِ بذلك بل تطور الأمر وتعدي على وضربني، وحاولت أن أتحمل كل هذا العبء من أجل أولادي فهم مازالوا في سن صغير ولكنه لم يكف عن الأعمال العدائية تجاهي بل امتنع عن الإنفاق على المنزل".

كابوس

صمتت للحظات فيبدو أنها تذكرت الألم الذي كانت تتجرعه، فسقطت دموعها كالسيل المندفع وحاولت السيطرة عليها وبدأت تكمل: "في أحد الأيام حضر زوجي من عمله مبكرا شعرت بأن هناك شيئا يزعجه فأسرعت إليه لمعرفته ولكنه رد ببعض الكلمات "مافيش حاجة ومتسأليش"، فحاولت عدة مرات معه ولكن دون جدوى احتقن وجهه بشدة وبدأ يتشاجر معي وتعدي على بالضرب وهنا كانت المفاجأة فقد استولي على نقودي وطردني أنا وأولادي من المنزل، وسط حالة ذهول مني، فلم أجد أمامي سوي الذهاب لمنزل أهلي والمكوث هناك لفترة، ففوجئت بزوجي يبيع منقولاتى الزوجية وكل ما يخصني داخل الشقة فلم أعيره اهتماما، ومرت الأيام ولكنى فوجئت بأنه أرسل لي إنذارا على يد محضر يدعوني للدخول في طاعته "طالبني في بيت الطاعة"، مدعيا غير الحقيقة، حيث إن الإنذار يتضمن مسكن غير آدمى فهو مختلف عن منزل الزوجية الذي طردني منه، وجهزه بما لا يتناسب مع حياتنا السابقة وغير ملائم لحياة الأطفال، وهنا لم أجد أمامي حلا سوي اللجوء إلى المحكمة ورفع دعوى رقم 697 لسنة 2014 للحصول على الطلاق".
الجريدة الرسمية