رئيس التحرير
عصام كامل

بوتين يكسب أوباما في القاهرة!


ما معني أن تخرج المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية بعد وقت قصير جدا من توقيع مذكرة التفاهم المصرية الروسية لبناء أول محطة نووية لتوليد الكهرباء في الضبعة لتعلن في تصريحات صحفية لها أن واشنطن لا تعارض هذا الاتقاق المصري الروسي وليست قلقلة بشأنه مشيرة إلى أن الإدارة الأمريكية كانت تعلم بالمباحثات الجارية بين مصر وروسيا بخصوص ذلك الموضوع؟!


الإجابة أن تعجل واشنطن بنفي قلقها من قيام الروس ببناء أول محطة نووية مصرية لتوليد الكهرباء معناه أنها قلقلة فعلا وغاضبة ولكنها آثرت إخفاء هذا القلق والتكتيم على هذا الغضب... فلو كان الأمر عاديا أو روتينيا أو مقبولا لدى واشنطن حقا لما اكترثت المتحدثة باسم الخارجية بأمر اتفاق التفاهم المصري الروسي في هذا الشأن، خاصة أن هذا الاتفاق لم يكن الاتفاق الوحيد الذي تم التوقيع عليه بين مصر وروسيا، لكن المتحدثة باسم الخارجية انتقت هذا الاتفاق الخاص بالمحطة النووية لتعلق عليه وتتحدث عن موقف بلادها منه.. وهذا يذكرنا بالتعبير الشائع الذي يقول «يكاد المريب أن يقول خذوني»، أو ما يترجمه التعبير الشعبي المصري «على رأسه بطحة».

فنحن نعلم أن الأمريكان سبق أن عرضوا على مصر بناء المحطة النووية في الضبعة بعد أن أحيت مصر منذ سنوات هذا المشروع.. لكن العرض الأمريكي لم يكن مقبولا مصريا لأنه كان يقضي بإنشاء المحطة النووية بطريقة تسليم المفتاح، ولا يتضمن عملية نقل التكنولوجيا النووية إلى مصر، ولا يسمح للمصريين بإدارة هذه المحطة بعد بنائها بأنفسهم.. لقد أرادت واشنطن أن تتحكم فينا نوويا بعد أن مارست ضغوطا علينا في الثمانينيات لنعدل عن مشروع إقامة محطة نووية في الضبعة لتوليد الكهرباء.. واللجوء إلى الروس يحمينا من هذا التحكم الأمريكي.
الجريدة الرسمية