رئيس التحرير
عصام كامل

وزير التعليم العالى وعش الدبابير!!


المسئولون المصريون ثلاثة أنواع: الأول يأخذ من المنصب وجاهة اجتماعية ويعتبر نفسه سيدًا لا خادمًا للمواطنين يجلس في مكتبه يقضي أيامه مستمتعا بمنصبه لا يفعل خيرا ولا شرا ويذهب كما جاء لا يشعر به أحد، هو مسئول فاسد لأنه أضاع على البلد وقتا وفرصا كثيرة للنهوض والتقدم..


والأكثر منه فسادا هو النوع الثاني من المسئولين الذي يسخر المنصب لمصالحه الشخصية ويتكسب منه ويتاجر به ويعتبره العزبة التي ورثها عن والديه وللأسف معظم المسئولين المصريين كانوا ومازالوا من النوعين السابقين.

أما النوع الثالث وهو القليل والنادر والذي نحتاجه بشدة هذه الأيام هو المسئول الذي يعطى للمنصب حقه ويعتبره تكليفا لا تشريفا وأنه خادم للمواطن ليس سيدا عليه ويعلي من الصالح العام على مصلحته الشخصية، وأنا أعتبر أن الرئيس السيسي يأتي في مقدمة هؤلاء حينما قرر حمل كفنه على يديه والإطاحة بالإخوان والانحياز للشعب ثم توالت قراراته الشجاعة التي يبتغي فيها مصلحة الوطن حتى لو كانت على حساب شعبيته مثل قرارات ترشيد الدعم.

وعلى مدى الخمسين سنة الماضية لا يتذكر المواطن إلا القليل من المسئولين الذين تركوا بصمات حقيقية أو إنجازا يذكر، والدكتور السيد عبدالخالق، وزير التعليم الحالي، يحاول أن يكون من نوعية المسئول الثالث من خلال قضيتين غاية في الأهمية الأولى إصراره على إصدار قانون جديد للمستشفيات الجامعية والثانية سعيه إلى إلغاء اللجان العلمية لترقية أعضاء هيئة التدريس.

القضية الأولى سوف تقضي نهائيا على مشاكل الصحة في مصر ولكنها تصطدم بمصالح مافيا العلاج الخاص وأصحاب العيادات الذين يتخذون من المستشفيات الحكومية سبوبة لهم، أما إلغاء اللجان العلمية فهو حلم طال انتظاره لأن القانون الجديد للترقية يتطلب النشر الدولي في دوريات علمية محترمة وهذا يحقق فوائد عدة منها إلغاء سطوة بعض أعضاء اللجان على الباحثين الشبان ومنع السرقات العلمية والأهم أنه على الأقل سوف يتم نشر أكثر من خمسة آلاف بحث علمي مصري سنويا في أهم المجلات العلمية العالمية، وهذا يضع الجامعات والمؤسسات العلمية المصرية في مركز دولي متقدم.

وزير التعليم العالي بهذين القانونين يضع يده في عش الدبابير وقد يفقد منصبه، ولكنه يرى أن مصلحة الوطن أهم ويريد أن يترك بصمة للبلد، فأتمنى من القيادة السياسية دعم الوزير في إصدار قانون المستشفيات الجامعية وإلغاء لجان الترقية لأن مصر في مرحلة تحتاج حلولا غير عادية لمشاكلها المستعصية.
egypt1967@yahoo.com
الجريدة الرسمية