رئيس التحرير
عصام كامل

شبح أزمة 2006 يخيم على قلعة ريـال مدريد


دخل ريـال مدريد في أزمة منذ حلول عام 2015، وكانت آخر بوادرها الهزيمة الثقيلة التي تلقاها أمام غريمه أتليتيكو مدريد برباعية نظيفة، أجواء هذه المباراة وما يعيشه النادي حاليا من مشاكل يذكر بالأزمة التي عصفت بالنادي عام 2006.


و أكدت الهزيمة الثقيلة التي تلقاها متصدر الدوري الإسباني ريـال مدريد على يد جاره أتليتيكو مدريد ضمن منافسات الدوري الإسباني أنه لازال بعيدًا كل البعد عن الخروج من الأزمة الفنية التي حلت به منذ حلول عام 2015 وكانت هذه الأزمة قد بدأت مع انطلاق المرحلة الثانية من بطولة الدوري الإسباني بخسارة الفريق الملكي لأولى مبارياته في العام الجديد أمام فالنسيا، وتواصلت بوادرها بخروج زملاء رونالدو من دور ثمن النهائي لكأس ملك إسبانيا على يد جاره وغريمه التقليدي أتليتيكو مدريد الذي دك شباكه في مباراة الديربي التي جرت بين الفريقين السبت الماضي برباعية نظيفة.

ورغم خسارته أمام "الروخي بلانكوس"، لازال ريـال مدريد يتصدر ترتيب الدوري الإسباني برصيد 54 نقطة، لكن بفارق نقطة وحيدة عن غريمه برشلونة وأربع نقاط عن أتليتيكو مدريد، وهو ما جعل الفريق الملكي عرضة لانتقادات لاذعة من طرف الصحافة الإسبانية، خاصة تلك المحسوبة على ريـال مدريد.

ويرجع تواضع ريـال مدريد إلى عدة أسباب، من بينها تراجع أداء نجوم الفريق مثل رونالدو وزميله الويلزي غاريت بيل، بالإضافة إلى كثرة الإصابات التي يعاني منها الفريق، والتي غيبت مجموعة من اللاعبين عن خوض المباريات لفترات مختلفة مثل سيرجيو راموس وسامي خضيرة وبيبي وخاميس رودريجيز، لكن بعض المحللين الرياضيين يرجعون الأزمة الفنية لريـال مدريد أيضًا إلى تمسك مدرب الفريق كارلو أنشيليوتي باللعب بطريقة (4ـ3ـ3) التي تبين أنها لم تعط أكلها، خاصة أمام فرق الدوري القوية.


ويبدو في الوهلة الأولى أن أزمة ريـال مدريد فنية بالدرجة الأولى، لكن بعض الأحداث داخل النادي أظهرت أنها أكبر من ذلك، فقد كشفت صحيفة "أس" الإسبانية أن إدارة نادي ريـال مدريد مستاءة من توقيع لاعب المنتخب الألماني سامي خضيرة لعقد انضمام أولى للالتحاق بأحد أندية الدوري الألماني، بعد نهاية عقده مع النادي الملكي. كما أكدت الصحيفة الإسبانية أن هناك أزمة ثقة بين خضيرة والإدارة الفنية للنادي الإسباني، وهو ما سيدفع المدرب أنشيلوتي إلى عدم الاعتماد عليه في المباريات القادمة.

وبالإضافة إلى ذلك، أشارت تقارير إعلامية إسبانية أخرى إلى وجود تصدع داخل البيت المدريدي. وتزامن ذلك مع وصف صحيفة ماركا الإسبانية الحفل الذي أقامه نجم الفريق كريستيانو رونالدو بمناسبة عيد ميلاده الثلاثين بـ "حفل الانشقاق" في إشارة إلى عدم حضور بعض زملائه للاحتفال معه. وقد غاب عن حفل رونالدو قائد الفريق إيكر كاسياس وقلب الدفاع سيرجيو راموس اللذان عبرا عن امتعاضهما من احتفال رونالدو بعيد ميلاده بعد ساعات فقط على هزيمة الملكي أمام أتليتيكو مدريد.

وفي ظل الأجواء التي يعيشها نادي ريـال مدريد حاليًا، قال بعض أعضاء مجلس إدارة النادي الملكي إن "ما يحدث اليوم بعد الهزيمة المذلة التي تجرعها الريـال قبل أيام على ملعب فيسينيتي كالديرون يشبه كثيرا ما حدث قبل تسع سنوات"، عندما انهزم ريـال مدريد في 26 من فبراير 2006 على يد منافسه ريـال مايوركا، وهي الهزيمة التي أدخلت الفريق في أزمة بعد استقالة رئيس النادي فلورينتينو لوبيز لم يخرج منها إلا بعد مرور ثلاث سنوات.
الجريدة الرسمية