رئيس التحرير
عصام كامل

تفاصيل القمة «المصرية - الروسية».. «السيسي» و«بوتين» يبحثان تعزيز سبل التعاون المشترك.. جذب استثمارات جديدة.. زيادة التبادل التجاري.. إنشاء محطة الضبعة النووية.. ومناقشة


عقد الرئيس عبد الفتاح السيسي جلسة مباحثات ثنائية مع نظيره الروسى فلاديمير بوتين، كما تم عقد جلسة مباحثات موسعة ضمت وفدي البلدين.

وشهدت المباحثات استعراضا لمجمل الأوضاع الإقليمية في منطقة الشرق الأوسط، وفي مقدمتها الأوضاع في قطاع غزة فضلًا عن ليبيا، وذلك اتصالًا بالتداعيات السلبية لتردي الأوضاع السياسية والأمنية على الحدود الغربية المصرية إلى جانب الأوضاع في العراق وضرورة الحفاظ على وحدته الإقليمية وكذلك الأزمة السورية وأهمية التوصل إلى تسوية تحفظ وحدتها الإقليمية وتصون أرواح مواطنيها.


مكافحة الإرهاب
كما تم بحث مكافحة الإرهاب، وتوافقت الرؤى حول أهمية تضافر الجهود وتكثيف التعاون في كل المجالات ذات الصلة بمكافحة الإرهاب.

واتفق الجانبان حول أهمية قيام المجتمع الدولي بجهد جماعي لدحر الإرهاب والقضاء عليه، وبحث أطر تنمية العلاقات بين الجانبين في كل المجالات، وتم إطلاع الجانب الروسي على التطورات السياسية والاقتصادية في مصر خاصة ما يتعلق بالشقين الاقتصادي والاستثمار فضلا عن استعراض المشروعات الكبرى وعقد عدد من الاتفاقيات الثنائية.

وقائع المؤتمر الصحفى
وأعقب الجلستين مؤتمر صحفى، ورحب الرئيس عبد الفتاح السيسي بضيف مصر فلاديمير بوتين، رئيس روسيا الاتحادية، مشيرا إلى نقل مشاعر المصريين للرئيس بوتين.

المصالح المشتركة
وأكد السيسي أن مصر تولى اهتماما كبيرا لتعميق التعاون مع روسيا كخطوة لدعم الاستقرار، مضيفا أن هناك مصلحة مشتركة تربط مصر بروسيا للاستفادة من الثروات المشتركة.

تقدير دعم روسيا
وأشار السيسي إلى أن الشعب المصري يشيد بقيام روسيا بدعم مصر مرارًا، معربا عن أمله في مواصلة البلدين بناء العلاقات بينهما استنادا إلى التجربة الماضية، مضيفا أن مصر تقدر الدعم الروسى لها وترغب في مزيد من التعاون بين البلدين، مؤكدا أن العلاقات المصرية الروسية بينها تاريخ طويل من الدعم، وساعد الاتحاد السوفيتى مصر في إقامة مشروعات صناعية من بينها السد العالي.

القضايا الإقليمية والدولية
وأضاف الرئيس السيسي، أنه بحث مع نظيره الروسي، عددا من القضايا الإقليمية والدولية وتدعيم العلاقات الثنائية على المستويين السياسي والتجاري، في كافة مجالات الاقتصاد والسياحة والاستثمار والطاقة ومكافحة الإرهاب وسبل التعاون بينهما بما يسهم في تحقيق الأمن والاستقرار.

التعاون العسكري
وأضاف السيسي، أنه تم التباحث العسكري في ظل الظروف الراهنة، مؤكدًا أن مصر تولي أهمية كبيرة لهذه القمة الثنائية، التي تعطي قوة دفع جديدة للتعاون القائم بين الدولتين، معربًا عن تطلع مصر لتعزيز التعاون والتنسيق مع روسيا في مختلف المجالات ومنها مجال الطاقة.

الطاقة
كما أكد الرئيس السيسي، أن أجندة مباحثاته مع نظيره الروسى فلاديمير بوتين، كانت حافلة بالموضوعات المختلفة.

وأضاف أن المباحثات تضمنت تعزيز فرص الاستثمار ليس فقط في المجال العسكري لكن في مجالات أخرى كمشروع بناء قناة السويس الجديد والمشاركة في بناء مناطق صناعية جديدة إلى جانب مشاريع الطاقة والخدمات اللوجستية، كما تم بحث إقامة منطقة صناعية روسية في جبل عتاقة بالسويس.

وقال السيسي: "إن المباحثات تطرقت أيضا إلى قطاع الطاقة الواعد لتحقيق المصلحة المشتركة للطرفين ونفاذ الصادرات المصرية للسوق الروسية، وتجديد المشروعات التي كان ينفذها الاتحاد السوفيتي سابقا في مصر والتي لا تزال تمثل أحد أسس الصناعة والاقتصاد في البلاد".

وأضاف السيسي أن مصر تأمل أن يعود التعاون السياحي بين مصر وروسيا إلى سابق عهده خاصة مع عودة الاستقرار إلى البلاد بشكل تدريجي.

مذكرات تفاهم
وأكد السيسي، أنه عقد مع الرئيس بوتين، عدة مذكرات، ومنها مذكرة تفاهم لتوليد محطة للطاقة النووية بالضبعة، فضلا عن مذكرات في مجال الاستثمار.

وأعرب السيسي، عن الارتياح الكبير بشأن مدى التقارب بين مصر وروسيا بشأن هذه الموضوعات خلال المباحثات مع بوتين، وهو عنصر اعتبر أنه يضيف قوة للعلاقات المصرية الروسية في مختلف المجالات.

وأشار السيسي، إلى أنه يرى في روسيا شريكا إستراتيجيا، وأن مصر بعد ثورتين تمد يدها بالصداقة لكافة الدول التي ساندتها وتساندها.

التنوع والصداقة

وقال السيسي: "علاقتنا المتنامية مع روسيا تأتي في ظل حرصنا على التنوع والصداقة والتعاون مع كل من يبادلنا هذا الاتجاه ويحرص على الإدراك الصحيح للظروف المعقدة التي تمر بها مصر، فلا يقصرها على شعارات براقة ولا يقلل منها في محيطها الإقليمي".

"بوتين" يشكر الشعب المصرى
وأعرب الرئيس الروسى "فلاديمير بوتين" عن خالص شكره للشعب المصري على حسن الضيافة والاستقبال اللذين شهدهما في القاهرة.

وأكد "بوتين" أنه أكمل مع الرئيس "عبد الفتاح السيسي" ما تم بحثه في زيارته لروسيا الاتحادية، موجها الدعوة للرئيس السيسي لتعميق التعاون الثنائى، واصفا لقاءه بالرئيس السيسي، بالفعال والمثمر، وأثبت التطلع المشترك لدى القيادتين لتوسيع علاقات الصداقة والتعاون.

وأشار الرئيس الروسي إلى أنه على يقين من أن الحوار في جميع المجالات بين البلدين سيتعمق ويتوسع لما فيه مصلحة الشعبين، موضحا أن العلاقات المصرية الروسية تتطور تطورا ديناميكيا، وشهدت الفترة الأخيرة ارتفاعا ملموسا في حجم التبادل التجاري الذي زاد بنسبة 50%، مشيرا إلى أن لدى البلدين قدرات جبارة لدفع التعاون الثنائي وإحراز نتائج أفضل في المستقبل.

وأضاف بوتين أن التعاون في مجال الطاقة يتطور جيدا، وأن روسيا تبدي اهتماما بالسوق المصرية، وأن هناك آفاقا واسعة للتعاون في مجال التكنولوجيا المتقدمة خاصة قطاع الطاقة، مشيرا إلى أنه تم الاتفاق على بناء محطة نووية بمصر.

التعاون في كافة المجالات
وأضاف بوتين، أن الشركات الروسية بما فيها العاملة في مجال الكهرباء والطاقة والصناعات الكيميائية وإنتاج السيارات تبدي اهتماما كبيرا بالسوق المصرية، وأن هناك آفاقا واسعة للتعاون في مجال التكنولوجيا المتقدمة خاصة بقطاع الطاقة الذرية واكتشاف الفضاء والاستخدام المشترك لنظام الملاحة، مشيرا إلى زيادة السائحين الروس وتفعيل التبادل التجاري والاستثماري بين البلدين وتخفف الاعتماد على التغيرات في الأسواق العالمية.

السياحة

وأكد الرئيس الروسى أن السياح الروس يأتون إلى مناطق آمنة وليست خطرة وأنه بحث مع "السيسي" تكثيف جهود مكافحة الإرهاب.

وحول الأزمة السورية أشار بوتين إلى تقارب مواقف البلدين بشأنها، مضيفا أنه أبلغ السيسي بجلسات الحوار مع الرئيس الأسد، مؤكدا أنه لا بديل عن التسوية السياسية، ومؤكدا دعم مصر وروسيا وحدة أراضي سوريا وسيادتها.

كما أكد بوتين، أن روسيا ستظل صديقا وفيا لمصر، وقدم شكره للرئيس عبد الفتاح السيسي في ختام فعاليات المؤتمر الصحفى المشترك الذي عقد بمقر رئاسة الجمهورية بقصر القبة.
الجريدة الرسمية