رئيس التحرير
عصام كامل

الألتراس والداخلية



رحم الله كل روح أزهقت ليلة أول أمس في أحداث أليمة فلابد أن يتم محاسبة الجانى أينما كان..ما هو السبب ومن المسئول عن ذلك ولماذ المطالبات باستقالة وزير الداخلية ؟


الذين طالبوا باستقالته يطالبونه بالاستقالة كل يوم تقريبا.. المشكلة أن البعض تعود على أن يلقى بالمشكلات على شماعة غيره سريعا دون حتى أن يفكر في الموضوع أساسا.

توقع الإهمال أصبح كثيرا هذه الأيام ومن كثرة أوجه الإهمال تصور الكثيرون أن حل المشكلات يكمن في المطالبة أو النقد فقط دون إيجاد حلول ولعل أول ما سيشعر به الفرد أن تم تنصيبه وزيرا للداخلية هو أنه لا يمكنه السيطرة على المواطنين بالعدد والكثرة وردود الأفعال غير المحسوبة.

البعض يطالب وزير الداخلية بالعمل والضرب بيد من حديد على المخالفين فإذا استخدمت الداخلية الغاز والماء لتفريق المتظاهرين أو حتى دافع الضابط حتى عن حياته وهو حق مشروع له كانت المطالبة بإيقاف الداخلية عند حدها لأنها تجاوزت وتطاولت على المواطنين وذلك لأن الصورة المتعلقة بأذهان الناس أن أي الضابط يمثل الداخلية ككل ولا بد من استقالة وزير الداخلية.

ففى كل الأحوال إن تراخت الداخلية أو قامت بعملها..النتيجة واحدة وهى المطالبة باستقالة وزير الداخلية.

الدولة في حالة حرب ونتفق جميعا على ذلك ولدينا ظروف صعبة فلا أريد الحديث عنها..و لكن أبسطها أن مجاعة 90 مليون إنسان كفيل بتهديد المنطقة العربية بأسرها.. فليتق الناس ربهم أن كانوا يؤمنون أن هناك ربا وإذا استكفينا من طعامنا وشرابنا وتوقفنا عن مد أيدينا إلى العالم ليطعمونا فحينها فقط اعملوا 1000 رابطة ألتراس وللأسف الكرة المصرية تعانى من العديد من المشكلات ولعل أبسطها تدهور مستواها ويمكن لأى متابع لمباريات كأس العالم أن يعلم وضعنا الحقيقي بدون تجميل.

فليتق الناس ربهم في أوطانهم حتى لا يأتوا على ما تبقى منه وليفيقوا الآن من سباتهم الطويل وليقفوا وقفة رجل واحد تجاه كل من يريد أن يلحق الأذى بمؤسسات مصر التي تحفظ لها وجودها فلا مصر بدون جيش ولا مصر أبدا بدون داخلية.

أخيرا.. ما يلفظ الإنسان من قول إلا لديه رقيب عتيد..فلنتق الله فيما نقول ونكتب فسنقف جميعا أمام الله يوم القيامة يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب..سليم.
الجريدة الرسمية