رئيس التحرير
عصام كامل

ليلة صفع أوباما في برج القاهرة!



اليوم من المنتظر أن توقع مصر مع روسيا اتفاقيات توريد الغاز الروسي لمصر ولعدة سنوات مقبلة..واليوم من المنتظر توقيع اتفاقيات تخص التعاون الأمني وتبادل المعلومات وتحديدا في محاربة الإرهاب..واليوم ربما يتم توقيع اتفاقيات عن إعادة تأهيل روسيا للمصانع المهمة والكبيرة التي بنيت في عهد الزعيم جمال عبد الناصر وهي مصانع ثقيلة تتصل بصناعات مهمة مثل الحديد والصلب والألومنيوم والأسلحة العسكرية والسيارات وعربات السكك الحديدية..ومن المنتظر اليوم توقيع اتفاقيات تتصل بأبحاث الفضاء والمحطات النووية ومحطات الطاقة غير النووية وربما منطقة صناعية روسية بقناة السويس..اليوم روسيا تكسر الحصار الأمريكي الغربي عليها بسبب أوكرانيا وسوريا وتطل على المياه الدافئة واليوم مصر تتخلص أكثر وأكثر من التبعية لأمريكا وترد بكل قوة على استقبال أمريكا لوفد الإخوان والتستر على الجرائم الإخوانية..اليوم يعاد ضبط التوازن في المنطقة والعالم..اليوم حلفاء الأمس يعيدون صياغة الحاضر والمستقبل في أهم زيارة لرئيس أجنبي لمصر ربما منذ زيارة نيكسون لمصر عام 74!


اختارت مصر أن تنتهي الليلة الأولى لزيارة قيصر روسيا الجديد بعشاء في برج القاهرة بعد سهرة ثقافية في الأوبرا المصرية.. دلالة الاختيار مهمة فهي وخلاف أن يري بوتين القاهرة من أعلي مبني فيها ضمن "فسحة" مصرية سريعة وممتعة..إنما أيضا إعلان لعودة التعاون الوثيق والمشترك للعالم وفيه إشارة إلى انطلاق العلاقات -بيننا- إلى آفاق غير محدودة في نقطة تعلو الجميع..وتطل في أقرب نقطة على السفارة الأمريكية التي تبدو على مرمى البصر في جاردن سيتي !

والأهم: أن البرج نفسه كان نتاج أكبر صفعة مصرية لأمريكا حينما أمر عبد الناصر بتحويل محاولة رشوته من المخابرات الأمريكية إلى بناء صرح كبير بمبلغ الرشوة يحفظ القصة للتاريخ ويشهد على الخيبة الأمريكية طول العمر !

الغرب يجيد استخدام مثل هذه الإشارات والدلالات والرموز ولا يتبقي اليوم إلا -وكما تردد- الاتفاق على استخدام العملة الروسية الروبل والجنيه المصري في التبادل التجاري بدلا من الدولار لتكتمل الصفعة على خدي أوباما الأيمن والأيسر معا!

طلقة:
ليس من اللائق أن تتهم بعض القوى رئيس البلاد بالقتل أو التسبب في القتل وهو يستضيف رئيس دولة عظمي.. كان من الممكن الدعوة لاجتماع اليوم وغدا على سبيل ترحيل الوقت وسيكون الضيف الكبير قد غادر البلاد..واتهموه كما شئتم.. تعلموا الأصول وتعلموا السياسة..يا سادة !
الجريدة الرسمية