اليمن.. اتفاق لتشكيل مجلس رئاسي.. واشنطن تدعم "بن عمر".. وتؤكد: الوضع عائم و"منصور" زعيم شرعي.. الحوثيون: لا تراجع عن الإعلان الدستوري.. لا صفقات مع "صالح".. و"كي مون" يتهم الرئيس السابق بتقويض السلام
اهتمت الصحف العربية الصادرة، اليوم الثلاثاء، بالقضية اليمنية، والتي أصبحت محط أنظار العالم في محاولات لتهدئة ورأب الصدع اليمني وعودة الفرقاء إلى مأدبة الحوار.
اتفاق مبدئي
كشفت شبكة سكاي نيوز الإخبارية عن توصل القوى السياسية في اليمن، إلى اتفاقات مبدئية بشأن تشكيل مجلس رئاسي وتوسيع عضوية مجلس الشورى والإبقاء على البرلمان دون الحسم في عضوية مجلس الشورى أو المجلس الرئاسي.
وذكرت مصادر سياسية، أن المفاوضات التي جرت، مساء أمس الإثنين، عادت إلى النقطة التي تم التوقف عندها الخميس الماضي، أي قبل إعلان الحوثيين ما يسمى بـ"الإعلان الدستوري".
صيغة مكتوبة
واتفق المشاركون في الجلسة على أن يقدم الوسيط الدولي جمال بن عمر، مساء اليوم الثلاثاء، صيغة مكتوبة للتوافق بشأن هذه القضايا ويجري مناقشتها من قبل الأطراف السياسية بعد أن تكون قد عادت إلى هيئاتها الحزبية.
واجتمع المتمردون الحوثيون في اليمن مع خصومهم السياسيين للمرة الأولى منذ فرض سلطتهم بالقوة عبر حل البرلمان وتشكيل هيئة أمنية تعمل كحكومة أمر واقع في البلاد.
حضور الأحزاب
وضمت المحادثات التي جرت بوساطة مبعوث الأمم المتحدة جمال بن عمر، أمس الإثنين، ممثلين عن ائتلاف للأحزاب السياسية الكبرى في البلاد، فضلا عن حزب الرئيس المخلوع على عبد الله صالح، إلا أن الأمين العام للتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري، عبدالله نعمان، انسحب من المفاوضات إثر تهديدات أطلقها ممثل جماعة الحوثي.
واشنطن تدعم بن عمر
وأعربت واشنطن، على لسان المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية، جنيفر ساكي، في الموجز الصحفي اليومي للوزارة عن دعمها للجهود التي يجريها المبعوث الأممي جمال بن عمر، للم شمل الأطراف اليمنية، ومواصلة الحوار السياسي في البلاد.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية: "نحن قلقون بشدة من إعلان الحوثيين بحل البرلمان وتأسيس مجلس رئاسي"، مضيفة: "ندعم جهود المبعوث الخاص للأمم المتحدة لجمع الأطراف سوية لمواصلة حوار سياسي شامل"، متابعة: "الوضع السياسي على الأرض عائم بشكل كبير"، وأكدت: "الرئيس المستقيل عبد ربه منصور هادي "يظل رئيسًا حتى يجتمع البرلمان ويقبل استقالته".
لا تراجع
وعلي صيعد آخر نقلت صحيفة "السياسة" الكويتية، تأكيدات المتحدث الرسمي باسم الحوثيين باليمن، محمد عبد السلام، والذي قال، إنه لا تراجع عن الإعلان الدستوري الذي أصدرته الجماعة سابقًا، لافتًا إلا أن الجماعة أصدرت في أكثر من مناسبة دعوات للفرقاء في اليمن للعودة إلى طاولة الحوار، مضيفا: "ما كنا لنقبل بالحوار على قاعدة إلغاء الإعلان الدستوري وقد دعينا من قبل جمال بن عمر للحوار وقلنا لا مشكلة لدينا في العودة إلى الحوار".
فراغ سياسي
وأضاف عبد السلام: "الفراغ الذي حصل في السلطة لسنا من صنعه بل أوجده عبد ربه منصور هادي وحكومة خالد بحاح لاستهدافنا، فقد كانوا يعتقدون من وراء ذلك أنهم سيمثلون استهدافا حقيقيا للثورة وخلطا للأوراق ولكنهم فوجئوا أن الثورة الشعبية كانت جاهزة لأي خيار ممكن أن يطرأ من الرئاسة التي ماطلت في تنفيذ اتفاق السلم والشراكة ولم يكن مستبعدا منها أن تقدم على أي خطوة"، مشيرا إلى أن المسار الثوري الذي يتم الآن العمل عليه هو مسار طبيعي أوجدته قوى السلطة التي أوصلت البلد إلى فراغ في الرئاسة والحكومة.
قوي سياسية غير جادة
واتهم عبد السلام، بعض القوى السياسية بأنها في الحوارات السابقة لم تكن جادة وغير مهتمة بإنهاء المشكلة في البلاد، مضيفا: "تلك القوى كانت تتعاطى معنا وكأننا في الحرب السادسة ولم يبق إلا أن يقولوا للثورة وللشعب سلموا أنفسكم وتراجعوا عن كل مطالبكم وكانوا يريدون أن يوصلوا ثورة الـ21 من سبتمبر إلى نقطة الصفر ولم يعترفوا بها وأرادوا الانقلاب عليها أكثر من مرة وكان آخرها استقالة هادي وحكومة بحاح".
لا تراجع عن مطالب الثورة
وشدد المتحدث الرسمي باسم الحوثيين على أنه لا يمكن في أي حال من الأحوال أن يقبل الثوار التراجع عن مطالب مشروعة محقة وعادلة لأن القوى السياسية هي من فرطت بالمهلة ولم تستجب لدعوات الحوار ولهذا اضطرت اللجان الثورية أن تمارس مهامها الشرعية استنادا إلى تفويض الشعب لها وأن تقوم بسد الفراغ.
ضغط خارجي
وأشار إلى أن القوى السياسية عندما دخلت في الحوارات السابقة كانت تدخل بضغط خارجي، ودعا في الوقت نفسه، الأحزاب السياسية الرافضة للإعلان الدستوري إلى أن تراجع حساباتها وأن لا تخسر الشعب اليمني وهو يطالب بحقوق مشروعة ومكفولة لإصلاح المرحلة الانتقالية لسد الفراغ.
لا صفقات مع صالح
وأشار إلى أن الموقف الدولي والإقليمي سيراعي في الأخير المصلحة التي تؤدي إلى الإجماع الشعبي الذي حظيت به الثورة، وإلا فإنه سيواجه خيارات الشعب اليمني، نافيا ما تردد عن وجود صفقة سياسية بين جماعته والرئيس السابق على عبد الله صالح للسماح لنجله أحمد بالترشح في الانتخابات الرئاسية المقبلة.
صالح ينفي
وفي سياق منفصل، نقلت صحيفة يمن برس، نفي مصدر مسئول بمكتب الرئيس اليمني الأسبق على عبد الله صالح، ورئيس المؤتمر الشعبي العام، اتهامات الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بتقويض عملية السلام بالتعاون مع الحوثيين.
وقال المصدر: "إن الزعيم على عبدالله صالح والمؤتمر الشعبي العام ليس له علاقة بما يجري منذ تسليم السلطة في العام 2012 بطريقة سلمية وديمقراطية شهد بها العالم أجمع في إطار المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، وهو التسليم الذي كان عن قناعة تامة من الرئيس صالح شخصيًا ومن حزب المؤتمر وحقنًا لدماء اليمنيين".
موقف غريب
واستغرب المصدر موقف الأمين العام للأمم المتحدة، الذي تجاهل حقيقة مواقف الرئيس صالح والمؤتمر الإيجابية وإسهاماته في الوصول إلى توافقات ربما نتيجة اعتماده على معلومات كاذبة ومضللة ومستهدفة للرئيس صالح والمؤتمر، مطالبا من الأمين العام للأمم المتحدة أن لا ينجر إلى مواقف تؤثر سلبًا على توافق اليمنيين الذين هم المسئولون وليس غيرهم عن حل أزمتهم.
مبادرات لحل الأزمة
وأضاف المصدر: "إن المؤتمر الشعبي العام هو من يدعو دائمًا للحوار عند كل منعطف يمر به الوطن، وهو من قدم المبادرات تلو المبادرات التي لو وجدت لها آذانًا صاغية لما وصل حال البلد إلى ما هو عليه الآن"، مجددا دعوته لجميع الأطراف للجلوس فورًا على طاولة الحوار من أجل الخروج بالوطن إلى بر الأمان.