فاروق الفيشاوي: عمرو واكد تلميذي ومش عيب أشارك في فيلم من بطولته

• أخدت حظي من السينما
• الفن يعطي النجومية ويأخذ منك "راحة البال"
• نفسي أحول رواية "مولانا" لعمل درامي من بطولتي
• التحكم يقتل الإبداع.. والحرية تنتهك المبادئ.. وخير الأمور "الوسط"
• إذا انتهى العنف من الشارع يختفي من السينما
• لا تحاسبوا الفنانين على العنف في أفلامهم وحاسبوا النظام
• أسعد لحظات حياتي أقضيها مع حفيدتي
• نجلي أحمد يشبهني وعمر أكثر رزانة منه

دائمًا يتحلى بالصمت، ويتحدث على فترات متباعدة، نظرًا لاهتمامه بعمله، وإيمانه بأن تقدم الشعوب والأشخاص بالعمل وليس بالكلام، إنه الفنان فاروق الفيشاوي الذي فتح قلبه لــ "فيتو" وتحدث عن فيلم "القط " أحدث أعماله السينمائية وعن حياته الشخصية في الحوار التالي..

_ في البداية لماذا أصبحت مقلا في أعمالك السينمائية ؟
الأمر دائمًا لا يكن بيدي، فأنت تعلم أن السينما تعتمد في المقام الأول على الشباب وليس الكبار، لذلك وجودي بها يكون على فترات متباعدة عندما أجد بها ما يناسبني في الناحية الفنية والعمرية، ثم أنني "أخذت حظي من السينما ولابد أن نترك الفرصة للشباب". 

_ إذا ما الذي جذبك في فيلم "القط " ؟
أنا أتابع المخرج إبراهيم البطوط منذ سنوات، وشاهدت له أول أعماله السينمائية وهو فيلم "عين شمس" ووجدت أن لديه رؤية إخراجية لا مثيل لها، لذلك لم أتردد لحظة عندما عرض على فكرة فيلم "القط" لثقتي الكبيرة في اختياراته، والحمد لله وجدت أن الفيلم مختلف بالفعل عن كل الأعمال التي يتم تقديمها اليوم.

_ كيف وجدت التعامل مع الفنان عمرو واكد ؟
عمرو واكد هو تلميذي وابني في نفس الوقت، ولك أن تتخيل أنني أشارك في فيلم بطله هو تلميذي وابني، فالأمر ليس عيبًا وكان في غاية المتعة.

_ البعض انتقد العنف المفرط الذي تحتوي عليه مشاهد الفيلم.. ما رأيك ؟
أنا لا أنكر أن هناك عنفًا في الفيلم ولكن ليس مفرطًا كما تقول، ثم أن هذا العنف هو محاكاة للواقع الذي نعيشه، فأنا وأنت نرى الدماء في الشارع تسيل كل يوم أكثر من الماء، فلا تحاسبونا على العنف في أفلامنا وحاسبوا المتسببين في هذا العنف في الشارع.

_ هل أغضبك تصنيف الفيلم للكبار فقط ؟
لا أنا لم أغضب من ذلك، لأن هذه هي رؤية الرقابة، ومن الممكن أن يكون هناك بعض المشاهد التي لا يجوز أن يشاهدها الأطفال سواء كانت مشاهد الدماء والعنف أو غيرها. 

_ إذا هل أنت مع جهاز الرقابة ؟
أنا مع الرقابة ككيان ولكن أنا ضد الكثير من قوانينها، فأنا أكره التحكم الذي يقتل الإبداع ولا أحب الحرية التي تنتهك المبادئ والعادات، ودائمًا أقول خير الأمور الوسط. 

_ من وجهة نظرك ما أسباب تراجع مستوى السينما في هذه الفترة ؟
السينما تراجعت لأسباب كثيرة أولها هو تدني مستوى الأعمال الكتابية التي يتم تحويلها إلى أعمال يقال عليها إنها أفلام سينمائية ولكن الأمر غير ذلك، وأنا أقول إذا أردنا أن نعود بالسينما إلى ما كانت عليه فلابد أن نعود إلى الرواية المصرية، والدليل على ذلك أن فيلم "الفيل الأزرق " حقق نجاحًا كبيرا، وسبقته أعمال سينمائية كثيرة كانت في الأصل روايات.

_ بمناسبة الروايات.. ما هي الراوية التي تريد أن تقدمها كعمل فني ؟
بصراحة نفسي أقدم رواية "مولانا" للكاتب الصحفي إبراهيم عيسى، فأنا لا أعلم مدى إمكانية ذلك، ولكن علمت أنه يتم الإعداد لتحويلها إلى عمل سينمائي أو درامي وأتمنى المشاركة فيه.

_ بعيدًا عن الفن نريد أن تحدثنا عن ذكرياتك الأولى مع الفن ؟
المرحلة الأولى في عملي بمجال الفن لم تكن على ما يرام، فأنا ذقت فيها مرارة الفقر والوحدة في وقت واحد، لأنني اعتمدت على نفسي منذ البداية وعملت كوكومبارس في مسرح الدولة بأجر قليل للغاية لا يكفي حتى طعامي، وعندما دخلت معهد الفنون المسرحية تزوجت وهذا ما زاد الأمر صعوبة ولكن الحمد لله "ربنا فتحها من وسع".

_ وما هي الشخصية التي أثرت بشخصيتك في طفولتك ؟
شقيقي الأكبر "رشاد" رحمه الله، هو الذي أثر في بشكل كبير للغاية، لأنه هو الذي تولى تربيتي بعد وفاة والدي وكنت أعتبره والدي وليس شقيقي. 

_ وكيف أثرت أنت في نجلك أحمد الفيشاوي ؟
الكل يعلم أن ابني أحمد أخذ مني الكثير ومن صفاتي، فهو محب للفن وللجمال ودائمًا ينظر إلى المستقبل بعين مختلفة، وبالمناسبة أحمد اعتاد منذ صغره أن يكون قريبًا مني لأقصى درجة حتى أنني أصبحت صديقه الأول حتى وقت قريب، بعدها أصبح نجمًا وله علاقات كثيرة وأصدقاء.

_ ما هو الفرق بين نجل أحمد ونجلك الأصغر عمر الفيشاوي ؟
نجلي عمر عقلاني بشكل كبير، وأشعر أنه هو والدي ولست أنا والده، لأنه دائما يحمل هموم كل شيء، ولكن أحمد يشبهني بشكل كبير في تسرعه وفي تصرفاته التي تكون في أوقات كثيرة غير مدروسة. 

_ كيف تتعامل مع المال ؟
أنا لا أفكر فيه كثيرا ولم أضعه في قائمة اهتماماتي لذلك لم أكوِّن ثروة ودائمًا أتعامل معه بمنطق "اصرف ما في الجيب يأتيك ما في الغيب".

_ وهل هذا تصرف صحيح ؟
كان قبل ذلك صحيح ومريح، ولكن الآن بدأت وجهة نظري تختلف فأنا أريد أن أدخر شيئا لأبنائي وأحفادي. 

_ بمناسبة أحفادك حدثنا عن علاقتك بحفيدتك "لينا" ؟
أسعد لحظات حياتي أقضيها مع حفيدتي لينا، فيوم الجمعة شيء مقدس بالنسبة لنا، أن التقي بها وأقضي معها اليوم بأكمله وأتحول وقتها إلى طفل مثلها، وبالفعل أعز الولد ولد الولد.

_ بعد كل هذا العمر الذي قضيته في الفن ما هي أسوأ وأفضل الأشياء التي وجدتها بهذا المجال ؟
الفن يعطيك النجومية ويعطيك الطاقة الكبيرة التي تجعلك مقبلا على الحياة، ولكن يأخذ منك "راحة البال". 

_ إذا ذهبنا للسياسة.. كيف ترى مصر الآن وقبل ذلك ؟
لا أريد أن أتحدث كثيرا في السياسة لأنني فنان ولست محللا سياسيًا، ولكن كل ما أريد أن أقوله إنني أحمد الله أن زمن الإخوان مر وجاءت مرحلة أخرى أتمنى أن يكون بها الأفضل لمصر في الفترة القادمة رغم كل التخبطات التي تحدث حاليًا وأنا أعلم أن الرئيس عبدالفتاح السيسي عليه العبء الكبير أتمنى أن يعينه الله عليه كما أنه لابد أن يدعمه الشعب ويقف بجانبه حتى نستطيع أن نمر من عنق الزجاجة.